ليالي بيشاور -49
8 أغسطس,2018
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
1,071 زيارة
أقبل الحافظ وسائر العلماء من أول الليل مع جماعة كبيرة من أتباعهم ، وبعد تناول الشاي والحلوى ، بدأ الحافظ قائلا :
لقد فكرت كثيرا في حديثكم وكلامكم حول حديث المنزلة ، وراجعت كتبنا فرأيته كما ذكرتم أنه من الأحاديث الصحيحة المتواترة بإجماع علمائنا وأهل الحديث الموثقين عندنا ..
ولكنه لا يدل على خلافة سيدنا علي كرم الله وجهه بعد وفاة النبي (ص) مباشرة من غير فاصل كما تقولون ، بل صدر حديث المنزلة عند خروج النبي (ص) من المدينة إلى غزوة تبوك وخلّف عليا في المدينة .
فهو يدل على خلافة سيدنا علي رضي الله عنه لرسول الله (ص) في ذلك المورد فحسب ، وذلك في حياة النبي (ص) ، فلا يتعدى إلى موارد أخرى ، وخاصة بعد وفاة رسول الله (ص) !
قلت : لو كان أحد الحاضرين من غير العلماء يطرح هذا الإشكال ما كنت أتعجب ، ولكن هذا البيان من رجل فاضل يعلم قواعد اللغة العربية .. مثلكم غريب !
لأن الاستثناء الذي جاء في آخر حديث المنزلة يفيد العموم، وهو:” إلا أنه لا نبي بعدي” .
ثم هناك أصل مقبول عند أشهر علماء اللغة العربية وهو : إن اسم الجنس إذ ذكر في الكلام وكان مضافا إلى اسم علم فهو يفيد العموم وكلمة “المنزلة” التي أضيفت إلى اسم “هارون” يفهم منها معناها العام .
وجملة ” لا نبي بعدي ” يؤول على المصدر ، أي : ” لا نبوة بعدي ” وهو أيضا على القاعدة المشهورة بين اللغويين العرب .
الحافظ : إذا ننظر إلى جملة : “لا نبي بعدي” بنظر الدقة ، لوجدناها جملة إخبارية ، فلا يمكن استثناؤها من منازل هارون ومراتبه ، ثم ما الداعي لنصرف ظاهر الكلمة على المصدر ؟!
قلت : إنك تعرف الحق وتحرفه جدلا ! لأن كلامي غير شاذ ، بل هو على القواعد المسلمة عند علماء اللغويين والأصوليين ، وهناك كثير من علمائكم قالوا به وصرحوا بما فهمناه من حديث المنزلة .
وعندنا دليل أقوى من كل ذلك ، وهو أن النبي (ص) صرح أيضا بهذا المعنى كما في بعض الروايات الصحيحة المعتبرة عند علمائكم ، منهم :
1ـ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ، في كتابه ” كفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب ” الباب السبعين .
2ـ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي ، في كتابه ” ينابيع المودة ” بسنده عن عامر بن سعد ، عن أبيه .
ومن طريق آخر بسنده عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، عن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟!
قال القندوزي في الباب السادس من كتابه : هذا حديث متفق على صحته ، ورواه الأئمة الحفاظ كأبي عبدالله البخاري ومسلم بن الحجاج في صحيحيهما .
3ـ ابن كثير ، في تاريخه ، عن عائشة بنت سعد عن أبيها عن النبي (ص) .
4ـ سبط ابن الجوزي ، في ” تذكرة الخواص ” : 12 ، نقلا عن مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم .
5ـ الإمام أحمد ، في المناقب .
6ـ أحمد بن شعيب النسائي ، في كتابه ” خصائص علي بن أبي طالب” بسنده عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله (ص) .
7ـ الخطيب الخوارزمي ، في المناقب ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري .
هؤلاء وغيرهم رووا عن رسول الله (ص) قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة ؟!
8ـ المير سيد علي الهمداني ، في كتابه ” مودة القربى” ـ المودة السادسة ، عن أنس بن مالك ـ وقد نقلت لكم الحديث في الليلة الماضية ـ يقول في آخره : ولو كان بعدي نبيا لكان علي نبيا ولكن لا نبوة بعدي .
فثبت بحديث المنزلة ، أن موسى بن عمران (ع) كما خلف أخاه هارون (ع) مكانه حينما ذهب لميقات ربه سبحانه ، وفوض أمر النبوة إليه ، لأنه كان أفضل أمته وأحفظهم للدين ، فجعله يقوم مقامه ، كي لا يضيع شرعه وتذهب أتعابه سدى كذلك خاتم النبيين (ص) ، وشريعته المقدسة أفضل الشرائع السماوية ، ودينه المبين أكمل الأديان الإلهية .
فمن الأولى أن لا يترك أمته من غير خليفة ، ولا بد له أن يعين من يقوم مقامه في أمر النبوة ، كي لا تختلف أمته في أحكام الدين ، ولا يضيع شرعه المقدس بين الجاهلين والمغرضين ، فيتحكمون فيه ويفتون بالرأي والقياس ، وما استحسنته عقولهم المتحجرة ، فيذهبون إلى الدروشة والتصوف .. وما إلى ذلك .
حتى انقسمت الأمة الإسلامية الواحدة التي قال تعالى في وصفها : ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )(1) . فتفرقت إلى ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية والباقون في النار ، لأنهم ضالون ومضلون .
فأعلن النبي (ص) أن عليا منه بمنزلة هارون من موسى ، وبقي على المسلمين أن يفهموا من الحديث الشريف ، بأن جميع منازل هارون تكون لعلي عليه السلام ، ومنها تفضيله على الآخرين ، وخلافته للنبي (ص) في حياته وبعدها .
الحافظ : كل ما بينتموه حول حديث المنزلة نقبله ، إلا هذا الموضوع الأخير . فإن كل منازل ومراتب هارون تكون لعلي كرم الله وجهه في حياة النبي (ص) ، وأما بعد حياته فلا !
لأنه (ص) عين عليا خليفته في المدينة حينما أراد الخروج لغزوة تبوك ـ وهي قضية في واقعة ـ فلما رجع (ص) من الغزو تسلم الأمر من علي كرم الله وجهه ، وانتهى التعيين لأنه كان خاصا بذلك الزمان .
فلا نفهم من حديث المنزلة خلافة سيدنا علي رضي الله لسيدنا محمد المصطفى (ص) ما بعد وفاته (ص) ، وهذا الأمر يحتاج إلى دليل آخر .
قلت : لم ينحصر صدور حديث المنزلة في غزوة تبوك فقط ، بل نجد في الأخبار المعتبرة والروايات الصحيحة أن النبي (ص) أعلن حديث المنزلة في مناسبات أخر .
منها : حينما آخى بين أصحابه في مكة وأخرى في المدينة واتخذ عليا عليه السلام أخا لنفسه ، فقال (ص) له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي .
الحافظ : هذا خبر غريب ! لأني كل ما سمعت وقرأت عن حديث المنزلة ، أنه صدر من النبي (ص) حين ذهابه إلى تبوك ، وذلك لما خلّف عليا رضي الله عنه في المدينة ، فحزن علي لعدم مشاركته في الحرب والجهاد ، فقال له رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى …؟ إلى آخره .
لذلك فإني أظن أن سماحة السيد قد وهم في كلامه ، واشتبه الأمر عليه .
قلت : إني لست متوهما ، بل على يقين من كلامي ، وهو قول جميع علماء الشيعة وكثير من علمائكم أيضا ، منهم :
1ـ المسعودي ، في مروج الذهب 2/ 49 .
2ـ السيرة الحلبية 2/ 26 و120 .
3ـ الإمام النسائي ، في خصائص علي بن أبي طالب :19 .
4ـ سبط ابن الجوزي ، في التذكرة : 13 و14 .
5ـ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي ، في ” ينابيع المودة ” الباب التاسع والسابع عشر ، نقلا عن مسند أحمد ، وعن زوائد المسند لعبدالله بن أحمد ، وعن مناقب الخوارزمي .
كل هؤلاء ذكروا حديث المنزلة ضمن خبر المؤاخاة ، والمستفاد من الأخبار والروايات ، أن النبي (ص) كرر حديث المنزلة في حضور أصحابه وفي مناسبات كثيرة منها : عند المؤاخاة ، وعند استخلافه (ص) عليا على المدينة حين خروجه (ص) منها إلى تبوك وغيرها .
فكان النبي (ص) كان يريد إعلان خلافة أخيه وابن عمه الإمام علي عليه السلام في كل وقت ومكان ، لا في زمان ومكان معين .
الحافظ : كيف تفهمون من حديث المنزلة هذا الموضوع المهم ، ولم يفهمه الصحابة الكرام ما فهمتموه ؟!
أم تقولون إنهم فهموا من حديث المنزلة ما فهمتموه ومع ذلك خالفوا نبيهم وبايعوا غير سيدنا علي رضي الله عنه ؟!
قلت : في جواب سؤالك الثاني ، الذي هو قولنا ، عندي قضايا مشابهة كثيرة ، ولكن أكتفي بنقل قضية واحدة وهي قضية هارون الذي نحن في ذكره والكلام يدور حوله .
وعلي عليه السلام في الإسلام يشبه هارون في بني إسرائيل ، والقضية كما ذكرها المفسرون عند تفسير قوله تعالى : ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين )(2).
قال المفسرون : إن موسى بن عمران لما أراد أن يذهب إلى ميقات ربه تعالى ، جمع بني إسرائيل ـ والحاضرون على بعض الروايات سبعون ألف نفر ، فأكد عليهم أن يطيعوا أمر هارون ولا يخالفوه في شيء ، فإنه خليفته فيهم .
ثم لما ذهب إلى الميقات وطال مكثه ، انقلب بنو إسرائيل على هارون فخالفوه وأطاعوا السامري ، وسجدوا للعجل الذي صنعه السامري من حليهم وذهبهم !
ولما منعهم هارون ونهاهم من ذلك ودعاهم لعبادة الله سبحانه تألبوا عليه وكادوا يقتلونه ، كما حكى الله تعالى عن قول هارون : ( إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )(3).
بالله عليكم ، أيها الحاضرون ، أنصفوا !! هل إن اجتماع أمة موسى حول السامري و عجلهم ، وتركهم هارون خليفة موسى بن عمران ، المؤيد من عند الله ، والمنصوص عليه بالخلافة ، دليل على أحقية السامري وبطلان خلافة هارون ؟!
هل إن عمل بني إسرائيل صحيح عند الله سبحانه وتعالى ؟!
هل لعاقل أن يقول : إن بني إسرائيل إذا كانوا يسمعون من لسان نبيهم نصا في خلافة هارون ما كانوا يتركوه ، ويجتمعون حول السامري وعجله ؟!
وهل إن اجتماعهم حول السامري وعجله ، دليل على أنهم ما سمعوا نصا من موسى بن عمران في خلافة أخيه هارون ؟!
كلنا يعلم أن هذا كلام تافه وواه .، لأن القرآن الكريم يصرح بأن موسى (ع) نصب هارون في مقامه ، وعينه خليفته في قومه ، ثم ذهب إلى ميقات ربه ، ولكن بني إسرائيل مع ذلك ضلوا عن الحق ، بإغواء السامري وتدليس إبليس لعنه الله .
فهم مع علمهم بخلافة هارون ووجوب إطاعتهم أمره، خالفوه وكادوا يقتلونه ، بل أطاعوا السامري وسجدوا لعجله وعبدوه !!
كذلك بعد وفاة النبي (ص) ، إن أولئك الذين سمعوا من فم رسول الله (ص) كرارا ومرارا، بالصراحة والكناية ، يقول : إن علي بن أبي طالب خليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فكما أن أمة موسى تركوا هارون ، كذلك أمة محمد (ص) تركوا عليا ، وتبعوا أهواءهم .
بعضهم للرئاسة والدنيا كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها (4).
وبعضهم للحقد الذي كان مكنونا في صدورهم ، لأن عليا عليه السلام قتل أبطالهم وجندل ذؤبانهم ، وضربهم بسيفه حتى استسلموا وقالوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، فكانوا يتحينون الفرصة لإظهار بغضهم الدفين ، فلما أتيحت لهم الفرصة بوفاة رسول الله (ص) انقلبوا على أعقابهم ، وفعلوا ما فعلوا ظلما وعناد .
وبعضهم للحسد والكبرياء ، لأنهم كانوا أسن من الإمام علي (ع) ، وهو يوم ذاك لم يبلغ الأربعين من العمر ، فثقل عليهم أن يخضعوا له ويطيعوا أمره !
لهذه الأسباب ونحوها تركوا خليفة نبيهم وخذلوه وكادوا يقتلوه ، كما كاد بنو إسرائيل أن يقتلوا هارون !!
لذلك روى ابن قتيبة وهو من كبار علمائكم ، في كتابه الإمامة والسياسة صفحة 13 ـ 14 / ط مطبعة الأمة بمصر تحت عنوان : ” كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ” .
قال : وإن أبا بكر (رض) تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ، فجاء وناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقها على من فيها !
فقيل له : يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة !
فقال : وإن !!
فخرجوا وبايعوا إلا عليا … فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع .
فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟!
قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك !!
قال : إذا تقتلون عبدالله وأخا رسوله .
قال : عمر أما عبدالله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا !
وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟!!
فقال : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه .
فلحق علي بقبر رسول الله (ص) يصيح ويبكي وينادي : ( يابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )(5).
ونقل أكثر المؤرخين الموثقين عندكم أن الإمام عليا (ع) تلا هذه الآية عند قبر رسول الله (ص) في تلك الحالة العصيبة ، وهي حكاية قول هارون عند أخيه موسى بن عمران حينما رجع من ميقات ربه ، فشكى إليه قومه بني إسرائيل ، وكيف استضعفوه وصاروا ضده .
وإني أعتقد أن رسول الله (ص) كان يعلم بأنه سيجري من قومه على وصيه وخليفته من بعده ، ما جرى على هارون من أمة موسى في غيبته ، ولذلك شبه عليا (ع) بهارون .
والإمام علي (ع) لإثبات هذا المعنى خاطب النبي (ص) عند قبره فقال له ما قال هارون لأخيه موسى ، قوله تعالى : (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )(6).
فلما وصل حديثنا إلى هذه النقطة ، سكت الحافظ وبهت الحاضرون ، وبدا ينظر بعضهم إلى بعض ، في حالة من التفكر والتعجب .
فرفع النواب رأسه وقال : إذا كانت الخلافة حق الإمام علي (ع) بعد النبي (ص) مباشرة من غير تأخر وذلك بأمر الله تعالى كما تقولون ، فلماذا لم يصرح به رسول الله (ص) أمام أصحابه والذين آمنوا به ؟!
فلو كان النبي (ص) يقول بالصراحة : يا قوم ! إن علي بن أبي طالب خليفتي فيكم وهو بعدي أميركم والحاكم عليكم ، فلم يكن حينئذ عذر للأمة في تركه ومبايعة غيره ومتابعة الآخرين !
قلت :
أولا : المشهورين بين أهل اللغة والأدب بأن : ” الكناية أبلغ من التصريح ” فتوجد في الكناية نكات دقيقة ولطائف رقيقة لا توجد في التصريح أبدا .
مثلا … المعاني الجمة التي تستخرج من كلمة ” المنزلة ” فيما نحن فيه من البحث حول حديث المنزلة ، تكون أعم وأشمل من كلمة ” الخليفة ” لأن الخلافة تكون جزءا وفرعا لمنزلة هارون من موسى .
ثانيا : توجد تصريحات من النبي (ص) في خلافة الإمام علي (ع) .
النواب : هل يمكن أن تبينوا لنا تلك التصريحات وأعتذر أنا من هذا السؤال ، لأن علماؤنا يقولون لنا : لا يوجد حديث صريح من رسول الله (ص) في خلافة علي كرم الله وجهه ، وإنما الشيعة يؤولون بعض الأحاديث النبوية الشريفة في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه !
قلت : إن الذين قالوا لكم هذا الكلام ، إما هم جهال في زي أهل العلم ، أو علماء
يتجاهلون ! لأن الأحاديث الصريحة في خلافة الإمام علي (ع) وتعيينه دون غيره كثيرة ، وقد ذكرها علماؤكم الأعلام في الكتب المعتبرة ، وأنا الآن أبين لكم بعض ما يحضرني ، حسب ما يسمح به الوقت
سلطان الواعظين ليالي بيشاور 2018-08-08