في ظلّ عدم اتخاذ العدوان السعودي قراراً بإرسال قوات برّية تؤازر العمليات الجوية والبحرية المتواصلة منذ أكثر من أسبوع، يقوم تنظيم «القاعدة» في حضرموت بتحرّكٍ كبير يمكن وضعه ضمن الأهداف البرّية لحرب التحالف
قبيل دخول اعتداءات «عاصفة الحزم» على اليمن أسبوعها الثاني، خرجت تحركات تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في حضرموت (جنوبي شرقي) إلى واجهة المشهد المشتعل، لتؤدي من جديد دوراً أقرب إلى «التوظيفي»، بعد سقوط أهم وأخطر معاقله في الشمال والجنوب باستثناء محافظتي حضرموت ومأرب. قبل يومين، فاجأ عناصر «القاعدة» مدينة المكلا بهجومٍ مباغت على مؤسساتها ومصارفها، ونصب التنظيم النقاط في شوارعها وأسقط مقار أمنية. بعض عناصر الأمن حاولوا مواجهته، من دون أن يستطيعوا الصمود أمامه بسبب عدم وجود إمدادات من قبل معسكرات الجيش والأمن، الأمر الذي مكّن «القاعدة» من القضاء على كل الوحدات المقاومة والسيطرة الكاملة على المكلا.
وفي وقتٍ بات فيه الجيش اليمني هدفاً لطائرات التحالف في بقية المحافظات، بذريعة أنه صار تحت سيطرة «أنصار الله»، فإن قواته في حضرموت كانت حتى أول من أمس، لا تزال بعيدة عن قصف طائرات العدوان السعودي، وهو ما مكّنه من تحريك طائراته لشن غارة على «القاعدة» أثناء حصاره للبنك المركزي في المكلا قبل أن يقتحمه وينهب خزينته.
أنصار هادي سلّموا المقار في المكلا لـ«القاعدة»
«عاصفة الحزم» التي يشنها العدوان السعودي، فشلت حتى الآن في إيقاف الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» التابعة لـ«أنصار الله» في تطهير عدن من «القاعدة» وما بقي من المجموعات المسلحة المؤيدة للرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي بعد تطهير لحج والضالع وأبين وشبوة، ولم تقترب من مواقع الجيش وقيادته وقواعده في حضرموت، لكن يبدو أنها بدأت بتنفيذ سيناريو مختلف هناك، وهو ما تجلّى في تمكين «القاعدة» من السيطرة على مدينة المكلا بصورةٍ كاملة. هذا الأمر يؤكده رئيس فرع حزب «التجمع الوحدوي الاشتراكي» في حضرموت، ناصر باقزقوز، بالقول إن طائرات «عاصفة الحزم» التي لم تستهدف «القاعدة»، تركّز قصفها على معسكرات ومواقع للجيش لم تستسلم لـ«القاعدة» بعد، لافتاً إلى أن تحرُّك التنظيم في حضرموت يأتي ضمن مخطط العدوان السعودي نفسه.
المصدر – صحيفة الاخبار اللبنانية