واعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة بمجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا، انه من المفروض أن نكشف المنافقين الذين يدعون حمايتهم للأماكن المقدسة وخدمتهم للحرمين الشريفين في مكة والمدينة، الذين غالوا في فسادهم وأسرفوا في مالٍ هو مال المسلمين بشراء الذمم والضمائر من دول وجماعات وزعامات وكتّاب، حتى استطاب لهم الأمر، وأيقنوا أن لا أحد في العالم بمقدوره أن يفضحهم ويكشف فسقهم ورذيلتهم وانحرافهم عن خط الإسلام والإنسانية..
ولفت الشيخ النابلسي الى ان ولاة الأمر في السعودية ظنوا أنهم يستطيعون أن يسيطروا على الصورة المرئية والنص المكتوب والصوت المسموع. أن يتحكموا بالإعلام وأدواته، وأن يشتروا كل الصحفيين بمرتبات مغرية. أن يعلو صوت التدجيل على الناس، والتبجيل لولاة أمر يلبسون ثوب البطولة وهم في الواقع يمارسون الإجرام بحق شعب بريء هو الشعب اليمني. وفي كثير من المواضع انتصرت الوظيفة على الانتماء، والمرتب على الحق، والشهرة على الموقف الصادق. والترهات على الموضوعية والمهنية، وكمّ الأفواه على الحرية حتى (بلغ السيل الزبي) وبات علينا أن نسأل إلى متى يستمر صوت المجرم والمفسد أعلى من صوت المستضعف والبريء؟.
وتساءل: إلى متى تبقى لعبة الإتجار بدم الشعوب فضفاضة؟ إلى متى يبقى منطق الحقد والتخريب باسم الله وعلى ملة رسول الله؟، مضيفا: كفى يا أمراء السعودية. كفى تآمرا على القضية الفلسطينية، كفى تكريسا لواقع التعسف والتسلط في العالم العربي، كفى تدميرا لسوريا، كفى حرقا لليمن.
وتابع: اليوم توجهتم إلى بعض إعلامنا المقاوم الذي فضح نواياكم وأفعالكم المشينة في المنطقة، وأردتم محاسبته وردعه وحجبه وظننتم أن كل الإعلام وكل الصحفيين يقبلون بمهنة تلميع صورتكم ويرتضون لأنفسهم أن يكونوا مرتهنين. لا أبدا، هناك إعلام مستعد للشهادة ولا يتملقكم في نزواتكم وغرائزكم وعدوانكم،
ولا يراعي إساءتكم وفتنكم التي طالت كل إنسان حر شريف وكل منطقة آمنة مستقرة في بلادنا. وإن تطاولكم مؤخرا على سماحة السيد حسن نصر الله يدل على إفلاسكم وعقم فكركم وضمور حجتكم وافتقاركم للنبض الإنساني والحس الأخلاقي. مهما تواريتم خلف ستائر الدين فأنتم يا ولاة السعودية من أقمتم مراسم الذبح وصنعتم الانتحاريين ليفجروا أنفسهم بالمارة وفي الأسواق والمساجد في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
تجبنبتم الاصطدام بالعدو الإسرائيلي بل ذهبتم اليوم إلى التحالف السري معه وزعمتم لأنفسكم حق توجيه الدفة السياسية كما تشتهون حتى صارت مبادرة السلام التي اطلقتموها من بيروت عام (2000) حكمة، أما دفاع حزب الله عن لبنان أمام الوحشية الصهيونية فاعتبرتموه مغامرة. بل ذهبت بعض الأقلام في بلدكم إلى اعتبار أن حزب الله وجيش لحد على شاكلة واحدة.