فقد المال السعودي قدرته على التأثير، وبدأت الدول الفقيرة تتمرد، وتتجاوز الخطوط الحمراء التي اعتاد هذا المال رسمها، تجاوز تترتب علي ارتدادات على شؤون مملكة آل سعود الداخلية.
تحالفات النظام السعودي تتهاوى، ورهانه على دول في المنطقة والاقليم والساحة الدولية، قد سقط، والباكستان ليست على استعداد لمشاركة آل سعود في حروبها العدوانية، ولتخفيف وطأة الموقف الباكستاني، أرفقت رفضها هذا، باستعداد باكستاني للدفاع عن السعودية اذا هوجمت أراضيها، وتركيا التي “حرضت” الرياض أوقعتها في “الفخ” وانتقلت أنقرة من موقف المشارك الى تزعم جهود وقف العدوان، أما مصر فهي تجاهلت الطلب السعودي، والوضع الداخلي في مصر، لن يسمح بمشاركة مصرية في عدوان الرياض البربري على اليمن.. وحال نظام آل سعود مأساوي، و “ولدنة” وعدم خبرة هذا النظام الجديد أوقعت المملكة في المستنقع، وأجنحة العائلة الحاكمة تتذمر.. والصراع قد ينفجر في أية لحظة بعد أن “طوي” إثر عملية انتقال السلطة، و “حرد” آخرين، ومغادرة البعض الى المغرب وأوروبا، عدم رضى وغضب.
وتقول دوائر دبلوماسية مطلعة لـ (المنــار) أن السوال الذي يشغل بعض العواصم ذات التأثير، هو، هل بدأت شمس مملكة آل سعود بالمغيب؟!
هذه الدوائر ترى أن هذه الحالة التي تعاني منها المملكة السعودية غير مرتبطة ببدء العدوان على اليمن ، فالسعودية تواجه منذ أكثر من عام صعوبة وتعثرا في قراءة الواقع المتغير، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية الجديدة، التي لا تقتصر على ما يفكر به الرئيس باراك أوباما وادارته فقط، بل يتجاوزها وصولا الى المستويات العسكرية والاستخبارية التي باتت تتفهم ضرورة “الاستدارة الآمنة” عما يحدث في الشرق الأوسط، حيث أن السياسة الأمريكية باتت أكثر “انطوائية” وواشنطن، لن تتدخل على الأرض، مما كانت الأخطار التي يواجهها هذا الحليف أو ذاك، وهناك اجماع بين الحزبين الديمقراطي والجموري على ضرورة عدم إرسال “الأبناء” ـ الجنود ـ مرة أخرى الى ساحات القتال للدفاع عن أنظمة حليفة لها في الشرق الأوسط، وكل ما تفعله هو بالسلاح، والمعلومات.
لذلك، تؤكد الدوائر ـ أن هذا التغير في السياسة الأمريكية يعني الكثير، وواشنطن بموجب هذه السياسة التي لم تقرأها وتدركها عائلة آل سعود جيدا لن تتدخل مهما كانت تبعات المغامرة السعودية الحالية في اليمن!!