الرئيسية / أخبار وتقارير / مستوطنون يقتحمون الأقصى مجددًا برفقة قوات عسكرية صهيونية بالتزامن مع حفريات جنوب المسجد المبارك

مستوطنون يقتحمون الأقصى مجددًا برفقة قوات عسكرية صهيونية بالتزامن مع حفريات جنوب المسجد المبارك

اقتحم مستوطنون صهاينة صباح اليوم الخميس ، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة ، و قال المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا إن ۳۲ مستوطنًا اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد المبارك على ثلاث دفعات ، و تجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته ، مبينًا أن بين المقتحمين عنصران من المخابرات الصهيونية .

و کانت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” المختصة فی مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامیة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة ، اعلنت امس إن عشرات المستوطنین الصهاینة ترافقهم قوات عسکریة صهیونیة ، أقدموا مجددا على اقتحام الأقصى ، بالتزامن مع حفریات جنوب المسجد المبارک .
و أوضحت المؤسسة فی بیان لها ، أن مائة و سبعة و خمسین مستوطناً صهیونیا بینهم جنود و مجندات فی جیش الاحتلال وآخرون من رجال الشرطة یرتدون لباساً مدنیاً ، اقتحموا باحات المسجد الأقصى و حاولوا تأدیة طقوس تلمودیة فیه . و أفادت المؤسسة أن حاخامات وقادة یهود متطرفین أمثال یهودا غلیک قاموا بمرافقة المستوطنین خلال اقتحاماتهم ، بالإضافة إلى جنود صهاینة  قاموا بالتجوّل فی ساحات المسجد الأقصى.
کما کشفت المؤسسة أن أذرع الاحتلال الصهیونی شرعت بتنفیذ حفریات جدیدة فی منطقة مدخل حی وادی حلوة- بلدة سلوان ، على بعد عشرات الأمتار جنوبی المسجد الأقصى . وأکدت المؤسسة فی تقریر لها ، أن الاحتلال الصهیونی یقوم بتدمیر آثار إسلامیة عریقة ، خاصة من الفترة الأمویة والعباسیة وفترات أخرى ، علماً أن الاحتلال قام قبل فترة بتدمیر مقبرة إسلامیة من الفترة العباسیة فی حفریات سابقة ملاصقة للموقع المذکور ، الأمر الذی کشفت عنه حینها “مؤسسة الأقصى” بالصور . وأفادت المؤسسة فی تقریرها المشفوع بالصور الفوتوغرافیة أنها ومن خلال جولة میدانیة لطاقمها کشفت عن بدء الاحتلال بحفریات تقوم بها ما یسمى بـ “سلطة الآثار «الاسرائیلیة» بتمویل من “جمعیة إلعاد” الاستیطانیة، فی مدخل حی وادی حلوة، فی أرض فلسطینیة صادرها الاحتلال ، وکان یستعملها لسنوات طویلة کموقف للسیارات تحت اسم “موقف جفعاتی”.

 

للوافدین الى البؤرة الاستیطانیة المسماة “موقع الزوار – مدینة داوود”، ویشارک فی عملیات الحفر عشرات الحفارین من المستوطنین والأجانب . وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الحفریات هی توسیع لرقعة الحفریات فی الموقع المجاور، والذی بدأ الاحتلال بحفره منذ عام 2007م إلى یومنا هذا بشکل متواصل . و أکدت “مؤسسة الأقصى” أن هذه الحفریات الجدیدة تتم فی طبقات الأرض التی تحتوی على آثار إسلامیة من العهود المتعاقبة بدءاً من الفترة الأمویة والعباسیة وحتى العثمانیة، وهو الأمر الذی أکده خبراء آثار «إسرائیلیون» فی حرکة “عیمق شافیه”- المختصة فی العلوم والآثار فی منطقة القدس- .

 

علمًا أن الحفریات الملاصقة أیضا شهدت وجود مکتشفات أثریة إسلامیة عریقة، من ضمنها آثار عباسیة، وقام الاحتلال خلال هذه السنوات من الحفریات بتدمیر هذه الآثار الإسلامیة العریقة، من ضمنها مقبرة إسلامیة عباسیة . وقالت المؤسسة إن هذه الحفریات تأتی ضمن أعمال تحضیریة لبناء مرکز تهویدی توراتی عملاق باسم :”الهیکل التوراتی- مرکز قیدم”- ( بقرار ودعم من حکومة نتنیاهو) یضم ثمان طبقات، منها فوق الأرض وأخرى تحتها، کما أن الاحتلال سیقوم بربط هذه الحفریات بشبکة الأنفاق الممتدة من وسط بلدة سلوان والواصلة الى أسفل المسجد الأقصى. وستشکل هذه الحفریات والمرکز التهویدی فی حی وادی حلوة أحد المداخل الرئیسیة إلى شبکة أنفاق سلوان وشبکة الأنفاق أسفل الجدار الغربی للمسجد الأقصى . وحذّرت “مؤسسة الأقصى” من خطورة هذه الحفریات التی یسعى الاحتلال من خلالها الى تدمیر وطمس المعالم الاسلامیة العریقة فی المحیط الملاصق للمسجد الأقصى والبلدة القدیمة بالقدس، وتحویله إلى حیّز یهودی استیطانی، کما یسعى الاحتلال الى عزل المسجد الأقصى عن محیطه المقدسی والفلسطینی ، وخاصة بلدة سلوان .

 

والتی تعتبر الحامیة الجنوبیة للمسجد الأقصى . و لفتت إلى أن الاحتلال یسعى إلى بناء أکثر من ثمانیة مشاریع تهویدیة عملاقة حول المسجد الأقصى، کجزء من مخططات “مرافق الهیکل المزعوم”. ودعت المؤسسة کل الجهات المعنیة على المستوى الاسلامی والعربی والفلسطینی إلى اعتماد حراک متواصل شعبی ورسمی ومؤسساتی للتصدی لمخططات تهوید القدس والمسجد الأقصى، فی وقت تشهد القدس والأقصى أوسع استهداف لهما منذ أعوام.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...