الرئيسية / تقاريـــر / داعش اداة وهابية قذرة بيد الحلف الصهيوني السعودي – سامي رمزي

داعش اداة وهابية قذرة بيد الحلف الصهيوني السعودي – سامي رمزي

من اول وهلة قد يتبادر الى ذهن القارىء ان عنوان المقال يندرج في اطار الحرب النفسية الدائرة بين المحور الطائفي التفتيتي الانبطاحي الذي تقوده السعودية ، وبين المحور الاسلامي الوحدوي المقاوم الذي تقوده ايران ، الا ان الحقيقة ليست كذلك وان العنوان لايندرج في خانة الحرب النفسية ، بل هو محاكاة حقيقية للواقع المأساوي الذي تعيشه المنطقة بسبب المحور الوهابي المشرذم للامتين العربية والاسلامية ، الذي تقوده السعودية ، عملا بوظيفتها الوجودية ، في اشغال واضعاف واستنزاف القوى التحررية والثورية والمقاومة والممانعة في الامة ، لحماية الكيان الصهيوني اللقيط.

لسنا هنا في وارد تناول التاريخ المخزي والطافح بالعمالة لاسرة ال سعود ، التي غرزت خنجرها المسموم دوما في ظهر الامة ، في اصعب مراحل نضالها ضد الاستعمار والصهيونية ، وهذا التاريخ اصبح واضحا للجميع ولا حاجة لتصفح اوراقه ، الا ان اشهار السعودية لسلاحها القذر ، المتمثل بالطائفية ، خلال السنوات العشر الماضية وخاصة بعد الثورات العربية ، وبشكل علني ، واشعال حروب “شيعية سنية” و “اسلامية مسيحية” في الوطن العربي والاسلامي ، بالاستعانة بمجاميع تكفيرية متخلفة ، ربتها على مدى عقود على الفكر الوهابي الهمجي الدموي العبثي الفوضوي ، ادخل المنطقة في نفق في غاية العتمة.

المتتبع لظهور وانتشار المجموعات التكفيرية التي عاثت وتعيث في منطقتنا العربية والاسلامية فسادا ، وتعمل على ضرب النسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة ، واشعال صراعات مذهبية ودينية وقومية ، واضعاف وانهاك الجيوش العربية ، وسوق الدول العربية نحو التجزئة والتقسيم ، وشعوبها نحو التشرذم والضياع ، يرى وبوضوح الدور السعودي الاجرامي في كل هذه المآسي ، ويمكن المرور على اهم الدلائل التي تؤكد وبقوة هذه الحقيقة ، حقيقة استخدام السعودية للمجموعات الوهابية الارهابية لتحقيق اهداف تصب في صالح اسيادها من الغربيين والصهاينة:

-التطورات العسكرية على الارض والتي تشهدها سوريا اليوم ، بعد سيطرة “داعش” و”جبهة النصرة” على بعض المناطق في سوريا ، ما كانت لتحصل لولا الدعم والتمويل الذي قدمته السعودية وقطر وتركيا ، ، لاسيما بعد تقارب الاولى مع الاخيرة ، لهاتين المجموعتين وغيرهما ، وهذه حقائق باتت بحكم البديهات حتى لدى حلفاء هذا الثلاثي الطائفي البغيض.

-يشكل السعوديون العمود الفقري للانتحاريين و رؤوساء المحاكم الشرعية والذباحيين ، داخل المجموعات التكفيرية منذ القاعدة وحتى “داعش”.

-يقف السعوديون وراء تاسيس كل الخلايا الاولى للتكفير والفتن والارهاب في سوريا والعراق ولبنان وليبيا وتونس واليمن ، وقبلها في افغانستان وباكستان .

-العدوان السعودي على اليمن كشف بدوره جانبا من الدعم الهائل واللامحدود للسعودية للقاعدة و”داعش” ، حيث يتم الاعلان وبشكل علني عن القاء اسلحة وعتاد من الجو لهذه المجموعات التكفيرية لمساعدتها على الانتقام من الشعب اليمني ، الذي انهى الهيمنة السعودية القاعدية “الداعشية” على اليمن.

-شن العدوان السعودي المجرم على اليمن اكثر من 4000 غارة ، على الشعب اليمني المظلوم ، فاحرقت الاخضر واليابس وقتلت الاطفال والنساء واحرقت مخازن المساعدات الانسانية للشعب اليمني ، وعلى مدى نحو شهرين ، الا انه لم تُشن حتى غارة واحدة على قواعد ومقاتلي “القاعدة
” و”داعش” الذي تفننوا في قتل ابناء الشعب اليمني المظلوم.

-المتتبع للتغطية الاعلامية السعودية والخليجية وفي مقدمة هذا الاعلام ، قناة “العربية” سيئة الصيت ، يرى وبوضوح ، ان هناك ارادة سياسية قوية في تسويق المجموعات التكفيرية امثال “داعش” وجبهة النصرة” وباقي الزمر التكفيرية ، للمخاطب العربي ، على انهم “ثوار” و “مقاومة” و”معارضة مسلحة” .

-الاعلام السعودي يعمل جاهدا على ابراز وتضخيم الاعمال العسكرية التي تقوم بها “داعش” ، في اطار الحرب النفسية التي تشنها على الحكومتين العراقية والسورية.

-جميع الاحزاب والشخصيات السائرة في الفلك السعودي في لبنان ، تتخذ مواقف مؤيدة وبشكل علني للمجموعات التكفيرية مثل “جبهة النصرة” و “داعش” ، حتى بعد ذبح التكفيريون لجنود لبنانيين اختطفوهم لدى دخولهم بلدة عرسال اللبنانية ، ويوفرون كل الدعم التسليحي والمادي والاعلامي والسياسي لهذه المجموعات رغم انها تهدد وحدة وسلامة وشعب لبنان.

– جميع الجهات والاحزاب والتنظيمات والشخصيات والاعلام الدائر في فلك السعودية في العالم العربي والاسلامي يناصبون العداء لكل الجهات التي تقاتل “داعش” و”جبهة النصرة” والمجموعات التكفيرية الاخرى ، في العراق وسوريا واليمن ولبنان امثال حزب الله والجيش العراقي والجيش السوري والحشد الشعبي العراقي وانصارالله والجيش اليمني.

-آخر استخدامات السعودية ل “داعش” كان التفجيران الارهابيان اللذان استهدفا المصلين الامنين في مسجدين في القطيف وصنعاء في وقت واحد خلال اداء صلاة الجمعة 22 ايار / مايو ، وذهب ضحيتهما العشرات من الشهداء ومئات الجرحى ، حيث تبنت “داعش” الهجومين الارهابيين واصفة الشهداء بانهم “روافض” .

-استخدام السعودية ل”داعش” داخل اراضيها جاء لجعل اتباع اهل البيت (عليهم السلام) تحت رحمة التكفيريين دائما ، بهدف التضييق عليهم والقبول بواقعهم المر والماساوي تحت حكم ال سعود الطائفي الوهابي.

الملفت ان السعودية تذهب بعيدا في تسليحها ودعمها للمجموعات الوهابية التكفيرية في المنطقة ، الى الحد المسموح به امريكيا ، الامر الذي يفسد على اسيادها مخططاتهم ، وهو مايدفع الامريكيين في بعض الاحيان للاعتراض ، كما شهدنا نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ، الذي انتقد وبشكل علني الدعم السعودي والتركي والاماراتي ، الزائد ل”داعش” و “جبهة النصرة” في سوريا والعراق ، وهو تصريح ايدته التقارير الامنية والتسريبات الاعلامية وتصريحات كبار المسؤولين الامنيين والعسكريين ، في امريكا والغرب.

اخيرا لقد فات السعودية حقيقة في غاية الوضوح ، وهي ان طاعتها العمياء في تنفيذ المخططات الصهيونية الغربية لاشعال فتن طائفية ترمي الى تقسيم المنطقة وانهاك جيوشها وشرذمة شعوبها ، سيرتد عليها عاجلا ام آجلا ، وما عدوانها على الشعب اليمني ، الا مقدمة لتوريطها من قبل الصهيونية والغرب ، بهدف انهاك جيشها وتشتيت شعبها وصلا الى تقسيمها.

سامي رمزي

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...