أختم هذا البحث ببعض كلمات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) التي بيّنت بعض مقامات العارفين المحبّين:
ما رواه المسعودي في إثبات الوصية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في خطبة له: «فسبحانك ملات كلّ شيء، وباينت كلّ شيء، فأنت لا يفقدك شيء، وأنت الفعّال لما تشاء، تباركت يا من كل مدرك من خلقه وكلّ محدود من صنعه،… سبحانك أي عين تقوم نصب بهاء نورك، وترقى إلى نور ضياء قدرتك، وأيّ فهم يفهم ما دون ذلك إلاّ أبصار كشفت عنها الاغطية، وهتكت عنها الحجب العمية، فرّقت أرواحها على أطراف أجنحة الارواح، فناجوك في أركانك، وولجوا بين أنوار بهائك، ونظروا من مرتقى التربة إلى مستوى كبريائك، فسمّاهم أهل الملكوت زواراً، ودعاهم أهل الجبروت عمّاراً»( [449]).
وفي البحار عن إرشاد الديلمي ـ وذكر بعد ذلك سندين لهذا الحديث ـ وفيه: «فمن عمل برضائي أُلزمه ثلاث خصال: أعرّفه شكراً لا يخالطه الجهل، وذكراً لا يخالطه النسيان، ومحبّة لا يؤثر على محبّتي محبّة المخلوقين، فإذا أحبني أحببته، وأفتح عين قلبه إلى جلالي، ولا أخفي عليه خاصّة خلقي، وأناجيه في ظُلم الليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين ومجالسته معهم، وأُسمعه كلامي وكلام ملائكتي، وأُعرّفه السرّ الذي سترته عن خلقي، وأُلبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق كلهم ويمشي على الارض مغفوراً له، وأجعل قلبه واعياً وبصيراً، ولا أُخفي عليه شيئاً من جنّة ولا نار، وأعرّفه ما يمرّ على الناس في القيامة من الهول والشدّة، وما أحاسب به الاغنياء والفقراء والجهّال والعلماء، وأنومه في قبره وأنزل عليه منكراً ونكيراً حتى يسألاه، ولا يرى غمّ الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع، ثمّ أنصب له ميزانه وأنشر ديوانه، ثمّ أضع كتابه عن يمينه فيقرؤه منشوراً، ثمّ لا أجعل بيني وبينه ترجماناً، فهذه صفات المحبّين».( [450])
شاهد أيضاً
اليتيم في القرآن الكريم – عز الدين بحر العلوم
11- « يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن ...