عندما قالت قيادة التحالف السعودي السبت بأنها اعترضت صاروخ سكود اطلق من اليمن لم يكن أحد يظن أن التصريح هذا ماثل ايضًا كمّا هائلا لتصريحات المتحدث باسم التحالف، أحمد العسيري، ومزاعمه بتحقيق انتصارات منذ بدء “عاصفة الحزم”.
عندما صرح العسيري منذ ايام قليلة بأن غارات سلاح الجو السعودي دمرت كل مخزون الصواريخ في اليمن كان يبدو بأنه يتحدث بكل ثقة و معلوماته دقيقة لا يمكن التشكيك فيها، الا أن ما حدث يوم السبت كان موضع إهتمام وتمعن المراقبين.
أولا أن إطلاق هذا الصاروخ لاستهداف مناطق في العمق السعودي كانت خطوة جريئة ومتقدمة قامت بها القوات اليمنية ما ينذر إلى تصعيد أكثر علي الحدود اليمنية – السعودية وكما لاحظنا اليوم هناك قطعات من الجيش تم تحريكها بإتجاه الحدود وهذا يعني إقتراب جر السعودية الى قتال بري وشيك في الايام المقبلة وطبعا سيكون حدوث ذلك ايضًا مترتب على تحركات الطرفين وجهوزيتهم للخوض في حرب شاملة على الحدود وما بعدها.
ثانيًا أن وصول هذا الصاروخ الى العمق السعودي واستهدافه قاعدة خميس مشيط الجوية تفند ما صرح به العسيري قبل ايام عن تدمير المخزون الصاروخي الذي يمتلكه الجيش اليمني وهذا سيكون منعطفًا خطيراً في تطورات الحرب القائمة.
ثالثًا أن عدم التزام العسيري بالتصريحات، والتي يتلقى أوامرها بطبيعة الحال من القيادات العليا في الدولة و إثبات عكسها في وقت قصير، سيكون مصدر قلق عند الاهالى وزرع الخوف والرعب لدى المواطنين من استهدافهم بصواريخ تأتي من خلف الحدود في اية لحظة.
كما يمكن الذكر هنا بأن صاروخ الـ”سكود” الذي استهدف قاعدة خميس مشيط الجوية ما كان الا استعراضا للقوة من قبل القوات اليمنية وكما أسلفنا فان هذا بالتأكيد سيكون بداية لمزيد من الهجمات الصاروخية خلال الايام المقبلة ومسار هذا الامر بيد من سيذهب الى مؤتمر جنيف ومدى صدق النوايا لإنهاء هذه الحرب العبثية.
فياترى هل ستكون الرياض هدفًا لصواريخ “سكود” في الايام المقبلة؟