انتهى مؤتمر جنيف الأول بشأن اليمن والذي عقد تحت مظلة الأمم المتحدة دون التوصل الى اتفاق حسبما اعلن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشيراً في الوقت نفسه الى انه لم يتم تحديد أي موعد للمفاوضات القادمة وإن الأمر مرتبط بمشاوراته في نيويورك قبل عودته إلى اليمن.
أسباب الفشل:
١ – العراقيل التي وضعتها السعودية لمنع نجاح المؤتمر والتي بدأت قبل انطلاقه عندما اضطرت الطائرة التي تحمل الوفود القادمة من صنعاء للهبوط في جيبوتي بعدما اصرت الرياض على هبوطها في مطار جازان جنوب السعودية من اجل تفتيشها، الأمر الذي رفضته حركة انصار الله وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو ما ادى الى تأخر حضور وفود صنعاء الى المؤتمر.
٢- المحاولات التي بذلتها السعودية لإشراك الرئيس الفاقد للشرعية والهارب للرياض عبد ربه منصور هادي في مفاوضات جنيف مقابل الهدنة التي يجري العمل عليها في أروقة مشاورات جنيف.
٣- صمت الدول الغربية وعدم اتخاذها اي موقف تجاه التدخل السعودي في شؤون المؤتمر. ويعتقد المراقبون ان هذا الصمت متأثر الى حد بعيد بما تغدقه الرياض من أموال طائلة على الزعماء الغربيين لشراء ذممهم مقابل السكوت عن عدوانها على اليمن ودعمها للجماعات الارهابية في هذا البلد.
٤ – يعتقد البعض ان عدم تحمل المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ لمسؤولياته القانونية للتخلص من الإملاءات السعودية ومنع محاولاتها للتدخل في شؤون المؤتمر، ساهم في عدم التوصل الى اتفاق بين الاطراف اليمنية. ويدعم هذا الإعتقاد ما ورد من تسريبات بأن ولد الشيخ أعطی وعوداً لمنصور هادي ولرئیس الحکومة المستقیل خالد البحاح بأن یکونا طرفاً في الحوار.
٥ – وجود أطراف غیر منضبطة تتلقی دعماً سعودیاً شاركت في المؤتمر والتي كانت تلوح بين الحين والآخر بالانسحاب من المشاورات في سیاق الضغوط لإشراك هادي في الحوار.
وكان وفدا صنعاء والرياض رفضا الصيغة التي اقترحتها الأمم المتحدة والتي تتضمن سبع نقاط هي:
١- إعلان هدنة إنسانية على الأقل خلال شهر رمضان.
٢- تسهيل عمل المنظمات الإنسانية وإدخال المساعدات إلى المناطق كافة .
٣- وضع آلية للانسحاب بالتزامن مع الهدنة الإنسانية .
٤- وضع آلية لتنفيذ الاتفاق والتحقق من التطبيق والإشراف .
٥- إطلاق العملية السياسية من خلال حوار تشارك فيه المكونات السياسية كافة .
٦- التأكيد على احترام القانون الإنساني وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية .
٧- تنظيم المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاورات سياسية .
وهنا لابد من القول إنه ورغم فشل مؤتمر جنيف في التوصل الى اتفاق، إلاّ ان مجرد مشاركة الاطراف اليمنية الأساسية في هذا المؤتمر يمثل بحد ذاته خطوة ايجابية مهمة بإتجاه تسوية الازمة اليمنية، خصوصاً وأن اغلب هذه الاطراف تصر على ضرورة مواصلة المشاورات، ما يدلل على ان هذه الازمة لايمكن حلها إلاّ من خلال الحوار وليس عبر اللجوء الى القوة كما تفعل السعودية والموالون لها من انصار هادي والجماعات التكفيرية التي تدعمها الرياض لتنفيذ عمليات ارهابية في هذا البلد.
بهذا الخصوص قال حمزة الحوثي رئيس الوفد اليمني المعارض للعدوان السعودي إنّ مفاوضات جنيف أسست الى مرحلة مقبلة. واتهم خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف السعودية بالسعي لإفشال وعرقلة المفاوضات، كاشفاً عن ضغوطات كبيرة مارستها الرياض لعرقلة الحل في جنيف، مشيراً الى ان وقف اطلاق النار الدائم والشامل كان مطروحاً على طاولة الحوار غير ان الطرف الآخر لم يطرح اي مبادرة.
في هذه الأثناء اكد عضو وفد المكونات السياسية اليمنية الأساسية في جنيف أمين عام حزب الحق حسن زيد إن السعودية عرقلت عودة الوفد الى صنعاء . واشار الى ان الوفد تلقى إشارات ورسائل تحذير بأن السعودية قد تقوم باستهداف الطائرة التي تقل الوفد وهو في طريق عودته الى صنعاء.
من جانبه کشف عادل شجاع، عضو وفد صنعاء عن حزب المؤتمر الشعبي المشارك في مباحثات جنیف عن تلقیه رسالة تهدید من السفیر الالماني والاتحاد الاوروبي، بشأن الموافقة علی الشروط المفروضة او تحمل تداعیات المعارضة خلال الایام القادمة.
واضاف هذا المسؤول اليمني: نخشی ان تکون هناك بعض الدسائس، لانهم یتعاملون معنا وکأننا دخلنا مقر الامم المتحدة في جنیف بصورة غیر قانونیة ومن دون وثائق، مشيراً الى أن السعودية والأحزاب الموالية لها تطالب بانسحاب الجیش الیمني واللجان الثورية من کافة المدن الیمنیة فیما يواصل الطيران السعودي قصفه لهذه المدن ويرتكب المزيد من الجرائم التي تودي بحياة العشرات من الابرياء يومياً وتدمر ما تبقى من البنى التحتية للشعب اليمني.