رأى الباحث اللبناني و الخبير في الشؤون الستراتيجية أنيس النقاش ، منسق «شبكة أمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية» اليوم الاحد ، أن ماراتون المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و مجموعة الدول الـست حول البرنامج النووي الإيراني ، يتجه نحو خط النهاية ، مشددًا على أن توقيع الاتفاق النووي سيكون انتصاراً جديدًا لإيران ، و مؤكدا أن لا خيار امام الامريكي سوي الاتفاق مع طهران .
و أشار هذا الخبير الى أن الخطاب الأخير لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي ، حمل في طياته الكثير من الدلالات ، أبرزها تحصين المفاوض الايراني و تحسين شروطه للتفاوض من خلال وضع أي اتفاق مرتقب تحت سقف الخطوط الحمراء التي حددها الامام الخامنئي ، وكذلك توحيد وتحصين الساحة الداخلية خلف الفريق المفاوض .
وأعرب الخبير أنيس نقاش عن اعتقاده بأنه رغم الصعوبات والاجواء الاعلامية التي ترافق المفاوضات فان الطرفين يسيران باتجاه الوصول الي نتيجة ، لافتاً الى انه لا مجال للتراجع، وواضعاً كلام كيري الاخير حول «العراقيل» في إطار عملية الضغط استباقاً للمرحلة الأخيرة من التفاوض، وتحديد كل طرف لشروطه .
و لفت هذا الباحث اللبناني إلى أن الأميركي هو الطرف الأكثر قابلية للتنازل عن مواقفه وليس الجانب الايراني لأن جوهر الموضوع هو ليس ما يروج له حول حيازة إيران سلاح نووي ، ولا أي شيء من هذا القبيل ، واصفاً تلك الادعاءات بأنها «مناورة» يدرك الاميركي نفسه جيداً انها غير صحيحة ، ولكنه يحاول من خلال ممارسة الضغوط على ايران ، تحقيق مكاسب دبلوماسية في المفاوضات . وفيما توقع الخبير نقاش ان يكون التمديد للمفاوضات – ان حصل – الى ما بعد 30 حزيران ، تقنياً ، لعدة ايام وليس لمدة طويلة ، شدد علي أنه لا خيار امام الامريكي سوي الاتفاق ، فهو جرّب كل شيء ومارس مختلف الضغوط على ايران بفرض العقوبات الاقتصادية وغيرها من الوسائل ، وكل ذلك لم يدفع ايران للتنازل عن سيادتها ، ولم يثنها عن المضي قدماً بملفها النووي السلمي .
ورألى المحلل السياسي انيس نقاش أنه في حال تم التوصل الي اتفاق نووي نهائي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الغرب ، فان ذلك سيعتبر انتصاراً دبلوماسياً جديداً لإيران لكونها صمدت طوال سنوات بمواجهة العقوبات لتحقيق شروطها .
وأكد الخبير نقاش أن الهدف الدائم لاميركا لم يكن يوماً الملف النووي ، بل محاولة اركاع ايران من خلال العقوبات ، لكن كل ذلك لم ينفع، وواصلت ايران تقدمها و تحقيق مكاسبها في الملفات الاقليمية ، فيما يواصل الاميركي حصاد خسائره في المنطقة ما يجعله يبحث عن طرق اخري يكسب من خلالها .