الرئيسية / من / الشعر والادب / وهي قصائده في رثاء الحسين بن علي وبقية الشهداء (ع) واليها اشار السيد حيدر الحلي بقوله:

وهي قصائده في رثاء الحسين بن علي وبقية الشهداء (ع) واليها اشار السيد حيدر الحلي بقوله:

ولك السائرات شرقا وغربا***جئن بعداً ففقن ما جاء قبلا

كنت اخلصت نية القول فيها***فجزاك الحسين عنهن فعلا

فهي (الصالحات) بعدك تبقى***بلسان الزمان للحشر تتلى

 

قال المرحوم الشيخ صالح الكواز الحي في رثاء شهيد الطف أبي عبد اللّه الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام:

باسم الحسين دعا نعاء نعأِ*******فنعى الحياة لسائر الاحيأِ11 

وقضى الهلاك على النفوس وإنما***بقيت ليبقى الحزن في الاحشأِ

يوم به الاحزان مازجت الحشى*****مثل امتزاج الماء بالصهباء

لم انس إذ ترك المدينة وارداً*****لا ماء مدين بل نجيع دماء

قد كان موسى والمنية إذ دنت*****جأَته ماشية على استحيأ

وله تجلّى اللّه جل جلاله*********من طور وادي الطف لا سيناء

فهناك خرَّ وكل عضو قد غدا***منه الكليم مكلم الاحشاء

يا أيها النبأ العظيم اليك في***ابناك مني أعظم الانباء

ان اللذين تسرعا يقيانك الا***رماح في صفين بالهيجاء

فاخذت فى عضديهما تثنيهما***عما أمامك من عظيم بلاء

ذا قاذف كبداً له قطعاً وذا***في كربلاء مقطع الاعضاء

ملقى على وجه الصعيد مجرَّداً***في فتيةٍ بيض الوجوه وضاء

تلك الوجوه المشرقات كأنها***الاقمار تسبح في غدير دماء

رقدوا وما مرت بهم سنة الكرى***وغفت جفونهم بلا اغفاء

متوسدين من الصعيد صخوره***متمهدين خشونة الحصباء

مدثرين بكربلاء سلب القنا***مزملين على الرّبى بدماء

خضبوا وما شابوا وكان خضابهم***بدم من الاوداج لا الحناء

اطفالهم بلغوا الحلوم بقربهم***شوقا من الهيجاء لا الحسناء

ومغسلين ولا مياه لهم سوى***عبرات ثكلى حرة الاحشاء

اصواتها بُحَّت فهن نوائح***يندبن قتلاهن بالايماء

انّى التفتن رَأيْنَ ما يُدمي الحشى***من نهب ابيات وسلب رداء

تشكو الهوان لندبها وكأنه***مغض وما فيه من الاغضاء

وتقول عاتبة عليه وما عسى***يجدي عتاب موزع الاشلاء

قد كنت للبعداء أقرب منجد***واليوم أبعدهم عن القرباء

ادعوك من كثب فلم أجد الدعا***إلا كما ناديت للمتنائي

قد كنت في الحرم المنيع خبيئة***واليوم نقع اليعملات خبائي

اسبى ومثلك من يحوط سرادقي***هذا لعمري أعظم البرحاء

ماذا أقول إذا التقيت بشامت***اني سبيت واخوتي بازائي

حكم الحمام عليكم ان تعرضوا***عني وان طرق الهوان فنائي

ما كنت احسب ان يهون عليكم***ذلي وتسييري الى الطلقاء

هذي يتاماكم تلوذ ببعضها***ولكم نساء تلتجي لنساء

عجبا لقلبي وهو يألف حبكم***لم لا يذوب بحرقة الارزاء

وعجبت من عيني وقد نظرت الى***ماء الفرات فلم تسل في الماء

وألومُ نفسي في امتداد بقائها***إذ ليس تفنى قبل يوم فناء

ما عذر من ذكر الطفوف فلم يمت***حزناً بذكر الطاء قبل الفاء

إني رضيت من النواظر بالبكا***ومن الحشى بتنفس الصعداء

ما قدر دمعي في عظيم مصابكم***إلا كشكر اللّه في الالاء12

وكلاهما لا ينهضان بواجب***ابداً لدى الالاء والارزاء

زعمت امية ان وقعة دارها***مثل الطفوف وذاك غير سواء13

اين القتيل على الفراش بذلة***من خائض الغمرات في الهيجاء

شتان مقتول عليه عرسه***تهوى ومقتول على الورهاء14

ليس الذي اتخذ الجدار من القنا***حصناً كمقريهن في الاحشاء

______________________________________

11 نعأ فلاناً (كقطام) أي إنعه وأظهر خبر وفاته. ومنه قول ابى تمام:

نعأ إلى كل حي نعى***فتى العرب اختط ربع الغنا

12 الالاء: النعم.

13 يشير الى مصرع الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) حين تألب المسلمون على قتله في داره سنة 35 ه‍‍ بعد أن امتنع عن تنفيذ رغباتهم في خلع نفسه او اقصاء أقاربه عن الحكم وقتلت معه زوجته نائلة بنت القرافصة وعمره يومئذ 84 سنة.

14 الورهاء: الفرس.

https://t.me/wilayahinfo