02
هذا في اهتمام قادة الاسلام بالعلم بجميع شعبه وفنونه .
أمَا علم الحديث الشريف فهو علم إسلامي بحت نشأ ونما وآتى اُكله ليحفظ لنا أقوال المعصومين عليهم السلام التي هي بيان وتفسير للقران الكريم ، وهدى إلى سعادة الدنيا والاخرة، فيها جميع ما يحتاجه الانسان لتكميل نفسه وعمارة دنياه وسعادة أخراه .
ولهذا العلم الشريف . في المكتبة الآسلامية سهم كبير ومكان عال ، فالعلوم الاُخرى من تفسير وفقه وعقائد و… تعتمد عليه وتستمدّ منه ، فهو الصدر الأول للمفسر والفقيه والمتكلّم والعارف . . .
وهوعلم تتميز به الاُمة الاسلامية عن بقيَة الأمم ، حيث حفظ هذا العلم الشريف جميع كلام النبي الأكرم وآل بيته الطاهرين وإخبارهم عن الله تعالى وما يتعلق بسيرهم وحياتهم ، وحفظ لنا -إضافة إلى هذا- الصحيح من كلام الأنبياء السابقين عليهم السلام . . .مما لا نجده عند أتباع الديانات الاخرى .
وقد أتعب علماء المسلمين أنفسهم في نقل الحديث الشريف وحفظ أسانيده ، ووضعوا له علماً مستقلاً يضبط أصوله وفروعه أسموه علم دراية الحديث .
وكان أن نبغ عباقرة ثقات حفظوا هذا العلم للأمة، وكان منهم من يحفظ مئات الألوف من الأحاديث بأسانيدها، ودونوا الكتب المهمَة الضخمة فيه، فوصلت إلينا مكتبة فاخرة من كتب الحديث الشريف .
من هذه الكتب التي وصلت إلى أيدينا كتاب «أعلام الدين» وهو كتاب جامع في طائفة مفيدة قيمة من الحديث الشريف ، وقد بناه مؤ لفه على أبواب وفصول ، ذكر في كل باب وفصل منها مجموعة من الأحاديث الشريفة .
وأليك عرضاً موجزاً للكتاب، وهو عرض مختصر لا يغني عن مطالعة الكتاب والاستفادة من غرر أحاديثه الكريمة.
بدأ المؤلف كتابه بفصل في المؤمن وما خصه الله وحباه من كريم لطفه
وجزيل مننه وإحسانه ، وأن التارك للدنيا الزاهد فيها مثله كمثل الشمعة التي تحرق نفسها لتضيء الدرب للآخرين .
وأتبعه بفصل عن الدليل على حدوث الانسان وإثبات محدثه ، استدل فيه بدليل الخلقة وغيره من الأدلة على إثبات الخالق تعالى، وفَرع عليه وجوب الشكر على النعمة، وفسر الشكر بانه الاعتراف بالنعمة مع تعظيم منعمها، ومن أولى من الله تعالى بالشكرعلى نعمه الوافرة؟!
ثم ساق لنا كتاب (البراهان على ثبوت الايمان) لأبي الصلاح التقي بن نجم بن عبيدالله الحلي ، وهذا من مميزات الكتاب حيث حفظ لنا نسخة من هذا الكتاب الذي تخلو فهارس المكتبات المخطوطة – في حدود اطلاعنا – عن نسخة منه .
وأتبعه بالخطبة الخالية من الألف المنقولة عن أميرالمؤمنين عليه السلام .
وعقبها بفصل في فضل العلم والعلماء ، يذكر فيه نصيحة الامام أميرالمؤمنين عليه السلام الطويلة لكميل التي يقول في فقرة منها:
«يا كميل ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق ، وصنيع المال يزول بزواله ».
ثم يتحدث عن أهمية القرآن في حياة المسلمين فيذكر: قوله (عليه السلام): «قراءة القران أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام ، والصوم جُنة من النار».
ثم يتطرق إلى صفات المؤمن وخلاله الحسنة فيذكرأحاديث منها: قال أبوعبداللّه عليه السلام : «من سرته حسنته ، وساءته سيئته فهو مؤمن ».
وفي الكتاب من المواعظ والحكم الشيء الكثير، والتذكير بما حرم الله، والأمر بغض الأبصار، والخضوع في العبادة والتواضع .
وفيه ذكر صفات المؤمنين وكيف أنّ قلوبهم خاشعة وأبدانهم طيّعة في عبادة رب العالمين .
وذكر أوصاف شيعة علي المرتضى، وكيف أن شفاههم ذابلة، ووجوهم