مفهوم الوحدة لغة:
قال ابن فارس وحَّد الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على الانفراد،ومن ذلك الوحدة. وهو: واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله.
والواحد بني على انقطاع النظير وعوذ المثل والوحيد بني على الوحدة والانفراد عن الأصحاب من طريق بينونته عنه،والعرب تقول أنتم حي واحد وحي واحدون،وقيل الواحد المتقدم في علم أو بأس أو غير ذلك، كأنه لامثل له فهو وحدة ووحدة توحيدًا،جعله واحدًا وقيل الواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولامثل ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله عز وجل.
والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لاجزء له البتة ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح أن يوصف به ويقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد.
مفهوم الوحدة اصطلاحًا:
تعددت تعريفات الوحدة ومنها:الوحدة هي اتحاد الدول أو البلاد، والأفراد والجماعات لسائر أمور حياتهم ومعاشهم وسيرتهم وغايتهم، وبموجب هذه الوحدة يصبح الجميع شيء واحد أو أمة واحدة يقال اتحاد البلدان، اتحد البلدان أي صارا بلدًا واحدًا، واتحدت الأشياء صارت شيئًا واحدًا، ويقال وحَّد المتعدد أي صيَّره واحدا، والاتحاد امتزاج الشيئين واختلاطها حتى يصيرا شيئاً واحدًا.
مفهوم الأمة لغة
قال ابن فارس: أما الهمزة والميم أصل واحد ومن معانيها الجماعة والدين وكذلك كل من كان على دين حق مخالف لسائر الأديان فهو أمة، وكل قوم نسبوا إلى شيء فأضيفوا إليه فهم أمة، وكل جيل من الناس أمة على حدة، أي إماماً يهتدى به،وهو سبب الاجتماعية (أي الاجتماع ).
مفهوم الأمة اصطلاحاً
أصل الأمة الجماعة التي على مقصد واحد فجعلت الشريعة الناس أمة واحدة لاجتماع أهلها على مقصد واحد،والأمة الناس المجتمعون على دين واحد أو في عصر واحد، فالملاحظ أن الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد ودين واحد وفي عصر واحد، أما مصطلح وحدة الأمة الإسلامية يعني الاندماج والتوحيد وذلك على أساس الإسلام الذي يربط عقدياً بين البشر المؤمنين برسالته ليلغي ذلك بينهم جميع أنواع وأشكال الروابط الأخرى من حيث العرق واللغة وغيرها بحيث يصبح القاسم المشترك بين أفراد هذه الجماعة البشرية هو الدخول في دين الإسلام كعقيدة ونظام حياة.
ويتميز مفهوم وحدة الأمة الإسلامية عن مفاهيم الوحدة الأخرى السائدة في النظم الغربية التي تقوم فقط على أساس الأصل العرقي.
والأمة الإسلامية حققت الوحدة بمعانيها فهي منفردة ومنقطعة النظير في تحقيق وحدتها فهي المجتمعة على الإسلام اجتماع لا يقبل التجزئة والانقسام، يقول د. محمد أبوزهرة:” إن الوحدة تتحقق في ثلاثة أمور جامعة، وهي: الأمر الأول: أن تتحد مشاعرنا جميعًا في الإحساس بأننا أخوة بحكم الإسلام، والأمر الثاني: وحدة ثقافية ولغوية واجتماعية تجمع بين المشاعر والأحاسيس يتفق فيه على ما فيه رفعة الإسلام وعزة المسلمين، والأمر الثالث: أن لا يكون من إقليم إسلامي حرب على إقليم آخر أي كانت هذه الحرب سواء كانت بالاقتصاد أم بالسيف، في كلا شكليها توهن قوى الإسلام وتضعف من شأنه.
أراء تسخيري حول الوحدة الاسلامية
جاء في استراتيجية المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب في تعريف الوحدة الإسلامية أنها التعاون بين أتباع المذاهب الإسلامية على أساس المبادئ المشتركة الثابتة والأكيدة واتخاذ موقف موحد من أجل تحقيق الأهداف والمصالح العليا للأمة الإسلامية والموقف الموحد تجاه أعدائها مع احترام التزامات كل مسلم تجاه مذهبه عقيدة وعملاً.
يرى تسخيري أن الوحدة الإسلامية تعني إيجاد الجبهة الواحدة، واتخاذ الموقف العملي الموحد تجاه القضايا والشؤون الإسلامية المشتركة مثل تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية أو تحقيق الملكات الحقوقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أو اتخاذ الموقف الموحد حيال الهجوم المعادي للأمة الإسلامية وبناءً عليه فالوحدة الإسلامية هي أن تتخذ جميع الطاقات والقوة الإسلامية موقفًا عمليًا واحدًا، أما في الجانب الفكري فيما يخص الفقه والاجتهاد فهم أحرار، كما يرى أن دعوة القرآن للوحدة إنما هي دعوة للوحدة العملية فقد أقر القرآن بحرية الفكر والاختلاف الفكري.
بالإضافة إلى ذلك يرى أن الوحدة تعبر عن هدف أيديولوجي وزمني إلى جانب كونها أطروحة شاملة ذات أبعاد متعددة إلا أن الأحداث التاريخية والاجتماعية الخاصة أضفت عليها نوعًا من التجديد فصارت عبارة يفهم منها البعد المذهبي والعلاقات المذهبية بين المسلمين خاصة مع أنها في الأصل وحدة شاملة تستوعب مختلف جوانب الحياة الإسلامية ثقافية،سياسية،واجتماعية، كما تتعدد هذه الوحدة مابين سياسية على صعيد البناء الداخلي للدولة وعلاقات الإسلاميين فيما بينهم، ووحدة اجتماعية على صعيد العلاقات القومية والوطنية ،ووحدة ثقافية على صعيد الفكر وأبعاده المختلفة، ولذلك فهو يرى أنه لابد من إشراف خبراء السياسة والاجتماع والثقافة إلى جانب علماء الدين من أجل تطوير آفاق البحث في الوحدة الإسلامية.