ليس الغريب من يشد الرحال لكربلاء, بل الغريب من لم يذهب لكربلاء, قضية أربعين الحسين تتوسع, مع جهد واضح للمؤسسات الإعلامية العالمية والعربية, في تغييب هذه الحقيقة،
هي تحاول إبعاد الأنظار عنها, بغية منع صوت الحسين, من الوصل للمجتمعات الغارقة في اللاوعي, وبما يخدم القوى الظلامية, لذا كانت الأقلام الشريفة, تسعى لإيصال صوت النهضة الحسينية,
هذه الاقلام تريد ان يصل هذا الصوت إلى كل مكان منع فيه رفع رايات الحسين, فكان هذا نشاطا كبيرا لثلة من نخبة من الاعلاميين والصحفيين في هذا البلد, في توضيح إبعاد أربعينية الحسين.
الاتجاه برس استطلعت أراء عدد من الإعلاميين, العاملين في القنوات الفضائية, والكتاب والمراقبين وذوي الخبرة, حول زيارة الأربعين, فكانت هذه الآراء:
الإعلامي محمد محي رئيس تحرير جريدة المراقب العراقي البغدادية كان له رأيا مهما حيث قال:
لا شك إن الزيارة الأربعينية حدث عالمي منقطع النظير, وفيها من الدروس والعبر, ما يملاٌ الخافقين, ولكنها مازالت تفتقر إلى التسويق العالمي, نتيجة انحياز الإعلام العالمي, المسيطر عليه صهيونيا, بالإضافة لطائفية الإعلام العربي, المسيطر عليه وهابيا, ولذلك نحتاج إلى تشكيل خلية عمل إعلامية, لنقل مجريات الزيارة الأربعينية, إلى المحافل الدولية, وألفات نظر الشعوب إلى خصوصية وضخامة هذا الحدث, الذي يتعمد الإعلام تغييره وتجاهله, واعتقد إن دور الإخوة العاملين في المؤسسات الإعلامية الغربية, مهم في نقل هذا الحدث.
إما الكاتب نزار السامرائي رئيس تحرير وكالة الصحافة المستقلة وماجستير في تحليل الخطاب الاعلامي فقال:
هنالك مشكلة في خطابنا الإعلامي, فالإعلام موجه للداخل فقط, ونحن نغضب لعدم تعامل الإعلامي الأجنبي بايجابية معنا, فالإعلام الدولي له شروط وأسس, وحتى نستطيع توصيل ما نريد, علينا إن نستوعب هذه الأسس والشروط, لنبني خطابنا الإعلامي,
والأمر لا يتعلق بجانب واحد, ولكن يحتاج إلى معرفة آليات بناء الخطاب أولا, إلى التفكير المسبق بإعداد برامج وثائقية مثلا, أو لأفلام قصيرة وطويلة, أو إعداد ندوات بحضور متنوع الانتماءات, والتركيز على الحالات الإنسانية, وعلى المشاركة النوعية من المواطنين (غير الشيعة), هذا الأمر يحتاج له إعداد متواصل, يبدأ من فترة بعيدة عن موعد الزيارة.
علي كريم مسؤول أخبار إذاعة صوت العاصمة علق بالقول :
إن القنوات الإعلامية التي ضمن مسؤوليتها تغطية الحدث, هي بحاجة إلى تطوير, مناسب لحجم الحدث وعظمة الحضور, الذي يمثل اكبر تجمع بشري على المعمورة,
وإن العالم يدرك ما يجري, ويعرف أهمية زيارة الأربعين, لكنهم يصمون أذانهم ويغلقون عيونهم, كي لا ينتشر الصوت الحسيني, وبالتالي يفقدون السيطرة على مجتمعاتهم, التي تم السيطرة عليها عبر الإعلام الموجه.
ولايحتاج التعمق بالحشود فهي واضحة ومن يريد ان يضيف عليها فلابأس لكن خروج الملايين هي ابلغ رسالة
اسعد الكاتب يقول :
الحقيقة مازالت زيارة الاربعين مهمشة عربيا عن قصد بسبب سيطرة الطائفيين على الاعلام العربي من قبيل الوهابية
والجانب الآخر ضعف تأثير الإعلام العراقي حيث مازال بطرق بدائية يقوم بتغطية الحدث وأقصد هنا الفضائيات حصرا
لذا لو كنا نعمل بخطة موحدة لكل الفضائيات بما يضمن لنا الوصول للآخرين لامكن أحداث فارق واختراق العزلة المقصودة من قبل العرب والإعلام العالمي مع أنها حدث عالمي بعدد الحضور وراء قضية الحسينية المطروحة ..تحياتي لكل الاساتذة
الكاتبة والباحثة الاجتماعية سلامات يوسف قالت :
أود أن أشير ان هناك مؤتمر عالمي يقام سنويا في بريطانيا ودول أوروبا أخرى يشرف عليه شباب مغتربون هناك وبعضهم مولودون في الغرب… وقد أدى هذا المؤتمر الكبير وغيره من الفعاليات في تطوير القضية الحسينية وعرضها بشكل مناسب للعصر والبيئة التي يعيشون فيها….وقد أفرز هذا المؤتمر تطور ملحوظ في أسلوب الخطاب الحسيني فمثلا شهدت العاصمة البريطانية هذا العام حملة تبرع بالدم في أشهر مستشفيات العاصمة البريطانية في يوم العاشر من محرم تحت شعار بدل أن تهدر دمك في التطبير حاول أن تنقذ مريضا…
كما تجمعت عدة من الشابات بتوزيع أكثر من ثلاثة آلاف وردة الروز البيضاء مع بطاقة تعريف بأهداف الحسين ع …وكان التنويه عن المناسبة بهذا الشكل..(بمناسبة استشهاد الإمام المدافع عن حقوق البشر) ولاقى استحسانا بينما اصطفت العديد من الفتيات الإبقاء لتوضيح قضية الإمام الحسين في أكبر بارك في لندن….إضافة إلى الكثير من الفعاليات كالمعارض والمسارح والشعر في اروقة الجامعات البريطانية وخارجها….
بالإضافة إلى الموقع المشهور حاليا والمسمى (whose Husian) والذي أخذ على عاتقه نشر قضية الإمام بشكل جديد وبطريقة مقبولة عالميا…بعض الشباب دعوا مجموعة من المشردين من غير مأوى واطعموهم في مطعم….وبدأ والشباب لأبعد من ذلك ..فبعضهم بدأ يستقطب فنانين عالميين …مثل المصور العالمي( بيتر ساندرز)
وسمعت أنه تلقى دعوة لزيارة العتبات في العراق… كل تلك النشاطات لفتت الانتباه وطرحت نموذجا متحضرا مقابل أسلوب داعس ولأول مرة أشارت إحدى عضوات البرلمان البريطاني لهذه النماذج الشابة خاصة فيما يتعلق بحملة تبرع بالدم يوم عاشوراء من قبل 1000 شاب وشابة بالدم حيث أشادت بالدور الإنساني المهم الذي يلعبه الدين الإسلامي إذا ما ابتعد عن روح الكراهية والعدائية.
إما الكاتب والمحلل السياسي حسين شلوشي , فكان رأيه متجه لجانب أخر للقضية حيث اشار في ايجابية مهمة تلمسها في زيارة الأربعين حيث قال :
هناك ايجابيات مهمة في هذه الزيارة الاربعينية, ويمكن تعميقها بخطة اعلامية يقوم بها الاعلاميون المهنيون والاحترافيون في العراق
واعتقد من أهم ما إتضح في هذه الزيارة هو انحسار الخطاب الطائفي, وتنامي الخطاب الوطني, من القضية الحسينية, وهذا الأمر يخدم العراقيين. وكذلك موضوع الاهتمام بالمسلمين
الاعلامي المغترب ضياء رسن عبر عن الموضوع بقوله
هناك مقترح فكرة ..قليلة التكاليف ، سريعة الانتشار، غير تقليدية وتجمع مئات الافكار المتجددة..
مهرجان الطف لفيديو الهاتف المحمول ..
ترى كم شخص سيشارك ويقدم فكرة جديدة ، كم فيديو ذو فكرة انسانية سينتشر ،كم رؤية حسينية ستطرح ؟
أو انتاج ثلم وثائقي “الحسين انسانا ” مثلا انتاج برنامج مشترك مع عدد من الباحثين المسلمين والاجانب ،مثلا تناول الابعاد الانسانية للقضية الحسينية ، مثلا توجيه الدعوات لوسائل اعلام اجنبية ومنظمات مجتمع مدني دولية…وأخرى..
وهناك طرق ممكن سلوكها، لكن الرتابة والتكرار دليل على ضعف ادارات اغلب المؤسسات الاعلامية..
فيما أشارالكاتب والباحث الإعلامي عدنان فرج ألساعدي, إلى مجموعة ايجابيات تم تلمسها في هذه الزيارة ويمكن اعتبارها مكاسب الحدث هذا العام حيث قال:
نجد ان التطور الهائل في الخدمات المقدمة للزوار أمر كبير يستحق الاشادة به
فيما ان الجانب الصحي خصوصا كان مثيرا للانتباه مع الاهتمام مع وجود هذا العدد الكبير من الزائرين والذين قدرت اعدادهم بأكثر من 20 مليونا من العراق ومن دول اخرى فضلا عن الهدوء الشامل والامن المتحقق بفضل القوى الامنية التي وفرت غطاءا امنيا كاملا تشكر عليه
وان أداء القنوات الفضائية والاذاعات ووسائل الاعلام الاخرى التي نقلت الريارة واحداثها كان متطورا عن السابق الا اننا نطمح بالشيء الكثير مع الخروج من دائرة الرتابة والتكرار
الاعمال يتم الخروج بها من الإطار الشيعي الى الفضاء الاسلامي والانساني ويفترض إن
تقارير. محبكة. أفلام وثائقية مركزة , مقالات. تحكي قصص وحكايات في الطريق لكربلاء
وصور فوتو غراف. لحالات. مؤثرة
مازن الهلالي سكرتير تحرير احدى الفضائيات العراقية شدد على رأي مهم حيث قال:
المناسبة يجب إن يكون لها خطة ومنهج, فاقترح إن يتم تنظيم مؤتمر حسيني يسبق الزيارة, ويبدأ التحضير له من ألان للعمل بشكل متطور ووضع منهج للارتقاء بالقضية الحسينية إعلاميا, وكيفية الوصول عالميا,
وإن تبحث في إيجاد خطط لاختراق الحاجز الذي صنعه الإعلام الغربي والعربي بوجه القضية الحسينية.