الرئيسية / شخصيات أسلامية / الحقيقة الوجوديّة والخلقة النورانيّة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

الحقيقة الوجوديّة والخلقة النورانيّة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

السراج المنير

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا[1], فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان سراجًا منيرًا… وليس من شأن السراج أنّه إذا أراد الإنارة أنار، وإن لم يرد لم يُنِر. فالسراج منيرٌ أراد أم لم يُرد. أينما كان وجوده، يجعل ذلك المحيط منوّرًا ونورانيًّا. لقد شبّه الله سبحانه الرسول بالسراج، ليس السراج المطفأ، بل المضيء: السراج المنير. أينما يكون، يجعل جوّ حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذلك المحيط منوّرًا أساسًا. كان ينير الجوّ بأخلاقه، بمسلكه، بطريقة عمله، بتعامله، بعلمه، بحكمته, سواءٌ أعطى الدروس لأحد أم لا. لم يكن نورُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يضيء فقط حين كان يذهب إلى المسجد ويعِظِ الناس, بل كان ينير أيضًا عندما كان يجلس في بيته، وحين يكون ساكتًا، وعندما كان يمشي، وحين يكون في ميدان القتال، في كلّ تلك الأوضاع والأحوال، كان وجود الرسول

ينير, كان مُنَوِّرًا ومنيرًا في الوقت نفسه, وذلك لأنّ تمام حركات الرسول وسكناته وأقواله وأعماله، كانت كلّها في خدمة الله وفي سبيل الله[2].

 

البشارة بالرسالة في أخبار الأديان السابقة

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ[3], حيث بشّر[4] كلا هذين الكتابين بمجيء[5] الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

السيرة الشخصيّة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم

 

 

النسب الشريف

قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في مكّة مؤمنون…, وهم أنفسهم الذين كانوا على دين الحنفيّة. وقد كان آباء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأجداده[6] مؤمنين[7].

من نسل أفضل العائلات

وُلد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في عائلة كبيرة، عائلة معروفة بجذورها العظيمة. بالطبع، عاش الرسول نفسه – وللمصادفة – في فترة الولادة ومرحلة الطفولة والحداثة حياةَ الفقر، وكان هذا أمرًا عارضًا, وإلّا، فقد كانت عشيرة بني هاشم[8] تُعدّ من الفروع الهامّة ومن سادة قريش، ومن العائلات الشريفة فيها. هل تعرفون من هم أعمام الرسول وأيّ احترام كانوا يلقون؟! فقد كان حمزة نفسُه أو أبو لهب أو الآخرون يُعدّون من العائلات العريقة. في مثل هكذا عائلة ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[9].

[1] سورة الأحزاب، الآيتان 45 و 46.

[2]  خطاب في لقاء الأخوة في الحماية الشخصيّة (9/8/1365)(31/10/1986).

* الإمام الخميني، الأربعون حديثًا، ص 551:

إعلم أنّ لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلاممقامًا روحانيًّا شامخًا، في السير المعنويّ إلى الله، يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتّى من الناحية العلميّة، وأسمى من عقول ذوي العقول وأعظم من شهود أصحاب العرفان. كما يُستفاد من الأحاديث الشريفة، أنّهم صلوات الله عليهم يشاركون الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في مقام الروحانيّة، وانّ أنوارهم المطهّرة كانت تسبّح وتقدّس للذات المتعالية قبل خلق العالم. إنّ الأحاديث المأثورة في طينة أبدانهم، وخلق أرواحهم ونفوسهم، وفيما مُنِحوا من الاسم الأعظم، والعلوم الغيبيّة الإلهيّة من علوم الأنبياء والملائكة، ومّما هو أعظم ممّا لا يخطر على بال أحد، وهكذا الأخبار المنقولة في فضائلهم في مختلف الأبواب من الكتب المعتبرة وخاصّة كتاب أصول الكافي، إنّ مثل هذه الأخبار كثيرة إلى الحدّ الذي تبعث على تحيّر العقول، ولم يقف أحد على حقائقهم وأسرارهم عليهم الصلوات إلّا أنفسهم.

[3] سورة الأعراف، الآية 157.

[4] … من جملة هذه البشارات الآيات 14 و15من كتاب يهودا الذي يقول: “الآن يأتي الرب مع 10 آلاف من المقدّسين ليحكم الجميع ويدين كلّ من لادين له و… (نقل من النص)”، حيث ينطبق العشرة آلاف مقدّس فقط على أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا معه في قصّة فتح مكّة.(مختصر حياة محمّد، السيد هاشم رسول محلّاتي، ص7) وقد ورد في الفصل الرابع من إنجيل يوحنّا (16 و17 و25 و26: إذا كنتم تحبّونني، فاحفظوا أحكامي، وسوف أطلب من أبي و… سيكون معكم دائمًا.”الخلاصة, الحقيقة التي لا يمكن تقبّلها, لأنّه لا يراها ولا يعرفها. أنتم تعرفونها، ذلك أنّها تبقى معكم وسوف تكون فيكم. لقد قلت لكم ما دمت فيكم, لكنّ فارقليط الروح القدس الذي يرسله الله باسمي، سوف يعلّمكم كلّ شيء، وسوف يذكركم بكلّ ما قلته لكم”. طبقًا للتحقيق، الفارقليط التي تُرجمت بالعربيّة “بركليتوس” بمعنى “أحمد”، وقد ترجمه مترجمو الأناجيل عمدًا أو خطًا بـ “المسلّي”! ( آية الله جعفر سبحاني، نور الأبديّة، ص89)

[5] سلسلة أبحاث أصول العقائد.

[6] يعود نسب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى النبيّ إسماعيل ـ بن النبيّ إبراهيم ـ ولهذين الشخصين وبعض أسلاف نبيّ الإسلام العظماء سهم مهمّ في تاريخ العرب والإسلام… (آية الله جعفر سبحاني، نور الابديّة، ص89).

أجداد نبيّ الإسلام بالترتيب هم عبارة عن: عبد الله، عبد المطّلب، هاشم، عبد مناف، قصيّ، كلاب، مرّة، كعب، لؤي، غالب، فهر، مالك، نضر، كنانة، خذيمة، مدركة، الياس، مضر، نذار، سعد، عدنان. (تاريخ نبيّ الإسلام، آية الله الحاجّ الشيخ عبّاس صفايي حائري، ص115) قُسّم أهالي شبه الجزيرة العربيّة خلال قرون ما قبل الإسلام، إلى قسمين… قاطني المنطقة الجنوبيّة للحجاز، طبقًا لشجرة الأنساب التي وضعوها، يرجعون نسبهم إلى يعرب بن قحطان، الابن الخامس لنوح كما يعرّفونه، في حين يعرّف ساكنو الوسط والقسم الشمالي من شبه الجزيرة العربيّة أنفسَهم بأنّهم يعودون في النسب إلى عدنان أحد أحفاد إسماعيل. (السيرة التحليليّة للإسلام، السيّد جعفر شهيدي، ص3 “نقلًا عن مروج الذهب، ج1، ص300”) آخر من سكن الحجاز كانوا يُسمّون بالإسماعيليّين. إسماعيل هو بن إبراهيم (عليه السلام)، وقد سكن بالقرب من الكعبة، وعمّر أبناؤه الحجاز، وفي الحقيقة، كانوا السبب في عظمة وتطوّر الحجاز. يُقال أنّ إسماعيل هو الذي بنى الكعبة. (أمير علي، المترجم: محمد تقي فخر داعي الكيلاني، تاريخ العرب والإسلام، ص5، منشورات كنجينه).

[7]  من كلمةٍ له في لقاء المجلس التنسيقي للإعلام الإسلامي(3/10/1360) (24/12/1981).

[8] على الرغم من كثرة القبائل، كان العرب خاضعين لقريش ومنقادين لها، وكانوا يعتبرونها أشرف منهم. وقد قال أبو طالب في خطبته المعروفة عند خطبة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لخديجة: “الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذريّة إسماعيل أَنْزَلَنا حرمًا آمنًا وجعلنا الحكّام على الناس”. (العلّامة المجلسي، بحار الأنوار: ج16، ص14). فلندقّق في الجملة الأخيرة. يتبيّن من هذه الجملة أنّ قريشًا كان لها الحكم والأمر على العرب. وقد خطب هاشم في اليوم الأوّل من ذي الحجّة خطبة في قريش جاء فيها: “يا معشر قريش! ألستم سادة العرب وأحسنها وجوهًا وأعظمها أحلامًا وأوسطها أنسابًا”. (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج15، ص211) يظهر من هذه العبارات أنّ قريشًا كانوا سادات العرب من جهة العقل، حسن المظهر، الجمال وشرافة النسب، وكانت لهم الأفضليّة والإمرة على جميع العرب. (سيرة نبيّ الإسلام، آية الله الحاجّ الشيخ عبّاس صفايي حائري، ص115).

[9]  من كلمة له في القيادة المركزيّة للحرس(17/7/1367) (9/9/1988).

شاهد أيضاً

السراج يدعو إلى دعم قوات الليبية في معركتها لاستعادة سرت

دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج الليبين إلى دعم قوات حكومته في ...