صرح محمد البخيتي عضو المجلس السياسي والقيادي البارز في حركة أنصار الله التي تقود الحراك الشعبي المقاوم في اليمن الاربعاء لوكالة تسنيم ، بأن دول العدوان السعودي لم تكن جادة في التوصل الى اتفاق في مؤتمر جنيف 2 ، لانها كانت تعول على تحقيق أغراضها على طاولة الحوار بعد ان فشلت في تحقيقها على أرض الميدان، ولفت الى ان تصاعد الرد هو نتيجة لتطوير وصيانة المنظومة الصاروخية مؤكدا ان الأيام القادمة ستشهد تصعيدا اكبر إذا لم يتوقف العدوان ، وستكون هناك مفاجئات على الحدود السعودية .
و تحدث قائلا لقد مر على هذا العدوان الظالم على شعب الیمن حوالی 9 أشهر ، و قد مر بثلاث مراحل ، الأولى : هی شعور الدول التی هی وراء هذا العدوان بان الشعب الیمنی بدأ بتحقیق الانتصار وتحقیق الأهداف ، و الثانیة : کانت الشعور بالعجز بعد ان شعروا بعدم تحقیق أی هدف ، و الثالثة والأخیرة : هی شعورهم بالخطر بعد ان تمکن الجیش الیمنی و اللجان الشعبیة التعمق داخل الأراضی السعودیة ، لذلك نلاحظ ان السعودیة قبلت بمبدأ وقف اطلاق النار و مبدأ الحوار ، بعد أن کانت ترفض وقف الحرب وکذلك ترفض الحوار .
و هذا التغییر جاء نتیجة لشعورها بالخطر ، لکنها لم تکن جادة فی التوصل الى اتفاق فی مؤتمر جنیف 2 ، لانها کانت تعول على تحقیق أغراضها عبر طاولة الحوار ما فشلت فی تحقیقه على أرض المیدان .
و أیضا من اجل ان توجد مبررا لاستمرار الحرب بعد أن فشلت فی تحقیق أغراضها ، و بعد أن بدأ الناس یتساءلون عن مبررات استمرار الحرب دون تحقیق أی هدف .
کما وضعت لنفسها خطا للرجعة ، فی حال حصل تقدم اکبر للجان الشعبیة على الحدود . وفی هذه الحالة ستضطر للقبول بالحل السیاسی لوقف الحرب وانسحاب الجیش الیمنی واللجان الشعبیة من الحدود السعودیة .
واضاف البخیتی ان الوضع المیدانی لم یتغیر منذ بدایة الحرب . صحیح أن أنصار الله انسحبوا من المحافظات الجنوبیة .. الا ان هذا کان قرارا سیاسیا من اجل الترکیز على معرکة او جبهة الحدود و تمکن الجیش و کذلك اللجان الشعبیة من التوغل داخل الأراضی السعودیة لذلک لا زالت التوازانات نفسها سواء فی بدایة الحرب او حتى الآن.
و تابع قائلا : ان السعودیة لا تتصرف الآن وفق منطق الاخلاق ، ولا حتى وفق منطق المصلحة ، و هذه الحرب لیست فی صالح السعودیة ، فانها لا تفهم الا لغة القوة ، والشعب الیمنی یتصدى الآن بشجاعة لهذا العدوان ولا زال لدیه الاستعداد الکبیر لتقدیم المزید من التضحیات حتى تحقیق النصر إن شاء الله .
و قال البخیتی اننا نعرف ان الحرب شیء مکلف وباهض الثمن ، سواء للشعب الیمنی او شعوب المنطقة المشارکة فی الحرب . لذلك حرصنا فی البدایة على تحمل هذه الحرب لمدة 40 یوما دون أن نطلق حتى رصاصة واحدة للدفاع عن أنفسنا ، و ترکنا فرصة کافیة للسعودیة لمراجعة نفسها ، و أیضا من أجل إقامة الحجة ، لانهم کانوا یتحدثون فی السابق بأن هناك استفزازات من أنصار الله ، وهذا الخطاب کان ینطلی على بعض اوساط الرأی العام الداخلی و الخارجی ، مشددا على ان اعطاء الفرصة من دون رد ، کشف للشعب الیمنی أن هذا العدوان لا یفهم إلا لغة القوة ، لذلك الشعب کله تقریبا احتشد خلف الجیش الیمنی واللجان الشعبیة فی مواجهة العدوان .
اضف الى ذلك ، أن أمریکا کانت استعدت لهذا العدوان قبل سنوات حتى فی زمن من قبل 2011 فی عهد النظام السابق حیث حرصت على شراء کل صواریخ سام 1 التی کانت موجودة لدى الجیش الیمنی.
وهذا سلاح فعال للقوات غیر النظامیة و هذا السلاح أیضا کان یمکن أن یساعد الجیش الیمنی واللجان الشعبیة الآن فی مواجهة طائرات الأباتشی .
و فی عهد منصور هادی قامت الولایات المتحدة عبر اشرافها على هیکلیة الجیش الیمنی بتعطیل منظومة الصواریخ بعیدة المدى، سکود، حیث لم یتبق من هذه الصواریخ الفاعلة إلا عدد قلیل ، کما انهم عطلوا کل منظومة الدفاع الجوی ، و قاموا بسحب أجهزة الاطلاق او تفعیل هذ الصواریخ .
لذلك تلاحظون الآن أن الجیش الیمنی واللجان الشعبیة اضطروا الى تحویر صواریخ سام 2 التی هی للدفاع الجوی ، الى صواریخ أرض أرض ، حیث یوجد لدینا الکثیر من هذه الصواریخ .
من هنا فإن عدم الرد فی البدایة کان لإقامة الحجة على الناس ، أما الآن فان تصاعد الرد هو أیضا نتیجة لتطویر وصیانة مثل هذه المنظومة الصاروخیة .
واکد البخیتی قائلا : إذا لم یتوقف هذا العدوان .. فان الأیام القادمة ستشهد تصعیدا اکبر . و أؤکد لکم أن هناك استعدادات أکبر ، وستکون هناك مفاجئات على الحدود السعودیة الیمنیة .