قيام آل سعود وبعض الدويلات التابعة لها بقطع العلاقات السياسية مع ايران هو بسبب الهزائم الّتي تكبدتها فى المنطقة ويجب تذكير قضية ميكونوس لهذه الدول والدويلات والمشيخات العودة المذلّة لسفراء الدول الاوروبية إلى ايران بعد قطعها للعلاقات الدبلوماسية مع طهران.
و أن السعودية بدأت معاداة ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية بطرق شتى منها تقديم المساعدات إلى صدام لضرب ايران أبان الحرب المفروضة وقتل الحجاج الايرانيين ومحاولاتها لايجاد ايرانوفوبيا من جانب واعاقة المفاوضات النووية من جانب آخر وأخيراً قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران اثر ردود الفعل الايرانية ازاء اعدام الشيخ النمر.
وفى السنوات الأخيرة حاولت السعودية ومن خلال انفاق المبالغ الكبيرة السيطرة على مجلس تعاون الخليج الفارسي منتهزةً فرصة انشغال خصومها التقليدية مثل مصر والعراق وسوريا بالمشاكل الداخلية وعلى هذا الأساس قامت بالهجوم على اليمن ايضاً بزعم التغلب على هذا البلد لعرض عضلاتها للدول الأخرى.
وفى الظروف الراهنة وبعد توتر العلاقات بين ايران والسعودية قامت رياض بقطع علاقاتها مع ايران الا انّ ما يثير الاهتمام أكثر هو اتخاذ الخطوة نفسها من جانب الامارات المتحدة العربية بوصفها الشريك التجاري الكبير لايران.
ومشيخة الامارات حاولت فى الماضي ترجيح الجانب الاقتصادي لعلاقاتها مع ايران واستقطاب الاستثمارات وتوفير الرفاه لمواطنيها على الخوض فى المعارك السياسية الّا انّها باتت تتّبع سياسات آل سعود وخير دليل على ذلك هو تعاون الامارات مع السعودية فى الحرب على اليمن.
والسودان هي الدولة الأخرى الّتي تناست مساعدات ايران في أصعب أيامها وأحلك ظروفها ورجّحت دولارات السعودية على العلاقات الوثيقة مع ايران وتصريحات وزير الخارجية السوداني بأن بلاده لم يكن حليفاً لايران أبدا دليل على مدى الوقاحة السياسية واللااخلاقية لسلطات هذا البلاد.
والحكومة الأخرى الّتي أصدرت تصرفات وقحة فى الآونة الأخيرة هي مشيخة البحرين الّا انّ هذا الأمر كان من المتوقع حيث انّ السلطات البحرينية مدينة إلى المدرّعات والقوات العسكرية السعودية الّتي منعت سقوط حكومة آل خليفة حتى يتبربعوا على الحكم يستمروا في ارتكاب جرائمهم بحق الشعب البحريني.
ولاشك انّ التصرفات الصادرة من السعودية والدويلات التابعة لها هي محاولة لتغطية هزائمها المتتالية في سوريا والقضايا الأخرى الاقليمية ويتوجب على حكام السعودية غير الناضجين تذكّر قضية ميكونوس والعودة المذلّة لسفراء الدول الأوروبية الى ايران.
وكالة مهر للأنباء