بماذا استشهد الشيخ الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية لتذكير الحكام ؟؟؟ ذكّر خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة 3 جمادى الأول 1437 هـ الموافق 12 شباط 2016 ، بكيفية تعامل امام الأمة من موقعه القيادي السلطوي مع رعيته ورعاية حقوقهم .
الكربلائي وفي في مورد تلاوته لمقاطع من وصايا امير المؤمنين عليه السلام للصحابي مالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه بعد ان ولاه على مصر ، انتخب منها ما قاله عليه الصلاة السلام بخصوص ما ينتظره الناس ممن يولى عليهم وما يجري على الصالحين من الحّكام وعلى وما يستدل عليهم به ويجريه جل وعلا بحقهم على ألسنة عباده .
كما تلا سماحته مقطع اخر من ذات الوصية وما تضمنه من ضرورة ان يتحلى الحاكم بقلب رحوم على رعيته ومحب لهم ولطيف بهم ، على تنوع ميولهم وانتماءاتهم ، لما يستبطن ذلك من شراكة بينية معهم بداعي انهم من صنفيته في الدين او في الخلق .
كما تطرق الكربلائي الى ما قاله امير المؤمنين عليه السلام بخصوص انصاف الحكام لمن يقع تحت ولايتهم ؛ من أنفسهم وحواشيهم ومن ينتمي لهم ، عادا اياه نوع من الظلم الذي يستوجب خصومة من الله جل وعلا وحربا منه وربما غّير ذلك نعمة الله الى نقمة انتصارا للمظلومين .
يأتي ذلك في وقت كانت المرجعية الدينية العليا قررت فيه عدم الخوض في طرح رؤيتها بخصوص الوضع السياسية بتزامنية اسبوعية وشكل مكتوب الا بما تقتضيه الضرورة او يستجد من الأمور
وهذا نص ما جاء فيها …
(( اعْلَمْ يَا مَالِكُ- أَنِّي قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ – مِنْ عَدْلٍ وَجَوْرٍ -وَأَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ فِي مِثْلِ مَا كُنْتَ تَنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ وَيَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِيهِمْ وَإِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ )) .
وقال عليه السلام )( وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَاللُّطْفَ بِهِمْ وَلَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَيُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَالْخَطَإِ فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَوَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَاللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ)) .
وقال عليه السلام): ( أَنْصِفِ اللَّهَ وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَمِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ وَمَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَمَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَكَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ أَوْ يَتُوبَ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَتَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَهُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَاد )) .
وقال عليه السلام (( وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّةِ وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ وَأَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلَاءِ وَأَكْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَأَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ وَإِنَّمَا عِمَادُ الدِّينِ وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ وَالْعُدَّةُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ وَمَيْلُكَ مَعَهُمْ )) .