مع ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة، كان الايرانيون على اختلاف مشاربهم على موعد جديد من محفل ديمقراطي غاية في الأهمية على المستوى الداخلي والخارجية، حيث بدأت الحشود الشعبية بالتقاطر الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتها في انتخابات الدورة الـ 10 لمجلس الشورى الأسلامي ومجلس خبراء القيادة في نسخته الخامسة بمشاركة كافة الاطياف والاحزاب السياسية.
وعند تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، من صباح اليوم الجمعة اعلنت وزارة الداخلية الايرانية انطلاق العملية الانتخابية في كل انحاء ايران في تمام الساعة الثامنة بتوقيت طهران منوها الى الداخلية اعلنت ايضا ان ما يقارب 55 مليون شخص يحق له التصويت في الانتخابات، انتخابات مجلس الشورة الاسلامي وانتخابات مجلس خبراء القيادة.
ويتنافس في مجلس خبراء القيادة هناك 161 مرشحا في كل ايران، سوف يتم التنافس على 88 مقعدا لهذا المجلس، طبيعة مجلس خبراء القيادة والانتخابات الخاصة به تختلف عن انتخابات وطبيعة مجلس الشورى الاسلامي.
وشكل الناخبون الإيرانيون أمام المراكز الانتخابية في مختلف المحافظات، طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحيهم وذلك قبل ان تفتح المراكز الانتخابية أبوابها صباح اليوم الجمعة.
ودعي نحو 55 مليون مواطن إيراني ممن يحق لهم التصويت للمشاركة في انتخابات مجلسي الشورى الاسلامي وخبراء القيادة.
قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامئني كان في صفوف اول المشاركين في الانتخابات، و في تصريح مقتضب ادلى بها صباح اليوم الجمعة بعد الإدلاء بصوته في الإنتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة، أكد سماحته ان على الشعب ان تكون لديه نية حسنة بالمشاركة لدعم استقلال البلاد ، واضاف : نوصي شعبنا العزيز بالمسارعة في الانتخابات ونيل حقوقه مؤكدا ان الانتخابات مهمة دائما ونوصي الشعب الايراني كله بالمشاركة فيها
وعقب الإدلاء بصوته في انتخابات مجلس خبراء القيادة ومجلس الشورى الإسلامي، قال الرئيس روحاني في تصريح صحفي من مقر وزارة الداخلية: اليوم كل الأنظار الصديقة والعدوة منشدة إلى الانتخابات الايرانية.. اليوم أنظار العالم منشدة إلى إيران والى الملحمة التي سيجسدها الشعب الإيراني في الانتخابات.
وقال الرئيس الإيراني إن كل التيارات اليوم هي منتصرة عبر حضورها في الانتخابات وكل المشاركين في الانتخابات فائزون، مضيفاً “إننا نحترم أي تركيبة لمجلس الشورى الإسلامي تنبثق من أصوات الشعب، مصرحا بأن كل أفراد الشعب يحترمون أصوات الأغلبية”، وأضاف: تسلمنا الآن تقارير تفيد بأن الأمن مستتب تماما في أنحاء البلاد وأن هناك مشاركة ملحمية للشعب عند صناديق الاقتراع.
وتابع الرئيس الإيراني أن انتخابات اليوم هي في الحقيقة رمز للسيادة الوطنية وللاستقلال السياسي للبلاد، فإذا كانت الأيادي الأجنبية هي التي تتخذ القرار لإدارة البلاد قبل انتصار الثورة، فإن الشعب الايراني وطيلة السنوات الـ37 من عمر الثورة، هو الذي يتخذ القرار للبلاد من خلال الانتخابات.
ووصف الرئيس روحاني الانتخابات بأنها بمثابة استثمار مربح جدا، إذ أن صرف سويعات لدى صناديق الاقتراع، تتبعه ثمار أربع سنوات لمجلس الشورى الاسلامي وثمان سنوات لمجلس خبراء القيادة والتي لها آثار إيجابية كبرى على الأمن القومي والاستقرار والاستقلال السياسي للبلاد والأمل بالمستقبل والازدهار الاقتصادي.
من جانبه قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، إن حضور الشعب الإيراني لدى صناديق الاقتراع سيبرهن للعالم بأنه يتعاطف ويتواكب مع النظام الإسلامي والحكومة ويدعمهما وأن هذه المشاركة في الانتخابات تشكل أكبر اقتدار لإيران على الساحة الدولية.
وأضاف ظريف بعيد الإدلاء بصوته في الساعات الأولى من بدء العملية الانتخابية أن مشاركة الشعب في انتخابات عام 2013 (الانتخابات الرئاسية) هي التي مهدت لاستئناف المفاوضات النووية بين ايران والدول الكبرى ونجاحها، واصفا انتخابات اليوم (26 شباط) بأنها صفحة ذهبية في المشاركة الذكية للشعب في تقرير مصيره، وأردف قائلاً:” انني على يقين بأن الجميع اليوم وعبر حضورهم الحماسي، سيشاركون بالوعي واليقظة في انتخابات مجلسي خبراء القيادة ومجلس الشورى الإسلامي.
وكان وزیر الخارجیة الایراني دعا أبناء الشعب الایراني إلی المشارکة الواسعة في الانتخابات، وكتب في صفحته الشخصیة علی موقع “تویتر”: جمیعا سندلی بأصواتنا في الانتخابات (يوم الجمعة) کي لا یقوم أحد بتهدید أي ایراني بتاتا. وشدد علی أن المشارکة الواسعة والذکیة في الانتخابات ستضمن الاقتدار الوطني وتحقیق غد افضل.
وأفاد ظريف بأنه كلما كانت المشاركة الشعبية أكبر، سيفهم العالم أكثر أنه يجب التعاطي مع إيران بلغة الاحترام والتكريم، قائلا إن المجتمع الدولي بات یعرف جیدا أن لغة الحظر والضغوط لم تعد تجدي نفعا مع الشعب الایراني.
بدوره أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله اكبر هاشمي رفسنجاني، أن أصوات الشعب في الانتخابات لها تاثير على مصير ومستقبل الجمهورية الاسلامية في إيران.
وقال آية الله رفسنجاني في تصريح صحفي له عقب الإدلاء بصوته في حسينية جماران بالعاصمة طهران: إن الشعب يمتلك تجارب سابقة ويدرك جيدا بأن أي صوت يتم الإدلاء به سيترك تأثيرا على مصير ومستقبل البلاد.
ودعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أبناء الشعب الايراني إلى المشاركة الواسعة في انتخابات مجلسي خبراء القيادة وشورى الإسلامي وقال: من حق الجميع أن يكون مؤثرا في مستقبل بلاده و من واجبنا أن نعزز من مصداقية وعزة البلاد كما أن المشاركة الواسعة تدل على وعي الشعب.
وأضاف: أن الحضور عند صناديق الاقتراع يعد أمرا هاما وهذا يدل على مستوى وعي وشخصية واهتمام الشعب إزاء مصير البلاد ويعد نقطة إيجابية للبلاد، ودعا رفسنجاني المعنيين بشأن الانتخابات إلى الالتزام بالنزاهة والخلق الاسلامية وعدم الخيانة بالأمانة وقال يجب عليكم أن لا تسمحوا بأن يطرأ أصغر خلل في هذه العملية