الرئيسية / أخبار وتقارير / مشروع السعودية في المنطقة هو الفتنة لكننا لن نسكت على جرائمها

مشروع السعودية في المنطقة هو الفتنة لكننا لن نسكت على جرائمها

قال سماحة الأمين العام لحزب الله لبنان سماحة السيد حسن نصر الله أننا دخلنا مرحلة جديدة من الصراع السياسي والاعلامي في لبنان بسبب الحملة السعودية ضدنا ، و اعتبر أن السعودية تذرعت باعتبارات أمنية لدعوة رعاياها إلى المغادرة في وقت كانت حجتها سياسية في البداية ، واشار في هذا الإطار إلى أنه تم توزيع بيانات مجهولة المصدر ، معلومة الخلفية ، لإشاعة التوتر والفتنة والمخاوف من حزب الله ، مؤكدا ان مشروع السعودية ، و كذلك «اسرائيل» ، في المنطقة ، هو الفتنة وحربها علينا ليست جديدة ، لكننا لن نسكت على جرائمها خاصة في اليمن.

 

و فی کلمة متلفزة وجهها مساء الثلاثاء عبر فضائیة “المنار” وخصصها لبحث آخر التطورات فی لبنان و المنطقة ، منذ ان اعلنت السعودیة عن ایقاف الهبات المفترضة بدأت حملة واسعة جدا وتصعید کبیر إن من جهة السعودیة وبعض الدول الخلیجیة او بعض القوى السیاسیة ، لافتا الى ان هذا الامر ادخل لبنان فی مناخ من التوتر الشدید ما ادى الى مخاوف کبیرة لدى اللبنانیین ، کما قامت وسائل الاعلام السعودیة بتقدیم برامج مهینة ومسیئة .

 

واعتبر السید نصر الله اننا منذ 19-2-2016 دخلنا مرحلة جدیدة من الصراع السیاسی والاعلامی قامت السعودیة بتصعیده ، وقد وُزعت بیانات مجهولة المصدر معلومة الخلفیة تحدثت عن نوایا بدخول حزب الله مناطق ذات لون طائفی معین ، بیانات یرتفع منها بقوة صوت الفتنة وهناک احد یرید توظیف المناخ المستجد لخلق فتنة بین الشیعة والسنة.
واشار نصر الله الى ان بعض الدول الخلیجیة منعت رعایاها من السفر الى لبنان رغم ان لا مؤشرات عن ان الرعیا سیتعرضون لشیء کما ان بعض التحلیلات تحدثت عن نوایا حزب الله وانه یخطط لـ 7 ایار جدید ، لافتا الى الاخبار على المواقع الالکترونیة التی نشرت اکاذیب عن وجود اشتباکات وقتلى مما ساعد فی البلبلة.

 
واعلن السید نصر الله اننا اقویاء ومرتاحون وفی افضل وضع منذ خمس سنوات الى الان وعلى کل صعید ولسنا مضغوطین ولا “محشورین” ، کما اعلن اننا وبالعودة الى مبادئنا حریصون جدا على الاستقرار والسلم الاهلی فی لبنان ولیس لدینا 7 ایار ولا نحضر شیئا ، والبلد لیس على حافة حرب اهلیة وصدام وکله تهویل لا اساس له من الصحة بالحد الادنى من جهتنا نحن.
ولفت السید نصر الله الى انه رغم کل ما یجری بیننا وبین السعودیة یجب ان یبقى البلد محیدا عن ای صراع میدانی داخلی وحتى النزول الى الشارع، متوجها الى من تحدث عن قلب الطاولة ان من یستطیع ان یقلب الطاولة على حزب الله “یتکل على الله”، نحن لا نرید ان نقلب الطاولة .
وبموضوع الحکومة اشار نصر الله الى اننا سمعنا عن حدیث عن استقالة الحکومة مؤکدا ان الحکومة مصلحة وطنیة ولکن لا احد “یربّحنا جمیلة”، والقول ان الحکومة حکومة حزب الله یؤکد الضعف والوهن والارباك.
و بالنسبة للحوار ، قال سماحته الى اننا نرى مصلحة وطنیة فی استمرار الحوار ومن یحب ان یترک الحوار هذا شانه کذلک لا یقدر احد ان یمن علینا بانه یحاورنا. وفی هذا السیاق ، لفت سماحته ان هناك خشیة جدیة ان هناك قوى سیاسیة فی لبنان لا ترید انتخابات بلدیة فی الموعد المحدد وترید ان یتوتر الوضع الامنی حتى اذا اقتربنا من الموعد تقول ان الاوضاع لا تسمح ، ارید ان احذر اللبنانیین والفتهم الى ذلك.
وحول فیلم “ام بی سی” المسیء وردود الافعال ، اشار الامین العام لحزب الله الى ان لجوء بعض وسائل الاعلام الى هذا المستوى المتدنی الهزیل دلیل ضعف وعجز ، قائلا انه یمکن لوسائل الاعلام اللجوء الى نقاش حقیقی لکن المستوى هزیل لا یستحق الرد ویعبر عن العجز فی خیارت الطرف الآخر.
و اعلن ان التحرک الذی حصل فی الشارع لا علاقة لحزب الله به وهو ردة فعل عفوی حیث اعتبروا ان هناك اهانة حصلت. واضاف اشکر محبة هؤلاء لکن هذا الاسلوب غلط، انت تقطع الطرقات على اهلك، لا حاجة للنزول الى الشارع واطلب منکم ان لا تنزلوا واقول لکم مهما حصل من برامج او کلام یستهدفنی او یستهدف حزب الله یجب ان نفتش عن ردود فعل حضاریة مجدیة تخدم اهدافنا.
ولفت نصر الله الى ان «اسرائیل» ترید فتنة بین اللبنانیین وکذلک السعودیة وای تحرك یمکن ان تکون له تداعیات لیس مقبولا الاجتهاد فیه. واکد ان تناول بعض الرموز الدینیة بالسباب هو لیس خطأ فقط بل خطیئة وحتى عندما یکون هناك موقف معین او اعتصام معین من یرتکب خطأ یجب للمتواجدین معه ان ینهروه لأنه اخطر باب للفتنة . واکد اننا یجب ان نکون منتبهین سواء فی الشارع او فی المجالس العامة او فی مواقع التواصل الاجتماعی ویجب ان نتعاطى بمسؤولیة عالیة جدا فی هذا الموضوع .

 
و حول الحملة التی نشات بعد وقف “الهبة” و خلفیاتها کشف سماحته ان کل المعلومات لدینا انه منذ وفاة الملك عبد الله تجمدت الهبات ، مضیفا اننا نحمَّل مسؤولة وقف ما یقارب 4 ملیارات هی متوقفة اصلا من سنة .
واذا اعتبر ان المناخ العام مناخ تصعیدی اکد ان حزب الله فی هذه المعرکة قادر وجدیر ان یواجه فیها وحده ولا نطلب من ای حلیف ان یحرج نفسه بکلمة ، واضاف ان هذه معرکة موجودة لسنا نادمین فیها ونحن محقون فیها والحق بیّن فیها ، و اشار الى ان المعرکة کبرى فی المنطقة و ستحدد مصیر المنطقة ومن جملتها لبنان .
و اعتبر ان کل ما یحصل ان المطلوب من الحکومة و القوى السیاسیة واللبنانیین ان یضغطوا على حزب الله حتى یتراجع حزب الله عن الامر الفلانی ای عن موقفه من المملکة السعودیة حتى لو کان هذا یؤدی الى سقوط الحکومة والى فتنة وحرب اهلیة ، واعتقد انه لن یُستجاب للسعودیة الى هذه الدرجة.
وقال نصر الله ان السعودیة “غاضبة” من حزب الله لکن هذا الغضب لیس جدیدا والسعودیة منذ 2005 “فاتحة مشکل” معنا ونحن ساکتین، وذلك عبر التشهیر وحرب نفسیة وعمل امنی ومخابراتی، وخلال 11 سنة کل ما تقدر ان تقوم به السعودیة قامت به بالسیاسة والامن والاعلام والتمویل وکل شیء .
ولفت السید نصرالله ان وقوفنا ضد العدوان على الیمن هو “جریمتنا” التی نفتخر فیها ، وأشرف شیء قمت به فی حیاتی هو الخطاب الذی القیته فی الیوم الثانی من الحرب السعودیة على الیمن ، کما لفت ان الشعب الیمنی شعب مظلوم تجاوز بمظلومیته الشعب الفللسطینی والیوم لا یوجد مظلومیة کمظلومیة الشعب الیمنی. وقال نصر الله ان السعودیة ملکاً وامراء یحق لهم اهانة کل العالم ویقوموا بما یشاؤون وممنوع على احد ان یتکلم والا یکون الغضب السعودی ، وعندما لم یسکت حزب الله یراد من اللبنانیین ان یضغطوا علیه لیسکت.
وتساءل نصر الله : هل یحق للسعودیة ان تعاقب لبنان والدولة والشعب والمقیمین بسبب حزب لبنانی معین اخذ موقفا ؟ بای میزان شرعی واخلاقی؟ ، واضاف: افعلوا معنا ما شئتم، ومن لدیه مشکلة معنا فلیکمل معنا ولکن لا علاقة للبلد ولا للبنانیین، إفعلوا ما شئتم ولکن ماذا تریدون من الناس والدولة والجیش وحلفائنا؟

 
وجدد السید نصر الله التأکید على حرص حزب الله على الأمن والهدوء والاستقرار فی لبنان، مشیراً إلى أن لا مشکلة أمنیة فی لبنان ولسنا على حافة حرب أهلیة وما یتردد عن “7 أیار” و “قمصان سود” غیر صحیح أبداً .
وقال السید نصر الله : “لا یظنن أحد أن حزب الله ضعیف لأنه یواجه ضغوطاً بل نحن فی أفضل وضع منذ 5 سنوات”، منبّهاً إلى أنه تم نشر أکاذیب على مواقع التواصل الاجتماعی حول حصول أحداث فی مناطق لبنانیة لم تجر أصلاً.
وحذر سماحته من أن هناک من یرید فتنة ویرید توظیف المناخ السائد لإیجاد فتنة فی لبنان وخصوصا بین الشیعة والسنة، مشدداً على أنه رغم کل ما تقوم به السعودیة یجب أن یبقى لبنان محیّداً عن کل توتر وتجنّب النزول إلى الشارع.
وقال السید نصر الله إن “هناک مصلحة وطنیة فی استمرار الحوار الثنائی مع المستقبل، ومن یستطع أن یقلب الطاولة على حزب الله فلیفعل أما نحن فنرید أن نبقى حول الطاولة للحوار ولا احد یقدر ان یمنّ علینا انه یتحاور معنا”، معتبراً أن بقاء الحکومة مصلحة وطنیة ولا ننوی الاستقالة منها . وأشار السید نصر الله إلى أن هناک قوى سیاسیة فی لبنان لا ترید إجراء انتخابات بلدیة فی موعدها المحدد وترید توتیر الوضع الأمنی.
و حول ما یُبث على قنوات فضائیة من أمور هزلیة ضد حزب الله، رأى سماحته أنها “دلیل ضعف”، داعیاً جمهور المقاومة لعدم الإصغاء الى الصراخ والتهویل والتهدید فکل ذلک تعودنا علیه.
وأضاف سماحته أنه لا حاجة للنزول إلى الشارع ومهما حصل یجب أن نفتش عن ردود حضاریة تخدم أهدافنا، معتبراً أنه من غیر المناسب قطع الطرقات ورد الفعل یجب أن یکون مناسباً ومدروساً.
وجزم السید نصر الله بأنه لا علاقة لحزب الله بأی تحرک جرى فی الشارع، واصفاً ما جرى فی الشارع بأنه ردّ عفوی على ما اعتُبر اهانة لنا و الاختراقات غیر مستبعدة، منبهاً إلى أن مشروع السعودیة فی المنطقة هو الفتنة وکذلک «إسرائیل» ولا نرید أن ننجر إلیها.

 
وشدد السید نصر الله على رفض حزب الله أی إساءة للرموز الإسلامیة وهذا لیس خطأ فحسب بل خطیئة، داعیاً مسؤولی حزب الله للاجتماع بمن نزل إلى الشارع لنهیه عن العودة إلى الشارع لان المرحلة حساسة.
و لفت السیّد نصر الله إلى أن الإساءة للرموز الإسلامیة حرام وممنوعة وغیر جائزة وتؤذی المقاومة وجمهور المقاومة ووحدة المسلمین والحق وتخدم اعداءنا، وهی أخطر باب للفتنة تعمل علیه جهات عدة تموّلها أمیرکا والسعودیة و«إسرائیل».

 
وذکّر سماحته بأن الهبة السعودیة المقدّمة إلى الجیش اللبنانی أوقفت منذ وفاة الملک عبد الله ولم تتوقف بسبب مواقفنا من السعودیة، مبدیاً استغرابه من أن هناک قوى لبنانیة تأمل حصول “عاصفة حزم” فی لبنان مماثلة لـ”عاصفة الیمن” . وتعلیقا على الحدیث بأن حزب الله سیطر على قرار الدولة والمؤسسات، قال السید نصرالله: “شو هالنکتة”، مشیراً إلى أن حرب السعودیة علینا لیست جدیدة وهی تشن حملة علینا منذ العام 2005.
وأکد السید نصر الله أننا نتحمل المسؤولیة ومتمسکون بموقفنا وبحقنا حتى ولو بقینا وحدنا، مؤکداً أن حزب الله قادر وجدیر ویملک کفاءة المواجهة وحده ولا نطلب من أی حلیف إحراج نفسه .

 

وأضاف السید نصر الله: “غریب کیف عاد الکلام عن الانتماء العروبی من قبل شخصیات نسیت العروبة”، لافتاً إلى أن کل ما یتردد عن اجراءات ضد لبنان واللبنانیین فی الخلیج لا یستهدف إلا حزب الله.
وأشار السید نصر الله إلى أن المطلوب سعودیا من الحکومة والقوى السیاسیة الضغط على حزب الله حتى یتراجع عن موقفه من السعودیة . وذکّر سماحته بأن عبارة “یجب سحق حزب الله فی حرب تموز 2006 ” هی عبارة لأمیر سعودی، وأن بایدن أکد بنفسه أن السعودیة أنفقت ملیارات الدولارات وآلاف الاطنان من الأسلحة لضرب النظام فی سوریا، کاشفاً عن أن السیارات المفخخة التی کانت تأتی من القلمون إلى لبنان کانت بإدارة سعودیة.

 
واعتبر السید نصر الله أن أشرف وأعظم ما فعلته فی حیاتی هو خطابی فی ثانی یوم من الحرب السعودیة على الیمن، مؤکداً أن السعودیة ترتکب المجازر الیومیة فی الیمن والعالم صامت لکن لا یمکننا نحن أن نصمت عن هذه الجرائم . و رأى السید نصر الله أنه لا توجد مظلومیة على وجه الکرة الأرضیة توازی مظلومیة الشعب الیمنی نتیجة الحرب السعودیة، مردفاً أن “من یرید ان یسکت هذا شأنه نحن لن نسکت عما یجری فی الیمن وسنظل مکملین”.
وشدد السید نصر الله على أنه “لا مصلحة وطنیة لأی بلد بأن یأذن للسعودیة فی شن حرب على بلد آخر”، معتبراً أنه “عندما یسکت العالم العربی عن حرب السعودیة على الیمن فهذا یعطیها شرعیة لشن هجوم على بلد آخر”.

 
وسأل السید نصر الله : “هل یحق للسعودیة أن تعاقب لبنان والدولة والجیش والمقیمین اللبنانیین فی الخلیج لان هناک حزب لبنانی یأخذ موقف ویرفع الصوت؟ وهل العربی یعطی هبة یعود ویسحبها وهل العربی یطرد ضیوفه أهذه هی العروبة”؟، قائلاً: “اذا کان لدى السعودیة مشکلة مع حزب الله فلتواجهها معه وحده ولا ذنب للبلد والناس واللبنانیین”.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية حسب نظره

الهبة / الهدية / الجوائز المصرفية / المهر / الإرث س854: شخص أودع مبلغاً في ...