أستاذ الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن: نظرية بناء الحضارة الإسلامية لدى قائد الثورة تقصد أنه لا وجود للتكفيريين .حينما يطرح قائد الثورة الإسلامية الإيرانية نظرية بناء الحضارة الإسلامية يقصد أنه لا وجود للتكفيريين ولا للمتطرفين في مشروع الإسلام الوسطي وهذا النهج أشار إليه الله سبحانه وتعالى في الآية الـ 143 من سورة “البقرة” المباركة: “كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.
وأجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(ايكنا) حواراً مع أستاذ الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن، والباحث القرآني العراقي الأصل، «علي رمضان الأوسي»، حول شخصية قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ومكانته في العالم الإسلامي، ومواقفه بالنسبة إلى القضايا المعاصرة، وأيضاً نظرية بناء الحضارة الإسلامية التي طرحها سماحة القائد ضد الليبرالية الغربية وكذلك مناهضته للكيان الصهيوني واليكم نص الحوار:
ما هو رأيكم الشريف بالنسبة لشخصية قائد الثورة الإسلامية ودوره فی العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة؟
ـ آية الله السيد علي الخامنئي(حفظه الله) هو مرجع وقائد يجمع بين العلم والقيادة وطبعاً نجد قليلاً القائد الذي يجمع بين الفقه والقيادة أو الفقيه الذي يجمع القيادة إلى جانب الفقه، لكن تحصل مثل هذه الحالات كما حصلت في سماحة الإمام الخميني(رض) وأيضا حصلت في السيد القائد الخامنئي(حفظه الله).
والسيد الخامنئي فخر وقائد فذ ولا ندعي هذا بل نقول حقيقة إن السيد الخامنئي هو القائد الناجح.
الإمام الخامنئي رجل من عباد الله الصالحين بأصنافهم خدم شعبه والإسلام والدين والأمة الإيرانية واستطاع أن يوصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى هذه المراحل العليا في جوانب العلم والتكنولوجيا، والاقتصاد، والرياضة، وهذه الإبداعات الكبيرة التي يفتخر بها الشعب الإيراني هي بفضل قيادة هذا الرجل الكبير العظيم فلولا هذا القائد ما كان يستطيع هذا الشعب أن يحقق مثل هذه الطموحات.
ما هي مكانة سماحة الإمام الخامنئی في تعزيز الوحدة الإسلامية؟
ـ لا شك أن بعد أن نال السيد الاخامنئي (حفظه الله) القيادة، استطاع أن يخطو خطوات كبيرة في تحقيق أمرين مهمين هو تأسيس “المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية”، وتأسيس “المجمع العالمي لأهل البيت(ع)” وكلاهما يهتمان بمشروع الوحدة الإسلامية الكبير.
اعتقد أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في النظام الإسلامي منذ تأسيسه إلى اليوم وفي زمن الشيخ التسخيري، الأمين العام السابق للمجمع والآن في زمن آية الله الشيخ محسن الاراكي هدفه هو وحدة الأمة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية وهذا المجمع سلسلة قوية جداً في تحقيق مسار الوحدة الإسلامية والانجازات التي تم تحقيقها في هذا الطريق كثير جداً.
واستطاع الإمام الخامنئي أن يحقق الوحدة الإسلامية لحد كبير ويُفشي كل المؤامرات التي أرادت أن تفرق بين أبناء المجتمع الإيراني، الوحدة الإسلامية تجاوزت الحدود ومن خارج إيران أيضا انطلقت مثل هذه الوحدة الإسلامية فلذلك في المناسبات المتعددة نجد أن هناك الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات تحضرها كافة العلماء من مختلف المذاهب والطوائف ومن مختلف بلدان العالم الإسلامي يحضرون في طهران وقد تكون هناك أيضاً اجتماعات في الدول الأخرى كما أيضاً لدينا في بريطانيا المؤتمرات للتقريب بين المذاهب الإسلامية وهي تستلهم من روح السيد القائد هذه التوجهات الوحدوية.
كيف تقيمون الوقوف ضد النفوذ والهيمنة الأمريكية وأوروبا والمناهضة للكيان الصهيونی الغاصب في أفكار وكلمات قائد الثورة؟
ـ طبعاً من خلال المتابعات القديمة والحديثة أنا اعتقد أن الإمام الخميني(ره) حينما كان يواجه السلك الدبلوماسي يقول: “يمكن أن نفتح العلاقات السياسية مع كل العالم الإسلامي إلا دولة جنوب أفريقيا عنصرية آنذاك وإسرائيل واليوم الإمام الخامنئي يتابع نفس الطريق ويعزز نفس الرؤية وبالتالي بإمكان إيران أن تتعامل مع جميع الدول غير هذه الدولة الغاصبة(الكيان الصهيوني).
واعتقد أن كل نداءاته وخطاباته سواء في أيام الحج الأكبر أو في صلاة الجمعة أو في لقائه مع شرائح المجتمع الإيراني وحتى مع الوفود الأجنبية كلها تصب في اتجاه واحد وهي تؤكد على رفض إسرائيل، ويؤكد سماحة القائد دائماً على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الدولة الفلسطينية بعاصمة القدس، وهذا الإصرار من قبل قائد الجمهورية الإسلامية الإمام الخامنئي يكشف عن المبدئية والأصالة في الرؤية الإسلامية.
السيد الخامنئي ينطلق من المنطلقين كلاهما يعزز الآخر أولاً من المبدأ الشرعي ثانياً الحقائق التاريخية والواقع الخارجي وبالتالي نجد أن السيد في كل خطاباته يؤكد على مظلومية الشعب الفلسطيني وظالمية الكيان الصهيوني الغاصب المحتل وهذا الأمر له المعنى الكبير واعتقد أن الفلسطينيين لا يستعينون على أي أحد في هذا العالم إلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها تعتقد اعتقاداً حقيقياً إلى هذه القضية وهي قضية المسلمين الكبرى والأولى.
يؤكد سماحة القائد دائما أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون المحور الرئيسی لاهتمامات المسلمين، ما هي أهم مسؤولية العالم الإسلامي بالنسبة لهذا الموقف؟
ـ على العالم الإسلامي أيضا أن يهتم بقضية فلسطين لا بالشعارات ولا بالدعاية والإعلام فقط بل إنما يجب أن يدخل بالمشروع العملي لاسترجاع هذه الحقوق ومواجهة الاحتلال وإدانة كل الاعتداء والعدوان على الداخل الفلسطيني ولكن للأسف الشديد أن النظام العربي الرسمي نظام متهالك وضعيف لا يمكنه أن يرفض ويدين الاعتداء الإسرائيلي.
كذلك هناك غفلة ونوم لدى الكثير من بلدان العالم الإسلامي والسكوت أمام هذا العدوان الصهيوني لكنه مطالبات الشعوب الإسلامية ترفض هذا الهدوء والتواطؤ إنما تريد أن تكون فلسطين هي القضية الأولى وأن تُطرح في المحافل الدولية وفي المنظمات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ومنظمات المجتمع المدني وفي مختلف المنابر العالمية وعلى الدول الإسلامية والعربية أن تنطلق بنفس السخونة وبنفس الحرارة التي تنطلق منها الجمهورية الإسلامية للدفاع عن هذه القضية هي قضية المسلمين الأولى.
طرح قائد الثورة نظرية بناء الحضارة الإسلامية لحركات الصحوة الإسلامية في المنطقة ضد الليبرالية الغربية، ما هو رأيكم بالنسبة إلى هذه النظرية؟
ـ لا شك أن اليوم لن يستقم في الرأي العام العالمي إلا قضية العلمانية وقضية الإسلام لذلك المشروع الحضاري الإسلامي يجب أن يعزز وهنا لابد أن نلتفت إلى الأصالة الإسلامية ونحرر من الطرح التكفيري والطرح الجاهلي والطائفية التي تنتشر خلف العناوين الكبيرة وبالتالي لمواجهتها علينا تعزيز تماسك هذا المجتمع الإسلامي ولذلك حينما يطرح سماحة القائد الإمام الخامنئي نظرية بناء الحضارة الإسلامية هو يقصد انه لا وجود للتكفيريين ولا للمتطرفين ولا للاقصائيين في مشروع الإسلام الوسطي وهذا النهج أشار إليه الله سبحانه وتعالى في الآية الـ 143 من سورة “البقرة” المباركة: “كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.
المصدر: وكالة الأنباء القرآنية الدولية(ايكنا)03-10-2013 .