قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ” اننا سنقوم بالتعديل الوزاري ، وملاحقة الفاسدين ” مؤكدا أن ” الاصلاح لا يتم بالانقلاب على الشرعية ” .
وقال السيد عمار الحكيم خلال الملتقى الثقافي الذي عقد في مكتب السيد الحكيم ببغداد ، اليوم الاربعاء ، أنه ” في رحاب ذكرى ولادة الإمام علي {عليه السلام} المناسبة العظيمة ، اسمحوا لي ان اتطرق للمخاض السياسي الذي يمر به بلدنا العزيز ، وابدأ من عمق هذه المناسبة في تبيان موقف الحكمة والعقل في اصلاح شؤون الناس والأمة ” ، مبينا ان ” إمامنا {ع} كان حامل راية الإصلاح والامامة ، ولكنه تعامل بحكمة وصبر وعضّ على الجراح في سبيل الحفاظ على هيبة الخلافة ، ومؤسساتها ، وقدم افضل الاستشارات للخلفاء الذين سبقوه مع اختلافه الجوهري معهم ، هذا هو سلوك امير المؤمنين {ع} حامي الإسلام ، وحامل رايته ، ووصي نبيه ” .
وبين السيد عمار الحكيم ” اننا في العراق ومنذ عام 2003 قد مررنا بكثير من الازمات الخطيرة والتحديات المصيرية ، ولكن بعون الله وقوة وصبر العراقيين فإننا تجاوزناها جميعا ، واستطعنا ان نحمي الوطن ” ، مضيفا لكننا اليوم امام اخطر ازمة يمر بها العراق ، حيث وصلت الازمة الى الشرعية التي تولد منها كل هياكل الدولة ومؤسساتها ، وهذا ما لم يحدث سابقا .
واضح رئيس المجلس الاعلى ان ” الإصلاح والبحث عن الحلول ، وتقويم الأداء ، وحماية الناس ، وتأمين مستقبلهم لا يمكن ان يتم بالانقلاب على الشرعية ، وتقسيمها ، واضعافها ” ، مشددا ” اننا لنختلف في كل شيء ، ولتتباين وجهات النظر في كل الاتجاهات ، ولكن يجب ان تكون تحت سقف الشرعية ، ومؤسسات الدولة ” .
واردف قائلا ان ” هناك دولا في العالم خاضت انقسامات كبيرة ، وحروباً أهلية قاسية ، ولكنها حافظت على وحدة البرلمان ، واحترام الدستور ؛ لأنهما الوحيدان القادران على إعادة اللحمة لأبناء الوطن الواحد ، وإعادة الوئام لمختلف الأطراف ” ، مبينا انه ” اذا انهار البرلمان ، وتم التجاوز على الدستور فإن كل شيء بعد ذلك يصبح مباحاً ، وكل الدولة ومؤسساتها تصبح فاقدة للشرعية ، وكل القوى السياسية في المجتمع ستعمل انذاك في غابة سياسية لا يحكمها قانون او مبدأ ” .
ولفت السيد عمار الحكيم الى ان ” الفوضى لا تؤدي الى نظام ، هذه سنة الله التي تتحكم بقوانين الطبيعة والسياسة والمجتمع ” ، مضيفا انه ” بإمكانهم ان يطلقوا ما يشاؤون على الفوضى ، فمنهم من يسميها {خلاقة} ومنهم من يسميها {بناءة} ، ومنهم من يسميها {إصلاحية} ، ولكنها تبقى فوضى ، ولا تنتج الا مزيداً من الفوضى ” .
واشار إلى ان ” كل الخيرين والشرفاء في هذا البلد يسعون للإصلاح والتغيير نحو الأفضل ، والشعب العراقي مهما تعرض للتضليل والتدليس فإنه واعٍ ، ويعرف اين الفساد ، وماذا فعل ، وماذا يفعل الذين لا يعرفون اليوم ، سيعرفون غدا ، فنحن في زمن المعلومة الحرة ، والتواصل السريع الذي لا سرّ فيه ” .
وبين ” اننا طالبنا اكثر من مرة ان يكون التحالف الوطني اكثر قوة ومؤسساتية ، ولم يستمع لنا البعض ، وما يحصل اليوم احد نتائج تشظي التحالف الوطني ، والذي يمثل الأساس السياسي الذي انتج مرشحاً لرئاسة مجلس الوزراء ” ، منوها انه ” اليوم تحول هذا التشظي في التحالف الوطني من الحالة السياسية الى الحالة البرلمانية ، وفي داخل أروقة الحكومة !! ” .
وتابع قوله انه ” عندما نبين الخطأ ونحذر من سلوك ما فإننا لا نفعل ذلك من اجل التنظير والخطابة ، وانما لأننا نرى الشرارة فنحذر من الحريق ، ولكن للأسف هناك من لا يفهم لغة التحذير حتى تصل النيران الى اطراف ثيابه ” ، مؤكدا ” اننا سنتمسك بالإصلاح والتغيير ، وسنستمر بالعمل مع اخوتنا وحلفائنا الاصلاء ، ولن نسمح للبعض ممن يختبئ خلف مشاعر الصدق والإخلاص ان يركب الموجة ، ويتلاعب بالألفاظ ، ولن يكون هناك معسكران او جبهتان ، فمعسكر المصلحين واحد ، ولكن هناك من اندس بينهم ممن يحاول ان يمرر اجنداته الخاصة بدافع الطمع أوالانتقام ” .
واشار السيد عمار الحكيم إلى ” اننا سنحافظ على الشرعية ، وسنقبل بنتائجها اي اذا كانت تحت سقف الدستور والقانون ” ، مضيفا ان ” كل التقدير للسيد مقتدى الصدر على خطوته النوعية في دعم المؤسسة التشريعية ، وفض الاعتصام فيها ” .
وختم قوله ” اننا سنتجاوز هذه الازمة بإذن الله تعالى رغم خطورتها البالغة ” ، مؤكدا ” اننا سنقوم بالتعديل الوزاري ، وإعادة هيكلة الدولة ، ودعم الإصلاح الحقيقي ، وملاحقة الفاسدين عاجلا ام آجلا ، ولن نسمح للمدّعين بالتجاوز على الشرعية والدستور تحت أي مسمى “