وقالَ (عليه السلام): إنّ الصِّيام لَيسَ مِن الطّعام والشراب وحدهما،
فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عَن الكذب
وغضّوا أبصاركُم عمّا حرّم الله،
ولاتنازعوا ولاتحاسدوا ولاتغتابوا ولاتماروا ولاتخالفوا (كذباً بل ولاصدقاً)،
ولاتسابّوا ولاتشاتموا ولاتظلموا ولاتسافهوا ولاتضاجروا
ولاتغفلوا عَن ذِكر الله وعَن الصلاة،
والزموا الصمت والسّكوت والصّبر والصّدق ومجانبة أَهل الشّر
واجتنبوا قول الزّور والكذب والفري والخصومة وظنّ السّوء والغيبة والنميمة،
وكونوا مشرفين على الآخرةِ
منتظرين لايّامكم ظهور القائم (عليه السلام) مِن آلِ مُحَمّدٍ (صلوات الله عليهم أجمعين)
منتظرينَ لما وعدكُم الله
متزوِّدينَ للقاءِ الله،
وعَليكُم السّكينة والوقار والخشوع والخضوع
وذلّ العبيد الخُيَّف من مولاها خائِفين راجين
ولتكن أَنتَ أيهّا الصائِم قَدْ طَهر قلبك مِن العيوب
وتقدّست سريرتكَ من الخبث
ونظف جسمكَ مِن القاذورات
وتبرات إلى الله مّمن عداه،
وأخلصت الولاية
وصمتّ مما قَدْ نهاكَ الله عَنهُ في السّر والعلانية،
وخشيت الله حق خشيته في سرّكَ وعلانيتكَ،
ووهبت نفسكَ الله في أيّام صومِكَ
وفرغت قلبكَ لَهُ ونصبت نفسكَ لَهُ فيما أمركَ ودعاكَ إِليهِ.
فاذا فعلت ذلِكَ كُلَّه فأنت صائِم لله بحقيقة صومه صانع لَهُ ما أمركَ،
وكلما نقصت منها شيئاً فيما بيّنت لَكَ فَقد نقص مِن صومِكَ بمقدار ذلِكَ.