الرئيسية / أخبار وتقارير / الإمام الخامنئي: من يثق بأمريكا يتلقى صفعة

الإمام الخامنئي: من يثق بأمريكا يتلقى صفعة

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي ان أي شخص او تيار يثق بامريكا يرتكب خطأ فادحا وسيتلقى صفعة مضيفا بان امريكا نكثت بعهودها في الاتفاق النووي.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان قائد الثورة الاسلامية أشار في خطاب له اليوم الجمعة امام مئات الآلاف من عشاق ومحبي الامام الخميني الراحل (رض) في الذكرى السابعة والعشرين لرحيله في مرقده الطاهر، الى موضوع المفاوضات النووية قائلا “لقدكسبت ايران تجربة خلال المفاوضات يجب عدم نسيانها وهي ان امريكا لاتترك دورها المخرب حتى اذا قدمت ايران تنازلات”.

واضاف قائد الثورة الاسلامية: لقد تفاوضنا مع الامريكيين وتم التوصل الى نتائج ونقاط مشتركة وقد قدمت امريكا تعهدات وقامت الجمهورية الاسلامية بتنفيذ تعهداتها لكن الطرف الآخر نكث ولم يلتزم بتعهداته.

وأكد سماحته انه “في حال تفاوضت ايران مع امريكا في اية قضية وتنازلت عن مبادئها، وهذا امر لن يحصل، فإن امريكا ستكرر دورها المخرب وستنكث ولن تلتزم بتعهداتها”.

واضاف الإمام الخامنئي ان عداء امريكا وبريطانيا للمسلمين هو عداء عميق وقال: هناك ايضا اعداء صغار وحقراء لايران لكن معظم العداء هو من جانب امريكا وبريطانيا الخبيثة.

واوضح قائد الثورة الاسلامية ان القول بوجود عدو لا يعني وهماً، وان القول بوجود وهم المؤامرة هي مؤامرة أخرى للتقليل من الحساسية تجاه العدو، واضاف: ان طبيعة نظام الهيمنة تقتضي معاداة الجمهورية الاسلامية وان مصالح الجانبين تتعارض مع بعضها 180 درجة.

وقال سماحته “ان امريكا وبريطانيا تمارسان الضغوط على الشعب الفلسطيني منذ اكثر من 100 عام ولا يمكن للاسلام وللنظام الاسلامي ان يسكتا على هذا ولا يكترثا، كما ان نظام الهيمنة وامريكا يقدمان الدعم المباشر للدولة التي تقصف الشعب اليمني ومستشفياته واسواقه ومدارسه بالقنابل ولا يمكن للنظام الاسلامي ان لايكترث لهذا العداء، ان امريكا دبرت انقلابا في ايران في 19 اغسطس عام 1953 ودربت جهاز امن النظام البائد على تعذيب الشعب والمناضلين ودعمت صدام الى أقصى الحدود واسقطت طائرة مدنية لنا وهاجمت منصاتنا النفطية وفرضت حظرا اقتصاديا علينا، اليس هذا عداءً؟

وتابع سماحته قائلا: ان اعداء الشعب الايراني يمارسون الضغوط بذرائع مختلفة مثل القضية النووية ومسالة حقوق الانسان وما شابه ذلك، لكن الثورة الاسلامية التي بدأها الشعب الايراني اصبحت ملهمة للشعوب الاخرى لأسباب مختلفة لايمكن احصاؤها.

واكد الإمام الخامنئي “ان العدو لا يتكلم بلغة التهديد دائما بل انه يتملق في بعض الأحيان ويكتب رسائل يقول فيها تعالوا لنتشارك معا في حل القضايا العالمية” مشددا على ضرورة عدم الاستسلام للإغواء وعدم الوقوع في هذا الفخ لأن هذا يعني اللعب في ملعب العدو الذي يرسم شكل اللعبة لتحقيق غاياته.

واضاف سماحته : لهذا السبب لم نقبل بالدخول في الائتلاف الامريكي للتعاطي مع قضايا المنطقة مثل القضية السورية، ان هؤلاء لهم خطط واهداف ويرغبون في الاستفادة من قدرات ونفوذ الجمهورية الاسلامية لتحقيق غاياتهم.

وتابع الإمام الخامنئي قائلا: ان الشعب الايراني لم يتأثر بتهديدات الأعداء والحظر الاقتصادي مشددا على استمرار هذا الشعب في نهجه الثوري الذي رسمه الإمام الخميني الراحل (رض).

واكد قائد الثورة الاسلامية ان معايير الاشخاص الثوريين هي معايير كثيرة لكنه اشار الى خمسة منها وهي “الاعتقاد والالتزام بالقيم الثورية والسير نحو قيم الثورة الرفيعة وشحذ الهمم للوصول اليها ومن ثم الالتزام بالاستقلال الكامل في كافة المناحي السياسية والثقافية وابداء الحساسية تجاه العدو وافعاله وعدم التبعية للعدو ومعرفته ومعرفة مؤامراته وعدم إتباعه والالتزام بالتقوى الدينية والسياسية.

وقال سماحته ان الثورة الاسلامية انقذت البلاد من التبعية والتخلف والفساد السياسي والفساد الاخلاقي و”الحقارة الدولية” حيث كان الشعب الايراني متخلفا في العلم والاقتصاد وكل شيء وكان الامريكيين والبريطانيين يتأمرون عليه، واضاف : كنا نصدر النفط بأربعة اضعاف ما نصدره اليوم وان عدد شعبنا كان اقل من هذا لكن البلاد كانت تعاني من الفقر والتخلف والفساد السياسي والبنى التحتية كانت معدومة وكانت ايران مصابة بالتخلف والفقر وثرواتنا الطبيعية كانت تحت تصرف الاجانب والنظام الحاكم الذي كان يقمع الشعب.

واضاف الإمام الخامنئي: ان الامام الخميني (رض) غير بثورته مسار هذا الشعب و وجههنا نحو الاهداف الكبيرة التي تتلخص في سيادة الشريعة الالهية والتي تعني اجتثاث الفقر والجهل  وسيادة القيم الاسلامية وتامين السلامة المادية والمعنوية وتقدم البلاد واقتدارها الدولي.

وقال سماحته ايضا ان الشعب الايراني دفع أثمانا باهظة بسبب ثورته لكنه حقق ارباحا بمئات الأضعاف واليوم بات الشعب الايراني يستطيع الحصول على منافع كثيرة دون دفع تكاليف كبيرة لأن الاوضاع باتت افضل للشعب الايراني والظروف اصبحت مهيأة اكثر من الماضي ، واضاف : ان هذا الشعب صمد ولم يخشى التهديدات، لقد هددنا العدو عسكريا وبالحظر الاقتصادي ايضا لكن شعبنا لم يخشى التهديدات العسكرية ولا الحظر الاقتصادي ولم يصب بشلل جراء هذا الحظر بل واصل دربه.

شاهد أيضاً

شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج ١

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (586 – 656) الجزء الأول تحقيق محمد أبو الفضل ...