لم العجلة في تحرير الموصل من داعش ومن باعها متربص بها وينتظر ان يحررها الجيش العراقي بدماء ولد الخايبة ليدخلها السفلة آمنين ويقظمون من ام الربيعين ما يشتهون؟؟؟ قوات تركية تحتل اراضي عراقية وليست بعيدة عن الموصل وكلنا يعرف مطامع تركيا بالموصل ورغبة السلطان اردوغان لعودتها الى حضن امها الحنون تركيا التي اعطت حقوقا كاملة للشعوب غير التركية ولم تزهق ارواح الملايين من السريان والارمن والكرد والايزيدية! هذه القوات ترفض الخروج من العراق وتنتظر شيئا ما، فلا هي تتحرش بداعش ولا داعش يتحرش بها رغم انها وحسب تصريحات الحكومة التركية يتواجدون في الاراضي العراقية لمحاربة داعش.
اذكركم بان حكومة اردوغان ولاكثر من اربع سنوات تغض النظر عن تحركات ارهابيي داعش والنصرة في اراضيها وتسمح بتزويدهم بالاسلحة عبرها، وعندما دخلت داعش الموصل افرجت عن 50 دبلوماسي ورجل اعمال تركي بعد مفاوضات بسيطة، ولو كانوا من غير ملة لكان الدواعش قد حزو رؤسهم ان لم يستلموا مليون دولار عن كل شخص.
آل النجيفي المشهورين بولاءهم لتركيا منذ بدايات القرن الماضي وابنهم البار الذي يعتبر من اول المتهمين بالتآمر في سقوط الموصل بيد الدواعش الهمج شيدوا لانفسهم قطعات عسكرية سميت بالحشد الوطني لتحرير الموصل.
ويقال بأن اعداد هذه القوات يتجاوز الخمسة آلاف عسكري ولم نسمع لحد الان، ورغم مضي اكثر من سنة على تشكيلها، بمعركة لهم مع داعش ولن استغرب ان اثبت التاريخ بأن أكثر من نصف هذه القوات هي من الدواعش الهاربين او من قوات الحكومة العراقية المتخاذلين او المتعاونين مع داعش عند سقوط الموصل.
علاقات الاخوين اسامة وأثيل النجيفي بتركيا وحماية الاتراك لحشدهم الوطني القح يثير تساؤلات مهمة عن نواياهم مع وبعد طرد داعش من الموصل. أثيل هذا الذي طرده سياسيو الموصل النجباء من منصب محافظ نينوى بعد فضيحة مساعدته الدواعش اعلن قبل اسابيع مشروع تقسيم محافظة نينوى الى ستة محافظات على اساس اثني، واحدة للعرب وواحدة للكرد وثالثة للمسيحيين واخرى لليزيديين وخامسة للتركمان، اما السادسة او السابعة فليتعاركوا فيها! اما عن آل البرزاني ومشاريعهم فحدث ولا حرج، فهم يريدون ان امكن الاستيلاء على اي منطقة فيها نفط ويسكنها بعض الكرد وفيها كثرة من العملاء الذين اشترتهم الحكومة البرزانية ونسوا جرائم الاغوات وجلاوزتهم ضد مللهم من السريان والايزيدية والشبك.
اقول الحكومة البرزانية وليس حكومة اقليم الكرد لان شيخهم مسعود فقد شرعية رئاسة الاقليم ومع ذلك مصر على كونه زعيم الكرد ويساعده في الزعامة ابن اخيه رئيس الوزراء وخاله وزير الخارجية ثم وزير المالية في الحكومة الاتحادية، اقيل قبل ايام بسحب الثقة عنه، وأبناءه الذين يدير احدهم الامن القومي لحكومتهم ويدير الثاني الامن الجلاوزي من تحقيق واغتيال والثالث يدير الامن الاقتصادي وحسابات العائلة المنزهة نزاهة صدام والقذافي وآل سعود. الشيخ واتباعه يرسمون حدود الكرد بالدم، او معجون الطماطة المسكر في المجد القومي والعلم المقدس!، فما يحررونه من ارض داعش وان كان بالاتفاق يصبح مناطق كردية وعلى العرب وغيرهم ان يرحلوا.
انهم يفرضون شروطهم على الدولة الاتحادية في المشاركة والمساعدة في تحرير الموصل، ومن الشروط ضم مناطق عديدة من نينوى وصلاح الدين للاقليم، دفع رواتب البشمركة وغيرهم علما بأن البندقية الكردية ليست للايجار!، وعدم مشاركة الحشد الشعبي الذي انقذ العراق من داعش وهمجيته لانهم يرون فيه القوة التي يمكن ان توقف الكرد الشوفينيين عند حدهم.
هذه القوى الثلاث لها جبروتها، وعلاقاتها مع قوى اقليمية وعالمية متنفذة وتسعي لمنع شعوب المنطقة من تحقيق تقدم ونهضة يستحقونها منذ عقود، ومتحالفة فيما بينها ضد الحكومة الاتحادية في بغداد وأصبحوا مطايا لافشال التجربة الديمقراطية العراقية حتى قبل ظهور داعش وهم اول من غض النظر عن ظهور داعش في العراق وسيطرتهم على اربع محافظات عراقية، ولم يتحركوا ضد داعش الا بعد ان صفاهم من الموصل ووصل الى مشارف اربيل وبدأ بعمليات انتحارية داخل تركيا، وأيضا بعد تصاعد الاسطفاف العالمي ضد داعش وداعميه. وحتى في هذا التحرك نلاحظ عدم حصول مجابهات حقيقية فيها يسقط عدد كبير من القتلى والجرحى مثلما يحدث في المعارك بين داعش والحكومة العراقية والسورية.
فأية طبخة يطبخ هؤلاء الثلاثة في تحرير الموصل؟ ولم سكوت العالم والولايات المتحدة على بقاء القوات التركية في العراق رغم رفض تواجدها من قبل العراق وحكومته ومجلس نوابه؟ ثم ما دور الامريكان المستعجلين في تحرير الموصل فيما يدبره الثلاثي غير المرح؟ والامريكان كانوا ايضا من الساكتين على دخول داعش للعراق، وكانت عيونهم ترى ايضا وربما قبل غيرهم تحركات داعش، رغم الاتفاقية الستراتيجية بينهم وبين العراق.
اذكركم بالتحالف الستراتيجي بين البرزانيين المدعين بتمثيل اقليم كردستان والحكومة التركية، والاخيرة هي التي تسمح وتشجع الاولين على تحدي ومناكفة الحكومة الاتحادية وسرقة وتسويق النفط العراقي، النفط والغاز ملك لكل العراقيين حسب الدستور العراقي الذي شارك في وضعه آل البرزاني وآل النجيفي. اذكركم بالمفاوضات التي كانت تجري في السر والعلن بين آل البرزاني وآل النجيفي وشركات نفط عالمية حول النفط في سهل نينوى ومناطق اخرى من الموصل.
وحتى الاعمى يمكن ان يرى العلاقة الحميمة بين آل النجيفي وآل اردوغان ويكفي ان نعد الزيارات السرية والعلنية للاخوين الى الباب العالي. هذا الثلاثي الغارق في المصالح الشخصية والفئوية لا يريد الحشد الشعبي قرب الموصل ويرغب بانتقاء القوات المشاركة بالتحرير لاسباب مشبوهة، ويبدو انه يعد العدة للسيطرة على الموصل وتقسيمها الى كانتونات مرتبطة او تابعة للاتراك والبرزانيين الجالسين في حضن الاولين. تحرك الكونغرس الامريكي في انشاء منطقة مستقلة للمسيحيين والاقليات لا يأتي من فراغ ولازال مشروع تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات متحاربة على النفط والماء قائما.
لذا على الحكومة العراقية وقادة العراق المخلصين الحذر ثم الحذر من التورط في تحرير الموصل قبل تحشيد اكبر قدر ممكن من الدعم والمشاركة من قبل نجباء ام الربيعين والحشد الشعبي العراقي وقبل التشاور مع امريكا وايران لوضع نقاط واضحة على الحروف ومنها انسحاب الجيش التركي، وقبل ايضا الاستعداد لما يمكن ان يأتي من مفاجئات من القوات التركية والبرزانية والنجيفية بالاضافة الى مفاجئات داعش واعوانه وداعميه.