اكد الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ان الهجمات الانتحارية في “القاع” و”اسطنبول” تعكس العقيدة الوهابية التي يتبناها تنظيم “داعش” الارهابي القائمة على القتل والتكفير.
واشار السيد نصر الله في كلمة متلفزة بمناسية “يوم القدس العالمي” الجمعة الى ان “المفاوضات مع العدو الاسرائيلي أدت الى إعطاء أغلب الارض للمحتل وأدت لتطبيع العلاقات مع اسرائيل ولتطويق المقاومين”، وتابع “طريق المقاومة والصمود هو طريق واضح ولا يحتاج الى كثير من الاستدلال المنطقي والتاريخ والتجارب تؤكد هذا المعنى”.
وقال السيد نصر الله إنه “منذ عقود تشكل محور المقاومة في لبنان وفلسطين وعماده ايران وسوريا وبدأ هذا المحور يحقق ويصنع انجازات حقيقية في لبنان وفلسطين وعلى مستوى المنطقة والامة وفي أوج هذا التأييد في الامة لهذا لمحور نجد ان هناك من دخل ليحبط هذا المحور وهذا لمشروع”، واضاف ان “محاولة عرقلة محور المقاومة تمت عبر طريقين: الطريق الاول: أخذ المنطقة كلها الى حروب وفتن تحت عناوين كاذبة عبر الحديث عن الحرية والحقوق ودفع بقدرات عسكرية وامنية هائلة لهذه الحرب لضرب حركات المقاومة وثقافة المقاومة وفكرها”، ولفت الى ان ان “الهدف من كل ان تنسى الامة القضية الفلسطينية واليوم ما زال هذا المشروع يسير بنفس الزخم من سوريا الى العراق واليمن والبحرين وليبيا ومصر وصولا الى باكستان وافغانستان وغيرها من الدول”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الطريق الثاني: هو فتح الابواب امام اسرائيل وتقديمها كصديق وكجزء من معسكر ما يسمى محاربة الارهاب(المقصود به المقاومة ومحورها)”، واوضح ان “اللافت الى ان نفس الانظمة بل نفس العائلات التي عملت على فتح الطرق لبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية لاقامة الكيان الاسرائيلي هم أنفسهم يقاتلون اليوم لفتح الطريق امام اسرائيل ومحاربة حركات المقاومة لكي تبقى لهم عروشهم”، وتابع “التاريخ يعيد نفسه فهم انفسهم قبل عقود لم يقاتلوا ولم يسمحوا مقاتل اسرائيل بل تآمروا على من حارب اسرائيل”.
وبمناسبة يوم القدس، قال السيد نصر الله إنه “منذ انتصار الثورة الاسلامية على الامام الخميني(قده) في ايران وسقوط الشاه حليف اسرائيل وشرطي الخليج سقطت السفارة الاسرائيلية في ايران وحولها الامام الخميني الى سفارة فلسطين وقطع العلاقات مع الكيان الغاصب واعترف بوجود سفارة لفلسطين ومن ثم انتخب آخر يوم جمعة في شهر رمضان ليكون يوما عالميا للقدس بما يحمل هذا اليوم من بركة وروحانية عالية لدى المسلمين”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الامام الخميني اعلن عن هذا اليوم كي تبقى قضية فلسطين في الذاكرة وكي يسلط الضوء في العالم والامة على قضية فلسطين وشعبها وعلى الاسرى العرب والفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وعلى ما يعانية شعب فلسطين في الضفة والغزة الـ48 وفي دول الشتات”، واضاف “هذا اليوم هو يوم للاضاءة على هذه المأساة ولرسم الطريق وتحديد المسؤوليات بوضوح بدون مجاملات دبلوماسية او سياسية”.
وشدد السيد نصر الله على ان “الحق الواضح بقوة في هذا اليوم ان فلسطين من البحر الى النهر أرض مغتصبة ومسروقة من أهلها الشرعيين وان تقادم الزمان لا يحول المسروق الى ملك شرعي للناهب والسارق ولو اعترف به كل العالم”، وأكد ان “كيان اسرائيل الغاصب هو كيان ناهب سارق ولا يحق له ملكية أي شيء في فلسطين ولا يجوز الاعتراف به او الاعتراف بشرعيته”.
وقال السيد نصر الله إنه “في أسوأ الظروف في بعض الحالات قد يشعر شعب ما او دول ما او حكومات ما بالضعف فهذا الضعف قد يسوغ عدم الذهاب الى الحرب ولكن لا يسوغ التسليم بالقبول بالعدو الاسرائيلي والتسليم له واقامة علاقات معه والتطبيع معه او التواطؤ معه ضد المقاومين والمجاهدين او الرافضين للاستسلام والخضوع وهذا ما يحصل مع بعض الانظمة العربية”، وتابع “حتى وصل الامر بالبعض ان يصوت لاسرائيل في احدى لجان الامم المتحدة”، سائلا “لماذا تدافع عن اسرائيل بأي دين او اخلاق؟”.
وجدد السيد نصر الله في يوم القدس الدعوة “لبعض الانظمة لعدم الاعتراف باسرائيل وإعطائها الشرعية”، وتابع “اذا كنتم غير اهل للمعركة المصيرية ضد العدو اتركوا هذا الامر لاجيال ولاناس سيرسلها الله كي يقوموا بهذا الواجب الكبير لان الله لن يترك عباده المظلومين والمستضعفين في هذه المنطقة او اي منطقة ولن يترك مقدساته للتدنيس والاعتداءات بل سيرسل من هو جاهز ومستعد للتضحية”.
وأسف السيد نصر الله ان “الشعوب التي تدافع عن فلسطين المحتلة في يوم القدس نجد على ظهورها اثار سياط العائلات الحاكمة في السعودية والبحرين”، واشار الى ان “هناك من يصر على مواصلة الحروب في المنطقة ودعم الجماعات التكفيرية”، وتابع “لو أنفقت بعض الأنظمة جهدها البشري والمادي الذي بذلته في سوريا واليمن لتحررت فلسطين عشر مرات”.
ولفت السيد الله الى ان “اسرائيل اعترفت في مؤتمر هرتسيليا ان حزب الله قوة لا يستهان بها وتهدد امن الكيان”، وتابع ان “التصريحات الإسرائيلية في هرتسيليا عكست الرعب الإسرائيلي من هزيمة داعش في سوريا”، واضاف ان “مشاركة ممثل المعارضة السورية في مؤتمر هرتسيليا تظهر الشكل الذي تريده المعارضة السورية”.
واشار السيد نصر الله الى ان “لا جديد في الكلام الاسرائيلي حول معرفته الكثير عن المقاومة لانه في السابق كنا نسمع نفس الكلام”، وتابع “ما الجديد في الكلام الاسرائيلي؟ هل انكم سوف تدمرون؟ انتم تدمرون منذ عقود ولا شيء جديد في ما قاله المسؤولون الإسرائيليون سوى انهم يكثرون من الكلام في هذه الايام”، واكد ان “المهم ما تعرفه المقاومة من معلومات وكم هائل من نقاط ضعف وقوة العدو وكيفية إلحاق الهزيمة به”.
وحول العلاقة بين فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، أوضح السيد نصر الله “اختلفنا بالرأي في موضوع سوريا مع بعض الفصائل الفلسطينية لكن في موضوع فلسطين لا خلاف”، مؤكدا “ليس صحيحا ما تردد عن وقف الدعم الإيراني لبعض حركات المقاومة الفلسطينية بسبب موقفها في سوريا”.
وحول الاعتداءات الارهابية في بلدة القاع، اعتبر السيد نصر الله ان “هذه الهجمات الارهابية في القاع شكلت تطورا خطيرا وسيكتشف البعض من هو المدير والمشغل الذي ارسلهم الى القاع عن سابق اصرار وتصميم”، ولفت الى انه “كل المعطيات والمعلومات تؤكد انهم لم يأتوا من سوريا ولا من مخيمات مشاريع القاع انما جاؤوا من جرود عرسال”، مشيرا الى ان “القاع بلدة مسيحية ولم تقاتل في سوريا وليست بيئة حاضنة وبلدية القاع منتمية الى خط سياسي معارض للحزب ويؤيد الثوار في سوريا فلماذا هاجموها؟”، واضاف “هذا السؤال برسم كل من يبرر للارهاب بالتفجير والقتل في بيئة ومجتمع المقاومة”.
وسأل السيد نصر الله “الفريق اللبناني الآخر لماذا استهدف داعش مطار اسطنبول؟”، وتابع “في السياسة لا يفترض ان ينفذ داعش عمليات في تركيا لأنها تساعدهم ولكن عقيدة التكفير هي السبب وبحسب داعش ادوغان كافر والشعب التركي كافر لأنه يشارك في الانتخابات”، واضاف “شهر الرحمة عند التكفيريين هو شهر القتل”، واوضح ان “داعش تكفر كل من لا يعتنق فكرها وهذا هو نفس المنهج المتبع بالسعودية وانطلاقا من هذا شهدنا الجرائم بذبح الابناء للابناء فقط لانهم كفروهم فهناك من يفتي بالسعودية بتكفير من يعتقد بدوران الارض حول الشمس”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “لو استكملت الحرب الاستبقاية ضد الارهاب في باقي الجرود وتم تطهير كل المنطقة وصولا الى الحدود وبقاء الجيش هناك ووعي الناس ويقظتهم لما كان جرى كل ما جرى في القاع او حتى بقاء التهديد ولكن كلنا يعرف كيف تتم مقاربة الامور في البلد وبأي عقلية”، وأشار الى انه “لو لم تذهب المقاومة لقتال الارهاب لكنا في كل يوم سنجد السيارات المفخخة والانتارين ينفذون اعتداءاتهم في مختلف المناطق”، وشدد على “ضرورة وضع استراتيجة وطنية لمكافحة الارهاب في لبنان وبعد ذلك يمكن الحديث في كل الامور والتفاصيل الاخرى”، وقال “من موقع المسؤولية اؤكد ان الوضع الامني ممسوك وتحت السيطرة”، واضاف “لا تدعوا احدا يخيفكم بأن الوضع الامني في لبنان سينهار فالوضع الامني ممسوك”.
وتوجه السيد نصر الله الى أهل القاع حيث أكد ان “القاع بالنسبة لحزب الله وحركة امل هي كما الهرمل واهل القاع كما اهل الهرمل وكل القرى المحيطة بها، ونحن جيران وأهل ولن نسمح ان يمس احد اهل القاع بسوء ولن نسمح بحصول تهجير”، واوضح ان “الجيش اللبناني والاجهزة الامنية هم اصحاب المسؤولية في هذا المجال ونحن خلفهم ولكن نحن سنحمي هذه البلدات وأهلها برموش عيوننا وبقلوبنا فهذه مبادئ ديننا وتعاليم الامام المغيب السيد موسى الصدر ووصية سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي”، وتابع “المطلوب اليوم ان نبقى وان نثبت ونحن قادرون على إلحاق الهزائم بالتكفيريين ولكن المهم التعاون والتضامن والوحدة الوطنية وان تتحمل الدولة المسؤولية ونحن معها وحتى لو لم تتحمل المسؤولية فنحن جاهزون بتحمل المسؤولية بدون اي تردد او تمييز”.
وختم السيد نصر الله بالقول “نأمل في يوم القدس العالمي بالصبر والثبات والتضحيات على مستوى المنطقة وان تلحق الهزيمة بالموجة الارهابية التكفيرية ويستعيد محور المقاومة عافيته لتعيد اسرائيل البحث في خطر وجودها”.
المصدر: المنار