4 – قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: ما هلك امرؤ عرف قدره.
اقول: اي مقداره ومرتبته ومنزلته. يعنى ان من عرف ما قدر له وحد شرعا وعمل بمقتضاه لم يجز حد الجواز ولم يقع في حمى المحارم فلا جرم لا يجد الهلاك إليه سبيلا، وكذا من عرف مقداره ومرتبته عرفا في كل أمر لم يجترئ على شئ ليس هو بأهل له ولاقادر عليه مثلا من عرف أنه لم يكن أهل الشجاعة لم يلق نفسه الى المهالك والمحارب.
وكذا من عرف أنه ليس بأهل العلم لم يسم بسيماء العلماء، وكذا سائر الفضائل والكمالات، ويدل على هذا الكلام بمفهومه ان من ساق نفسه الى أمر خارج عن مقداره متجاوز عن حده ومرتبته فقد عرض نفسه على الهلاك حقيقة كالجبان الذى يتشجع ويدخل في الحرب أو معنى كالجاهل الذى يتشبه بالعالم ويجلس في مجلس العلم والتدرس أو خوف الهلاك كالفاسق فانه يخاف عليه من الهلاك عاجلا أو آجلا.