الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيدجاسم غالب گاطع الساعدي – 137 أبونصيف الساعدي

الشهيدجاسم غالب گاطع الساعدي – 137 أبونصيف الساعدي

من الأساليب الشيطانية التي استخدمها نظام العفالقة أيام الحرب التي شنها ضد الجمهورية الإسلامية، ومن أجل تجنيد أكثر عدد من أبناء العشائر الحدودية والسيطرة الكاملة عليهم، وخصوصًا في أهوار ميسان، تم تزويدهم بالسلاح وإناطة حماية الحدود إليهم، لقطع حجتهم بعدم الانخراط في الجيش العراقي أو ما يسمى بالجيش الشعبي، ولكن تلك الخديعة لم تنطل على الواعين من أبناء العشائر الشرفاء.
ذلك ما حدث لأسرة الشهيد جاسم التي ظلت رافضة لمغريات جلاوزة البعث الكافر رغم الضغوط والتهديد بالسجن والإعدام.
ولد جاسم عام 1965م في ناحية المشرح التابعة إلى محافظة ميسان، الناحية المعروفة بطيبة أهلها وصفاء أهوارها. نشأ وترعرع في أحضان أسرة ريفية امتازت بصفاء النفس وإكرام الضيف.
أكمل مرحلة الصف الخامس الابتدائي في منطقته ثم ترك الدراسة متوجهًا إلى الأعمال الحرة من أجل الكسب الحلال والحصول على لقمة العيش له ولأسرته.
بعد الضغوط والممارسات اللاإنسانية التي مارسها نظام البعث ضد أبناء العشائر الغيورة، هاجرت أسرة الشهيد إلى الجمهورية الإسلامية بتاريخ 23/5/1983م عن طريق هور الحويزة.
وبعد اجتياز كمائن الجيش العراقي وكمائن ما يسمون بفرسان الهور( ) وصلوا إلى أرض الجمهورية الاسلامية بتاريخ 26/5/1983م. بتاريخ 21/03/1985م، تطوع أبونصيف في قوات بدر ضمن دورة خصصت لأبناء العشائر المهاجرة التي شكلت فوج أنصار الحسين فيما بعد، واشترك مع ذلك الفوج في الكثير من العمليات النفوذية والاستطلاعية والمعارك التي خاضتها قوات بدر منها عمليات القدس وعاشوراء التي تم فيها تحرير بحيرة أم النعاج غرب هور الحويزة.
كان رحمه‌الله يحث أخوانه وأصدقاءه على الجهاد تحت راية الإمام الخميني والالتزام بتعاليم الإسلام، كما كان يفضل البقاء في الخطوط الأمامية للقتال من خلال إلحاحه الشديد على القادة العسكريين.
استشهد بتاريخ 17/8/1985م في منطقة أم توثة( ) إثر سقوط رشقة قذائف مدفعية بالقرب منه أصابت شظاياها جسده الشريف ليلتحق بركب الشهداء السعداء.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا، ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة الأهواز.
رثاه أحد إخوته المجاهدين — أبوأحمد الساعدي—

بهذه الكلمات:
يا من محيّاك بدرا تلألأ في سماء محلتنا المهاجرة…
يا من ارتسمت همومها وآلام أهلها وهم يفرّون بدينهم من بطش الفراعنة المفسدين تجسدت واندافت في سحنات وجهك الاسمر الخمري…

يا من عاهدت ووفّيت…
لازالت كلماتك البسيطة ماثلة أمام نواظر الأهل وهي تردد… إذا لم ندافع عن ديننا فمن ذا الذي يدافع…

فعلًا إنك من المخلصين في الدفاع عن هذا الدين… فالتمسك الشفاعة يا أيها الشهيد عند بارئك ومتوفيك…

وإنا لله وإنا إليه راجعون
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا