الحلقة24/3 – البيعة . . .
* ورد استحباب تجديد بيعة الإمام المهدي عليه السلام بعد كل صلاة من الصلوات الخمس أو في كل يوم أو في كل جمعة . . . ومفهوم البيعة لإمام المسلمين متفق عليه بين المسلمين وقد ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من مات وليس في عنقه بيعة لإمام المسلمين فميتته ميتة جاهلية ( 1 ) .
وبعض أدعية عصر الغيبة صريحة في تجديد البيعة للإمام المهدي عليه السلام . . .
والفوائد العملية المترتبة على هذه البيعة كثيرة منها :
أولاً – الشعور بالارتباط بالقائد الإلهي الذي يشكل امتداداً واضحاً لمسيرة الأنبياء والأوصياء عبر مراحل مختلف الأديان السماوية . . . وهو وصي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كما تقدمت الإشارة إليه . . .
ثانياً – إعطاء الارتباط بالفقيه الولي لأمر المسلمين البعد العقائدي الصحيح . . . فمن الواضح أن المرتبط ببيعة للإمام المنتظر المدرك لمقتضيات هذه البيعة ، سيكون شديد الصلة بنائبه الذي أمر عليه السلام بالرجوع إليه في عصر الغيبة الكبرى .
ثالثاُ : الحذر من الركون إلى الظالمين لأن من يبايع قائداً إلهياً أساس دعوته توحيد الله ونفي الآلهة المصطنعة . . . فسيشكل ذلك حاجزاً نفسياً بينه وبين الطواغيت الذي يعيشون في الأرض فساداً ويحكمون بغير ما أنزل الله تعالى .
كيف نجدد البيعة ؟
ورد في زيارة الإمام المهدي المستحبة بعد صلاة الفجر في كل يوم :
« اللهم إني أجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة له في رقبتي » ( 2 ) .
وورد في دعاء العهد المروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
« اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من
أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً . . . اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والقرابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه » ( 3 ) .
وستجد في الأدعية من هذا الكتاب ما يرتبط بالبيعة .
* أوقات تجديد البيعة :
1 – بعد صلاة الصبح
2 – بعد كل صلاة .
3 – في يوم الجمعة الذي يحظى بأهمية خاصة لتجديد البيعة فيه قال في مكيال المكارم :
« ويستحب تجديد العهد والبيعة له غي كل جمعة نظراَ إلى ما قدمناه من الرواية أن الملائكة يجتمعون في كل جمعة في البيت المعمور ويجددون عهد ولاية الأئمة عليهم السلام ( . . . ) مضافاً إلى أن يوم الجمعة هو اليوم الذي أخذ الله العهد والميثاق بولايتهم عليهم السلام من العالمين ومضافاً إلى مزيد اختصاص ذلك اليوم به صلوات الله وسلامه عليهم . . . » ( 4 ) .
4 – الانتظار . . .
* التقوى . . .
* المرابطة . . .
* العزم على الجهاد بين يديه . . .
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أوليائه ويعادي أعداءه ، ذلك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي علي يوم القيامة .
كمال الدين وتمام النعمة / 286
تظافرت الروايات حول أهمية انتظار ظهور المهدي المنتظر وفرج الأمة لقيادة مسيرتها بشكل ظاهر لينجز الله وعده ويعز جنده ويظهر دينه على الدين كله . . .
* من روايات الانتظار :
1 – عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج » ( 1 ) .
2 – وعنه صلى الله عليه وآله وسلم :
« أفضل العبادة انتظار الفرج » ( 2 ) .
3 – عن الإمام الصادق عليه السلام :
« من مات منتظراً هذا الأمر كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم عليه السلام » ( 3 ) .
4 – وعنه عليه السلام :
« ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملاً إلا به ( . . . ) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده والإقرار بما أمر اللهع به والولاية لنا ( . . . ) والانتظار للقائم » ( 4 ) .
* حقيقة الانتظار :
الانتظار عمل « أفضل أعمال أمتي » فهو لا يعني السلبية والامتناع عن أي عمل جهادي كما يحلو للبعض أن يفهموه . . . ومن انتظر قافلة ليسافر معها . . . فمن الطبيعي أن يكون على أتم استعداد للانطلاق بمجرد إيذانه بذلك . . . وبهذا يكون منظراً لهذه القافلة .
والانتظار لكل أمر يستتبع استعداداً متناسباً مع ذلك الأمر المنتظر . . .
فانتظار سفر قصير يستتبع استعداداً معيناً . . . يختلف عن الاستعداد الذي يستلزمه انتظار سفر طويل .
ومن الواضح أن المنتظر للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ينتظر قائداً إلهياً سيقود مسيرة تحف بها الملائكة ( 5 ) وجمهورها الأساسي أهل التقوى والعبادة . . .
وسيخوض المعارك الحامية الوطيس واحدة تلو الآخرى . . .