الوقت – بعد بدء الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفيتي عمدت واشنطن الى ايجاد قواعد عسكرية تابعة لها في مناطق مختلفة من العالم ومنها الشرق الأوسط التي تحولت الى فناء خلفي لأمريكا وسخرت مقدراتها لخدمة الهيمنة الامريكية في العالم، ونظرا الى أهمية هذه القضية ودور القواعد العسكرية الأمريكية في سياسات هذا البلد في الشرق الأوسط سنأتي على ذكر هذه القواعد الموجودة في المنطقة:
السعودية
هي المقر الرئيسي للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية وعبر القواعد العلنية والسرية الامريكية الموجودة فيها تدير القوات الأمريكية عملياتها في مصر والسودان والأردن والعراق وبالقرب من ايران.
– قاعدة الأمير سلطان الجوية: أهم قاعدة لقيادة القوات الجوية الأمريكية في المنطقة وفيها 5000 عسكري أمريكي يديرون عمليات 80 طائرة حربية وتجسسية أمريكية ومنها طائرات يو 2 التجسسية.
ومن القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى في المنطقة يمكن الإشارة الى قاعدة تبوك في شمال غرب السعودية وقاعدة خميس مشيط في جنوب السعودية وقاعدة الغربية في جدة وقاعدة الظهران في المنطقة الشرقية، وتشرف هذه القواعد على القواعد الجوية والبحرية الامريكية الأخرى بالمنطقة.
الكويت
تضم احدى أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج الفارسي فالكويت وقعت مع أمريكا إتفاقية في عام 1987 أثناء ما كان يعرف بحرب ناقلات النفط لتقديم الحماية لـ 11 ناقلة نفط كويتية وبعد طرد القوات العراقية من الكويت في عام 1991 وقعت الكويت اتفاقية للتعاون العسكري مع امريكا تعهدت بموجبها بتقديم تسهيلات واسعة للقوات الأمريكية على أراضيها وفي عام 2003 وضعت الكويت كامل أراضيها وموانئها ومطاراتها في تصرف القوات الامريكية لغزو العراق وقد تواجدت حينها في الكويت عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين وآلاف الدبابات ومئات الطائرات الحربية والمروحيات.
قطر
وقعت قطر في عام 1992 اتفاقية أمنية مع أمريكا وهي مستمرة حتى الآن حيث تحتمي السلطات القطرية بالأمريكيين، وحسب المركز العربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية في الخليج (الفارسي) فإن قطر هي من أهم البنى التحتية العسكرية الامريكية في المنطقة وقد انتقلت قيادة القوات الجوية للقيادة المركزية الأمريكية من السعودية الى قاعدة العديد الجوية في قطر في عامي 2002 و2003.
وقد صرفت قطر مبلغ 400 مليون دولار لتطوير هذه القاعدة وتحويلها الى قاعدة عسكرية أمريكية وهناك ايضا قاعدة عسكرية قطرية مماثلة وضعت في تصرف الأمريكيين هي قاعدة السيلية.
البحرين
منذ عام 1967 تستضيف البحرين القواعد العسكرية الأجنبية وهي كانت قواعد بريطانية وبعد انسحاب البريطانيين ملأ الأمريكيون هذا الفراغ وفي عام 1995 تحول البحرين رسميا الى مقر للأسطول الأمريكي الخامس وقد رست السفن الأمريكية قرب المنامة وإستقر 4200 عسكري أمريكي في هذا البلد.
اما الأسطول الأمريكي الخامس فهو يضم عددا من حاملات الطائرات والغواصات الهجومية والمدمرات كما استقرت في البحرين ايضا 70 طائرة مقاتلة أمريكية وعدد من القاذفات التكتيكية وطائرات تزويد الوقود في قاعدة الشيخ عيسى الجوية، ورغم ذلك تبقى القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية في البحرين قاعدة الجفير جنوب شرق المنامة وهي مقر الأسطول الخامس، كما تضم المنامة معظم مراكز قيادة القوات البحرية الأمريكية في قاعدة الجفير التي فيها 40 مركز قيادة امريكية وهي مرتبطة جميعا بالقيادة الأمريكية الوسطى.
عمان
تحظى بأهمية فائقة في الإستراتيجية الأمريكية لأنها مطلة على مضيق هرمز وقد بنت أمريكا فيها قاعدة جوية متعددة المهام ونشرت فيها قاذفات بي 1 وطائرت تزويد الوقود.
وتعتبر عمان مركزا لتقديم الخدمات وإسناد الجسور الجوية بين القواعد الأمريكية المختلفة، وقبل احداث 11 سبتمبر كانت هناك 5 قواعد أمريكية في عمان وحسب الإتفاقيات المبرمة بين البلدين يمكن للأمريكيين الإستفادة من 24 قاعدة عسكرية في عمان.
الإمارات
اضافة الى عدة موانئ إماراتية وضعت في تصرف الأمريكيين يمتلك الجيش الأمريكي قاعدة جوية وعددا من المخازن اللوجستية في الإمارات التي ترسو في موانئها سفن أمريكية عملاقة نظرا للعمق الكبير لمياهها.
وقد وقعت الإمارات في عام 1994 إتفاقية تعاون عسكري مع أمريكا أوجد بموجبها الامريكيون مكتب إرتباط عسكري في الإمارات وحصلوا على تسهيلات لبناء قواعد بحرية لوجستية.
ويتواجد الجيش الأمريكي في موانئ زايد وجبل علي ودبي والفجيرة بشكل علني بالاضافة الى التعاون السري بين الجانبين وقد جرت مؤخرا مناورات في أمريكا شاركت فيها قوات اماراتية الى جانب قوات إسرائيلية وباكستانية وإسبانية.
ان القواعد العسكرية هي إحدى أهم الأدوات الأمريكية لبسط الهيمنة والحفاظ عليها وان إيجاد قواعد عسكرية امريكية عديدة لعب دورا بارزا في استمرار النفوذ والهيمنة الأمريكية على الدول الخليجية.