رغم أن الشعب المصري عُرف تاريخياً بحبه وتعظيمه لمكانة أهل بيت رسول الله (ص) فان الوهابية السعودية والسلفيين المرتبطين بالنظام السعودي، عملوا خلال العقود الاخيرة على تضعيف العلاقة التي تربط المصريين بآل البيت عليهم السلام لاهداف سياسية.
حيث أن فى مثل هذه الأيام من كل عام يتجدد الجدل فى الشارع المصرى بين السلطة المصرية، والمواطنين المصريين الشيعة، وذلك تزامنا مع بدء إحياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع) الذي استشهد من أجل الاصلاح في الأمة والانسان.
وتقوم السلطات المصرية في هذه الأيام من كل عام بتصرفات لا تتماشى مع ضرورة مراعاة الحريات الدينية للمجتمع المصري، حيث تقوم بإغلاق المسجد الحسيني في القاهرة، يقول البعض أنها تصرفات تصدر من الحكومة المصرية لكسب ود السعودية وهي في الاساس نابعة عن بعض الضغوطات التي تمارسها الوهابية على الحكومة المصرية.
حول هذه الذكرى العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية، كان لوكالة تسنيم الدولية للأنباء حديث مع القيادي الشيعي والمتحدث الرسمي باسم خدام أحباب العترة المحمدية (ع) السيد عماد قنديل، الذي لخّص الموقف قائلًا ” أن غالبية الشعب المصري من صوفية وشيعة يحيون ذكرى عاشوراء، وخوفا من أن تصبح عاشوراء دافعاً للالتفاف حول الإمام الحسين عليه السلام من كافة جماهير الشعب المصري، تضغط الوهابية على الحكومة لإغلاق المسجد الحسيني.
الهمجية الوهابية
وعما إذا كانت السلطات سترفع هذا الحظر، قال: نعم، عندما يتم القضاء على الهمجية الوهابية في دول المثلث الإبراهيمي مصر وسوريا والعراق، عند ذلك لا تكون كلمه للوهابيه تفرض على السلطات المصرية.
قنديل: الحسين رمز لمحاربة الفساد
وحول استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، قال قنديل: الحسين عليه السلام لابد من قراءة قيامه قراءة حديثة، فهو الان رمز لمحاربة الفساد بكل صوره، سواء مالي أو إداري لأن من حزّ الراس الشريف وحمله إلى اللعين يزيد، قال له عندما وصل إليه ” املأ ركابي فضة وذهب اني قتلت السيد المحجب”، وما الذي منع ابن سعد من الانضمام إلى النهضة الحسينية الا بسبب ما لوحه له النظام الاموي الفاسد؟ فلابد من الاهتمام والتركيز على تقديمه لجماهير الشعوب على أنه ضد الفساد الذي هو المشكلة الكبرى التي تعاني منها دولنا وشعوبنا، وهو سبب تخلفنا.
جوانب أخرى للنهضة الحسينية
وذكر قنديل جوانبا أخرى للنهضة الحسينية عدها كما يلي:
اولاً، بكاء الحسين عليه السلام ولوعته على قاتليه ومن حشدوا له يعد درساً بليغا يصل الى ذروة الإنسانية، فهذا يجعلنا لا يصدر منا إلا الرحمه والرأفه على أعدائنا لا ان يعمل السيف عمله .
ثانياً، تحويل هذه الذكرى إلى ذكرى للعطاء وفداء للآخرين ولو بالدم، فإعطاء الحسين عليه السلام الماء الذي هو في أشد الحاجة إليه لفرسان أعدائه يحتم علينا حبا للحسين وسيرا على نهجه ودربه أن نقدم كل ما نستطيع لإغاثة الملهوف وقضاء حاجته او المساهمة في أزالة آلام المرضى دواء ودما واطعاما، فيكون الحسين عليه السلام رمزا للرحمه والعطف على المساكين والتبرع بالدم بدلا من شج الرؤوس، فالحسين هو رسالة الإسلام هو الرحمه المحمدية التي ارادها الله للبشرية.