18 يناير,2017 بحوث اسلامية 1,149 زيارة
جاء في تاج العروس : السخط : ضد الرضا : وهو الكراهة للشيء وعدم الرضا به . وقد سخط : كفرح . يسخط سخطا وتسخط ، اي كره وتكرّه ، والمسخوط المكروه . وتقول كلما عملت له عملا تسخطه أي تكّرهه ولم يرضه . وهناك اعمال تصدر من العبد لم يكن لله فيها رضا فيسخطها بل ويسخط العبد كذلك . منها الولد يسخط والديه
انّ للعقل جنودا يحرسونه من الآفات ، ويساعدونه في الملمّات ، ولقد منّ الله تعالى على العقل بهذه الجنود المجنّدة كي لاتبقى عليه حجة ، وله الحجة البالغة تبارك ، وتعالى وفي هاتيك الجنود ـ وقد ذكرها المسعودي في كتابه اثبات الوصيّة ـ
( اقول ) ثم بلغ عدد الجنود كما عدّها ( 81 ) جنديا كل منهم يكفي لأن يقود الانسان الى شاطئ الخير والسلامة والسعادة .
من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم وقد اوجبه العقل والنقل . أما العقل : لاشك ولاريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسدآل النعمة ، ومن لم يشكر المنعم فقد ظلمه . وأما النقل : فقد جاء في الأخبار الكثيرة ما يدل على وجود شكر المنعم ، وأنّ هل جزاء الأحسان الاّ الاحسان ، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق . ثم من يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى اكثر من الوالدين ، فانهما السبب الظاهري في وجود الانسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من نعمة الوجود وكان الانسان معدما لولا اقتضاء حكمه الله عزّو جل جعل الابوين جزء علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى . وهو القائل تعزّز وتقدس : أن اشكر لي ولوالديك الىّ المصير ( لقمان ـ 14 ) .
1 ـ حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه ( رض) قال: حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد الله البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن ابيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ان الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكوة فمن صلى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاة ، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله ، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزوجّل … الخصال باب الثلاثة ، ص123 الحديث
من أفضل الطاعات البر ، ومن افضل البّر ، بّر الوالدين فمرحى لمن بّر والديه ، وطوبى له ، فان الجنّة مأواه ، والنار بعيدة عنه ، وهو من السعداء ، وقد جرّبنا من كان برا بوالديه في زماننا هذا ورأيناه يعيش في سعة الرزق وتغدو وتروح عليه الايام وهو في بحبوحة النعيم ، سواء كان ثريا أم لا ، وسواء كان عاملا أم رب عمل ، والحكايات على هذه كثيرة وكثيرة جداً ، ليس المقام مقام السرد ، لخوف الخروج عن صلب الموضوع ، لكن كيف ما تعامل ابويك يعاملك ابناؤك .
5 ـ قال منقذ البشر صلى الله عليه وآله وسلّم : برّ الوالدين يورث رضا الرحمن … غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص15 .
ان الله تبارك وتعالى يرحم عباده ، وجعل لكل شيء شيئا ولنزول رحمته على عباده ايضا اسباب ، منها اشفاق الاولاد ابويهما ….
3 ـ روى عن العالم عليه السلام أنه قال : ثمانية اشياء من كنّ فيه ادخله الله تعالى الجنّة ونشر عليه الرحمة : منها : وبّر والديه معدن الجواهر باب ذكر ما في اربعة ص 64 .
4 ـ وقال (( رسول الله )) صلى الله عليه وآله وسلّم : تفتح ابواب
5 ـ قال امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : الله رحيم بعباده ومن رحمته أنه خلق مائه رحمة ، وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم ، فبها يتراحم الناس ، وترحم الوالدة ولدها ، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها… الى آخره الحديث … تسلية الفوآد فصل في الشفاعة ص 195 .
مما يجب على الولد هو أن يبر بأبويه ولكن فرق بين الأم والأب ، فان حق الأم اكثر لأنها حملت وارضعت وربت وسهرت الليال ، كل ذلك في سبيل راحة الولد ، حتى كبر وشاب ، وصار يستلذ بلذة الوجود ، والآن حن وقت اداء الحق ، فيجب البر بها اكثر فأكثر .
1 ـ قال رسول الله عليه وآله وسلّم : أمّك أمّك أمّك ! ثم أباك ! ثم الأقرب ! فالأقرب …. غوالي الدرر ، حرف الالف ، ص 13 .
2ـ قال صلى الله عليه وآله وسلّم ايضاً : الجنّة تحت أقدام الأمهات …. المصدر السابق ، حرف الجيم ، ص 42 .
3ـ عن عائشة ، قالت : قلت :(( يارسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم )) فأي الناس اعظم حقا على الرجل ؟ قال صلى الله عليه آله وسلّم : أمه ….. ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ، ص197 ، نقلاعن المستدرك للحاكم .
4 ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام والتحيات والبركات ، قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم
6ـ الحسين بن محمد ، عن معلّي بن محمد ، وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجه سالم بن مكروم ، عن معلي بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاء وسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عن برّالوالدين ، فقال صلى الله عليه وآله وسلّم : ابررأمك ، أبررأمك ، أبررأمك ، أبررأباك ، أبررأباك ، أبررأباك ، وبدأ بالأم قبل الأب .. .. الكافي ، ج2 ، ص130، باب البر ، الحديث 17 .
7ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال : اني رجل شاب نشيط ، وأحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ؟ . فقال له النبي صلى الله عليه وآله سلم : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثنى بالحق (( نبيا )) لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة … الكافي ، ج2، ص 130، باب البر، الحديث 20 .
ان في رضاء الأم وسخطها آثار عجيبة رأيناها في زماننا هذا ـ القرن الرابع عشرـ وآثارها بعضاً تتعلق بالدنيا ، وبعضاً تتعلق بالآخرة ، تتعلق بالفقر والغنى ، والتوفيق وعدمه ، وطول العمر و قصيره ، وبركة النسل وعدمه ، وسعة الصدر وضيقه ، وهكذا الأم تؤثّر في جميع مرافق الحياة من الخير والشّر ، والسعادة والشقاء ، الى ابعد الحدود ، والى ما شاء الله تعالى .
1ـ وحكي انّه كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم شاب يسمى علقمة ، وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ان زوجي علقمة في النزع فأردت أن اعلمك يارسول الله بحاله . فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عمارا وصهيبا وبلالا ، وقال صلى الله عليه وآله وسلّم امضوا اليه ولقّنوه الشهادة ، فمضوا اليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزاع فجعلوا يلقنونه : لا اله الاّ الله . ولسانه لا ينطق بها فارسلوا الى رسول الله صلى عليه وآله وسلّم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة . فقال صلى الله عليه وآله وسلّم : هل من ابويه أحد حي ؟ . قيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أم كبير السنّ ، فأرسل اليها رسول الله صلى الله عليه
أما لفظ العقول ومعناه : فقد جاء في المجمع ، في مادة ( عقق ) : أدني العقوق (أف) عق الولد اباه ، يعق ، عقوقا ، من باب عقد : اذا آذاه وعصاه ، وترك الاحسان اليه وهو البر له . واصله من العق : وهو الشق والقطع .
1ـ وهو من المعاصي الكبيرة مما أوعد الله عليه ، والاخبار به مصرّحة بأن العاق لا يدخل الجنّة ، وحاله حال مدمن الخمر ، والمنان لفعل الخير …. ذرايع البيان ، ص198، تكمله .
2ـ عن ( الجعفريات ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من احزن والديه فقد عقّهما … ذرايع البيان ، ص199، تكمله .
3ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : أنّه قال : ثلاثة لا يحجبون عن النار : العاق لوالديه . والمدمن من الخمر . والمنان بعطائه. قيل : يارسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وما عقوق الوالدين ؟… قال صلى الله عليه وعلى آله وسلّم : يأمران فلا يطيعهما . ويسألانه فيحرمانهما . واذا هما لم يعظهما بحق ما يلزمهما …. نفس المصدر ، ص 200 .
ان موجبات عقاب الله تعالى لعبده كثيرة وهو اشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة ومن موارد عقابه الأليم ـ أعاذنا منه ـ عدم اطاعة الوالدين وأذاهم وعقوقهم ومايشينهم ، فاتق النار ايها الولد البار .
لا يتخيل أن العقوق الذي هو تعرض الى عقاب الله وعذابه يكون من جهة الوالدين فحسب ، وانما هو من الجهتين ، يعني أنه كما يعق الوالدان ولدهما ، كذلك الوالد يعق والديه اذا ظلماه وهو بر بهما ، فان الله تبارك وتعالى عدل محض ، فلم يجعل حقا لاحد على احد الا وجعل مثله للطرف الآخر ، واليك الحديث المتضمن هذا المعنى .
1 ـ حدثنا أبي (رض) قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن آبائه ، عن على صلوات الله عليهم اجمعين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ، اذا كان الولد صالحاً ما يلزم لهما … الخصال ، باب الاثنين ، ص 45 ، الحديث 77 .
ذوي الحقوق كثيرون ، ولكن اكبر الحقوق واعظمها واولاها حق الله سبحانه وتعالى ، ورسوله عليه وآله الصلاه والسلام ، واولياءه عليهم صلوات ربّ الارباب ، لأن اعظم النعم واكبرها من هؤلاء ، فالله تعالى حدّث عن نعمه و لاحرج ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ـ ابراهيم ـ 34 ) وأما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فكم قاسى المحن واحتمل المصائب والأذى في سبيل هداية وسعادة البشر ، حتى قال صلى الله عليه وآله وسلّم : ما اوذى نبي مثل ما اوذيت . وأما الأولياء أئمة الخلق وهداة الحق المصطفين المتجبين صلوات الله عليهم اجمعين ، فسل عنهم التأريخ والعلم والانسانية لترى اياديهم على كل ذي وجود من يومهم الى آخر الدنيا ، بل وحتى في الآخرة ونعيمها ، فاز من تمسّك بهم ونجى ، وخسر من تركهم وهوى ، اللهم احينا حياتهم وامتنا مماتهم ، واحشرنا معهم بحقّهم عليك وحقك عليهم آمين آمين يا رب العالمين .
1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : حق علي على المسلمين كحق الوالد على ولده … غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص 49 .
2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلّم ايضاً : انا وعلي ابوا هذه
3 ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن درست بن أبي منصور ، عن أبي الحسن موسى على آبائه وأبنائه وعليه افضل التحيات والبركات من الله تعالى ، قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله البررة الكرام ؟ . ما حق الوالد على ولده ؟ قال صلوات الله المتعال عليه وأله الطاهرين : لا يسمّيه باسمه ، ولا يمشى بين يديه ، ولايجلس قبله ، ولا يستسّب له .. … الكافي ، ج2 ، ص 127 ، باب البر ، الحديث 5 .
4 ـ عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن أبنه عن عبد الله بن بخر ، عن عبد الله بن مكان ، عنم رواه عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام ، قال : قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد الأنصاري في برّ الوالدين في قول الله عزوجلّ : ( وبالوالدين احسانا ) ـ فظننّا أنها الآية التي في بني اسرائيل ( وقضى ربك أن لاتعبدوا الاّ اياه (( وبالوالدين احسانا )) فلما كان بعد سألته ؟. فقال : هي التي في لقمان ( ووصيّنا الانسان بوالديه (( حسنا )) ان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) فقال : ان ذلك أعظم (( من )) أن يأمر بصلتهما وحقّهما على كل حال ( وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم ) ؟ . فقال : لا بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ماذا وحقّهما الاّ عظما … الكافي ج 2 ، ص 127 ، باب البر ، الحديث 6 .
ان موضوع الاعالة موضوع مهّم جدّا ، وقد درسه وتدارسه علماء الاقتصاد من زمن غير قريب ، ولهم فيه الكلام الطويل من نفض وابرام ، ودفع ودخل ، فمنهم من اوجب النفقة ـ اي اعالة الاولاد ـ وهو ما وافق الاحكام الاسلامية ، وطبعاً بحدود حّددها الشرع الشريف ـ راجع كتاب النكاح في الفقه ـ ، وفهم من لا يوجبها ، بل يشكّلها ويعرفها بشكل لا طائل بحته مهما بحثنا ونبحث . وانا اذ أسلمنا وجهنا لله تعالى ، ما لنا وأقوال المخلوق له جل وعلا في امور قد شرّع لها نهجا قويما مستقيما ، كما قد أعضينا عن التفلسف فيما وجب علينا تعبدا .أخلاقنا الإسلامية حدّدت لنا الروايات الشريفة صفات عديدة للأصدقاء والإخوان، وأرشدتنا إلى كيفية اختيار أفضلهم، ...
الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله