الرئيسية / تقاريـــر / اردوغان رجل “أهوج” ويمكن أن يقدم على دخول “الباب” حتى لو لم يكن الأمر محسوباً

اردوغان رجل “أهوج” ويمكن أن يقدم على دخول “الباب” حتى لو لم يكن الأمر محسوباً

الوقت– إستأنف سلاح الجوّ الروسي ضرباته في مناطق مختلفة من سوريا بعد توقف دام لأسابيع، ومع إنطلاق العمليات عدنا لنشهد الدعاية والهجمة الإعلامية من قبل أمريكا والدول التابعة لها في محاولة منهم لتعطيل العمل الروسي السوري في الميدان بحجج إنسانية وغيرها، كما شهدنا تبدلاً في الموقف الأمريكي مع تصريحات ترامب الجديدة بالنسبة للشأن السوري والرئيس الأسد، وحول موعد حسم معركة شرق حلب وإمكانية دخول تركيا لمدينة الباب كان لنا حوار مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري شريف شحادة جاء في تفاصيله التالي:

الوقت: هل نحن أمام تخبط أمريكي-عربي في الميدان السوري؟ وهل نشهد حالة من محاولة التعطيل؟ فهم لا يقدمون على شيء اتجاه الإرهاب ولا يَدَعون أي طرف يعمل

شحادة: “أولاً إن الحديث المستمر في الإعلام العربي والأجنبي على السواء بات متكرراً وسمعناه كثيراً منذ بداية الحرب على سوريا، ومن الطبيعي مع استئناف العمليات والضربات الجوية أن نسمعه مجدداً لأن أصحاب هذه الأصوات هم رعاة للمجموعات الإرهابية التي تضرب في الميدان، وإذا ما توقع أحد أن أمريكا ستقدم على أي أمر في مصلحة الشعب السوري فهو مخطئ فأمريكا مستمر في سياساتها في سوريا سواء تحت إشراف أوباما أو ترامب، وكل ما نسمعه لا يتعدى كونه كلاماً لا أفعلاً، لذا وبالعودة للتزيف الإعلامي أقول أنه كان متوقعاً وسيستمر لأن الأدوات التي تنفذ أجندات هذه الدول تتعرض للضرب وتهزم فمن الطبيعي أن لا يرحب هؤلاء بالعمليات العسكرية وعودة الطلعات الجوية الروسية السورية، وأقولها لكم صراحة منذ الآن فإن الحكومتين الروسية والسورية مستمرتان في عملياتهما العسكرية ضد الإرهاب، ودعا كل من الرئيسين الأسد وبوتين الولايات المتحدة الأمريكية وترامب للمشاركة في العمليات العسكرية ضد داعش والنصرة وغيرها، ولا يبدو أن هناك أفق لإيقاف المد والهجوم الروسي في مواجهة الإرهاب.

لذا ما نراه ليس تخبطاً أمريكاً وعدم تخطيط إنما سياسة أمريكية مرسومة ومدروسة والكل له دور فيها من البنتاغون لوزارة الخارجية إلى الرئاسة والأدوار تتوزع بينهم لأجل إطالة أمد الحرب واستنزاف سوريا وحماية جماعتهم في الميدان، لذا لا يمكن التعويل على أي دور أمريكي يتبع السياسات الحالية التي غسلت أدمغة بعض العرب بها، ويبقى الإنتظار لنرى كيف ستكون سياسة الإدارة الجديدة وتطبيقها على الأرض.”

الوقت: رأينا إعداداً كبيراً للجيش التركي على تخوم مدينة الباب، كما سيطر المسلحين المدعومين من تركيا على المناطق المحاذية للمدينة تمهيداً لدخولها، ما الذي يجري واقعاً؟ وهل سيُمسح لتركيا بأخذ هذه المدينة الحسّاسة والإسترايجية في مستقبل معارك الشمال السوري؟

شحادة: “كل ما تقوم به تركيا يصب في خانة الغزو والإعتداء على الأراضي السورية ودعمها للمجموعات المسلحة كذلك يندرج تحت عنوان الحرب والإرهاب ضد سوريا، ومحاولة تصوير الأمر على أنه محاربة لداعش فهذا الأمر يعتبر نكته سمجة خاصة أن تركيا وكما بات معروف أدخلت كل المجموعات الإرهابية عبرها حدودها إلى سوريا ودعمتهم وسهّلت لهم مهماتهم، في مجمل الحال أقول لكم أن الجيش السوري وحلفائهم بعد الإنتهاء من معركة حلب سيتوجهون نحو هذه الجماعات ويحاربونهم إن كانوا في الباب أو غيرها، والكل بات مؤمناً بأن سوريا لن يُسمح بتقسيمها وتجزأتها تحت مسمى محاربة الإرهاب.”

وتابع قائلاً: “وفيما يخص إمكانية دخولهم الباب فإن أردوغان رجل “أهوج” ويمكن أن يقدم على أي شيء حتى لو لم يكن محسوباً”.

الوقت: فيما يتعلق بالإدارة الأمريكية الجديدة هل تعتقدون بأنها ستسير بالسياسة الجديدة التي يحملها ترامب معه ويتحدث عنها فيما يخص الشأن السوري ومحاربة الإرهاب؟

شحادة: “يخطئ من يظن أن أمريكا قد تتغير مئة بالمئة، هناك ثوابت في الموقف الأمريكي بالنسبة للشرق الاوسط، هذه الثوابت أهمها بالنسبة لهم هي أن إسرائيل هي الحليف رقم واحد لأمريكا أم سوريا فهي في المحور الآخر، وعليه يمكن أن تنخفض نسبة العداء لسوريا بنسبة صغيرة أو ترتفع حسب مصالحهم، إلا أن الثابت أن سوريا وحلفائها من إيران والمقاومة هم ند وعدو ثابت لأمريكا بإعتبارهم الخطرالأساسي على العدو الإسرائيلي، لذا ما تحدث عنه ترامب في مجال محاربة الإرهاب وارد ويمكن حصوله إلا أنه يبقى في حدود مصالح الكيان الإسرائيلي والامريكي وليس وفق مصالح المنطقة والشعب السوري.”

الوقت: متى ستحين ساعة الحسم في شرق حلب خصوصاً بعد تأمين الجبهة الغربية وتوسيع سور الأمان غرباً بشكل كبير؟

شحادة: “أعتقد أن ساعة الصفر لم تعد بعيدة فهناك تحضير عسكري روسي- سوري كبير للمعركة والمؤشرات تدل على قربها وقرب تحرر حلب من الإرهاب وعودتها لحضن الوطن كاملة، وفيما يخص الملف الإنساني وما يتذرعون به فجميل جداً ان نستمع للسعودية تتحدث عن حقوق الإنسان وعن المعاناة الإنسانية وهؤلاء الإرهابيين فرختهم السعودية وفكرها، ومن الجميل أن نستمع لأمريكا تتحدث عن حقوق الإنسان وهي ترعى المسلحين، وأقول لكم أن الحكومة السورية بذلت جهداً كبيراً بالتعاون مع إيران وروسيا في إيصال المساعدات الإنسانية وإخراج المدنيين إلا أن المسلحين إما يحتكروها أو يمنعون وصول أي شيء للمدنيين بالتاالي من بتحدث عن الأوضاع الإنسانية عليه أولاً وقف دعمه لهؤلاء الإرهابين ووقف تدفقهم وإلهامهم وحشوهم بالفكر الوهابي وإرسالهم إلى سوريا ولبنان والعراق والعالم أجمع ومن ثم يناقش أمور المدنيين وأوضاعهم الإنسانية التي لا يحرص عليها أحد أكثر من الحكومة السورية وحلفائها.”

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...