الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / توجيهات أخلاقية 8 – آثار التقوى في الدنيا

توجيهات أخلاقية 8 – آثار التقوى في الدنيا

يؤكِّد الإمام الخامنئي دام ظله على أنّ للتقوى آثاراً مهمّةً في الدنيا، فضلاً عن آثارها في الآخرة، الّتي ذكرها الكثيرون في الكثير من الكتب، ويُركِّز على أنّ التقوى هي الّتي تصنع المجتمع الناجح والعزيز, يقول دام ظله في إحدى الخطب:

 

“إنّ التّقوى، هذا العامل العظيم، تؤثِّر في جميع ميادين الحياة. لاحظوا القرآن كم أكثر من الحديث عن التّقوى، ليس فقط عندما تموتون وتنتقلون إلى العالَم الآخر ستنالون الأجر من الله، كلّا فالتّقوى تُدير الحياة في هذه النشأة، صحيح أنّ الحياة في هذه النشأة هي الّتي تصنع تلك النشأة. لكنْ ترك التّقوى يجعل الإنسان غافلاً، والغفلة تلطم رأس الإنسان بالأرض.

 

أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم يُشبِّه التّقوى بالخيل الطيّعة المؤاتية الّتي يمتطيها صاحبها ويقودها حيث يشاء، وهي تحمله حيث يشاء دون تردّد. ويُشبّه الخطأ والمعصية بالخيل العاصية غير المروَّضة ما إنْ يمتطيها صاحبها حتّى يفلت من يده زمامها وتأخذه حيث لا يُريد وترميه إلى الأرض”3.

 

ويقول دام ظله في خطبة أخرى:

 

“إذا اتّصف الشعب أو الفرد بالتّقوى، فستأتيه كلّ خيرات الدنيا والآخرة. فائدة التقوى لا تنحصر في كسب رضا الله ونيل الجنّة الإلهيّة يوم القيامة،

2- حديث الولاية, ج6، ص213.

3-خلال لقائه بقادة قوات حرس الثورة الإسلاميّة (16/9/1997م)

 


فالإنسان المتّقي يجد فائدة التّقوى في الدنيا أيضاً، فالمجتمع المتّقي، والمجتمع الّذي يختار طريق الله بدقّة، ويتحرّك في هذا الطريق بدقّة، فسينال نِعَم الله في الدنيا أيضاً، وسينال العزّة الدنيويّة أيضاً، وسيلهمه الله العلم والمعرفة بشؤون الدنيا أيضاً. والمجتمع الّذي يتحرّك في طريق التّقوى يكون جوّه سالماً ومفعماً بالمحبّة والتعاون والتنسيق بين أفراده”4.

 

المناصب والتقوى

 

من التوجيهات في كلمات الإمام الخامنئي دام ظله، اشتداد أهميّة التّقوى للإنسان كلّما علا في منصبه أو مسؤوليّته, ومن تلك التوجيهات الهامّة:

 

“أينما كنتم، ومهما كان عملكم، وأيّة مسؤولية تحمّلتم، وأيّ شأن من الشؤون الاجتماعيّة كان لكم, يجب أنْ تنصبَّ همّتكم في الدرجة الأولى على نيل رضا الله وأداء التكليف الإلهيّ، وذلك هو التّقوى، فالتّقوى هي أنْ تُقدموا على أداء التكليف وتحترزوا من الانحراف والضياع. إذا وجد فيكم هذا الحسّ، وبذلتم الهمّة والسعي، وخطوتم أوّل خطوة، فسيُعينكم الله تعالى في الخطوة التالية.

 

كلّما علت مناصبنا احتجنا إلى التّقوى أكثر. والتّقوى هي الّتي تنصر الإنسان في ساحة الجهاد أيضاً. والتّقوى هي الّتي نصرتكم في ساحة المواجهة مع الاستكبار وخلال سنوات الثورة حتّى انتصرتم في مثل هذه الأيّام من عام 1979م. لقد انتصرتم بتقوى ذلك القائد الّذي لا يهتمّ أبداً إلّا بالأوامر الإلهيّة والتكليف الشرعيّ، وبتقوى كلّ واحد منكم يا أبناء الشعب الّذين تخلّيتم عن أهوائكم ومصالحكم الشخصيّة من أجل الله.

 

تذكرون في تلك الأيّام كيف توجّهت القلوب كلّها باتجاه الهدف المقدّس،

4- أخلاق ومعنويت (فارسي)، ص116.

 


 لم يذكر أحدٌ نفسه، لم يُفكِّر أحدٌ باكتناز المال، لم يُفكِّر أحدٌ بزيادة ثروته، لم يُفكِّر أحدٌ بعملٍ أو منصب، لم يُفكِّر أحدٌ باستباق الآخرين، بل كلُّ واحدٍ كان يُفكِّر في تكليفه الشرعيّ والإسلاميّ والثوريّ فيؤدّيه، علينا أنْ نقوم اليوم بذلك أيضاً”.

IMG-20140114-WA0022

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...