توجيهات أخلاقية 18- أثر الذنوب
18 مايو,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
868 زيارة
“لاحظوا أنّ الذنوب الّتي يرتكبها الإنسان، والمخالفات المختلفة، والأعمال الناشئة عن الشهوة وحبّ الدنيا والطمع والحرص على مال الدنيا والتعلُّق بالمنصب الدنيويّ والبخل بما في اليد والحسد والغضب، كلّ تلك الأمور تترك في وجود الإنسان أثرين قطعيّين:
الأثر الأوّل، معنويّ: وهو تجريد الروح من روحانيّتها وإخراجها من نورانيّتها، وإضعاف البعد الروحيّ عند الإنسان، وسدّ سبيل الرحمة الإلهيّة بوجهه.
الأثر الثاني، مادّي: عندما يقتضي الوضع من الإنسان أنْ يصمد ويقاوم ويُبدي إرادته في ساحة المواجهات الاجتماعيّة, تبرز آثار ذنوبه عليه، وإذا لم يكن هناك عاملٌ آخر ليجبر الوضع والضعف فسيهلك الإنسان ويُمنى بالهزيمة. في بعض الأحيان تتدخّل عوامل أخرى كصفةٍ حسنة أو عملٍ حسن قام به الإنسان فيجبر الأمر ولسنا هنا في صدده، لكنّ المؤكّد هو أنّ الذنب بذاته له أثره.
لذلك أنعم الله على الإنسان بنعمة كبيرة هي المغفرة… فالذنب الّذي ارتكبته كالجرح الّذي أحدثته في بدنك وأدخلت بذلك الميكروب إليه، فالمرض حتميّ. إذا أردت أنْ تقضي على أثر هذا الجرح والمرض في وجودك، فقد فتح الله تعالى لك باب التوبة والاستغفار والإنابة والعودة إليه، فإنْ عدت سيجبر الله تعالى النقص، تلك هي النعمة الكبرى الّتي منّ الله تعالى بها علينا”14.
14- أخلاق ومعنويت (فارسي)، ص165.
2019-05-18