الشهيد كامل إنعاس مشاي من مواليد مدينة السماوة — قضاء الرميثة — ناحية الوركاء عام1956م، تلك المناطق التي لمعت أبّان ثورة العشرين الخالدة التي تجلى فيها الالتفاف الشعبي حول المرجعية وقيادتها بأبهى صوره…
وأسرته من عشيرة الظوالم التي كان لها دورا فاعلا في تلك الثورة، فقد كان لها الأثر البارز على مسيرته الإيمانية وأضفى عليه تميزا رائعا في نشاطه الإسلامي، حيث أعطى دفقا متوهجا يشع على أبناء وطنه حبا وإيثارا وتواضعا، مما أشاع جوا جديدا في توعية الناس وتعريفهم على طبيعة النظام البعثي الكافر، الذي أريد منه القضاء على كل نزعة إسلامية لدى شعبنا في العراق.
تعرّض للمطاردة والاعتقال من قبل كلاب السلطة وزبانيتها، واعتقل عده مرات وعُذّب في أقبية الأمن، ولكن ما زاده ذلك إلا إصرارا على الاستمرار بعمله الجهادي، فبعد اطلاق سراحه خطط مع مجموعة من إخوانه المؤمنين لتنفيذ عملية جهادية كبيرة، غير أن التوفيق لم يحالفهم لتنفيذها.
رفض الحرب والاشتراك بها لإيمانه بأنها حرب ظالمة، لايهدف منها صدام والاستكبار العالمي إلا إطفاء النور الإسلامي في إيران، لذلك هاجر يوم20/1/1984م، عن طريق كردستان العراق، وفي نفسه لهفة عارمة لمواصلة درب الجهاد وحمل السلاح ضد أعداء الإسلام من البعثيين وأذنابهم.
انضم إلى الدورة الخامسة([1]) من دورات قوات بدر بتاريخ24/2/1984م واشترك مع أفرادها في الواجب الجهادي الأول على ضفاف هور الحويزة — جزر مجنون — وكان مثلا يُقتدى به في التضحية والإيثار، وفي تلك المنطقة نال وسام الشهادة الرفيع يوم22/4/1984م، ملتحقا بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا،
من وصيته رحمهالله (…إخوتي الأعزاء إني أقدمت على طريق الجهاد في سبيل الله، اتخذته لنفسي أطهرها من شوائب الدنيا، التي تجر المسلم إلى أعمال تبعده عن طاعة الله، وأوصيكم أن لاتهتموا بالدنيا، واذكروا الله كثيرا وصلوا على محمد وآل محمد…)
. ثم يسطر لنا الشهيد في مقاطع أخرى من وصيته (…الله يحفظكم وإن شاء الله يزول يزيد العصر الطاغوت الكافر صدام ويتخلص الشعب العراقي من الظلم ويأخذ بثأر الشهيد الصدر رضواناللهتعالىعليه وباقي الشهداء الأبرار والمؤمنين داخل زنزانات البعث الكافر…)، كذلك أوصى الشهيد والديه بهذه الوصية (إذا سمعتم باستشهادي لاتحزنوا ولاتألموا لأني أخذت هذا الطريق وهو طريق الحق ضد الباطل وجاهدت في سبيل الله…).
سلام على أبي عادل الظالمي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
[1]) سميت دورة الشهيد أبي علي الأمير.