الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 184 الشهيد عبد الكريم جعازر‌سن المالكي – أبو سجاد المالكي

184 الشهيد عبد الكريم جعازر‌سن المالكي – أبو سجاد المالكي

إذا كان تاريخ البشرية قد شهد مآسي وجنايات فردية أم جماعية من قبل طغاة مجرمين أو حكام ظالمين فإنه لم يشهد مثلما شهد العراق في ظل حكومة البعث العفلقي، من حيث تنوع الجرائم والجنايات وأساليب الاستخفاف بأرواح الناس والاستهانة بدمائهم، فقد كانوا يزهقون النفوس يوميًّا في طوامير مظلمة وثرامات وأحواض تيزاب ومقابر جماعية وفي حروب يختلقونها، كان أبرزها الحرب العدوانية التي أشعل فتيلها صدام الكافر على الجارة إيران، والتي حصدت مئات الآلاف من أرواح الأبرياء إضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين وعشرات الآلاف من الأسرى الذين أجبروا ظلمًا وعدوانًا على المشاركة فيها…
الشهيد عبدالكريم كان من أولئك الذين زجوا في أتون تلك الحرب قسرًا لكنه استطاع النجاة من جبهة البغي بفضل من الله تعالى
ولد عام 1958م في مدينة الثورة التابعة للعاصمة بغداد في أحضان أسرة غذته الإيمان بالإسلام وعلمته الالتزام بالعبادات منذ الصغر.
أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في محل سكنه وكان يجمع بين الدراسة والعمل الحر من أجل سد لقمة العيش له ولأفراد أسرته.
استدعي إلى الخدمة الاحتياط بتاريخ 17/12/1981م أي بعد مضي أكثر من سنة على تلك الحرب فأصبح في موقف حرج لانه كان يعي جيدًا ان الجيش صار لعبة بيد الطاغية انطلاقًا من أهوائه الصبيانية وتنفيذًا لمخططات المستكبر.
عاش أبوسجاد في دوامة من التفكير الجدي للخروج من ذلك المأزق إذ زج في الخطوط الأمامية في قاطع البصرة، ولم تمض فترة طويلة إلا وجد ان القوات الإسلامية قد حاصرتهم، فوقع في الأسر بتاريخ 22/07/1982م.
عُرف في معسكرات الأسر بالتزامه ومواظبته على العبادات وإحياء الشعائر الدينية ومشاركته الفعالة في اللجان التثقيفية من أجل رفع حالة الجهل والأمية بين الأسرى.
صور الظلم التي عاشها وسمع بها لم تمحى من ذهنه بل ظلت حافزًا للنضال والكفاح ضد المجرمين البعثيين الذين أكثروا في الأرض الفساد؛ فبعد إلحاح واصرار على المسؤولين للسماح له بالالتحاق بالمجاهدين العراقيين، تحقق له ذلك بتاريخ 18/12/1986م حيث انضم الى الدورة الثانية من دورات المجاهدين الذين وفقوا للخروج من معسكرات الأسر.
وبعد الانتهاء من الدورة التدريبية انضم إلى فوج جعفر الطيار عليه‌السلام التابع إلى فرقة الإمام علي عليه‌السلام.
كان مثال المجاهد المطيع للأوامر والملتزم في أداء واجباته الجهادية.
بتاريخ 20/1/1987م اشترك في أول معركة شرق مدينة البصرة وبعد مواجهة بطولية هزم فيها العدو الذي راح يغطي على هزيمته بقصف مدفعي، سقط مضرجا بدم الشهادة إثر شظايا قذيفة مدفع استقرت في مواضع مختلفة من بدنه ليرحل إلى ربه مخضبًّا بدم الشهادة الزاكي.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ودفن في مقبرة الشهداء في مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام( ).
من وصيته رحمه‌الله:
فلنقاتل جميعًا من أجل المحرومين والمظلومين ومن أجل عراقنا وشرفنا وشرف حرائرنا اللواتي يرزحن في سجون العفالقة المجرمين، ومن أجل أخذ الثأر لدماء شهدائنا لاسيما دماء الشهيد المرجع المظلوم السيد محمد باقر الصدر فأما ان نعيش بكرامة أو نموت أعزاء..

 

https://t.me/wilayahinfo

3

 

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...