في ظل أجواء المبعث النبوي الشريف ، و بحضور الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ، عقدت «لجنة الشوري العليا» لـ«المجمع العالمي لأهل البيت (ع)» ، اجتماعا لها في بيروت يومي الأربعاء والجمعة الماضيين ، ناقشت خلاله العديد من الموضوعات التي تهم الامة الاسلامية و شعوب المنطقة في ظل المخاطر والتحديات الكبرى التي يمر بها العالم الاسلامي ، و ادانت إصرار بعض الدول العربية الخليجية على تغذية الفتنة لاسيما في العراق و سوريا .
و نوهت «لجنة الشوری العلیا» لـ«المجمع العالمی لأهل البیت (ع)» فی ختام اجتماعها ببیروت ، بالمواقف الشجاعة والحکیمة لقائد الثورة الإسلامیة سماحة الامام الخامنئی ، و أدانت إصرار بعض الدول العربیة فی الخلیج الفارسی علی إصرارها غیر الإسلامی والإنسانی علی تغذیة الفتنة لا سیما فی العراق وسوریا.
و وزعت «لجنة الشوری العلیا» الیوم الاثنین بیانها الختامی الصادر عن جلستها الموسعة ، حیث جاء فیه :
أولا : نبارك للأمة الإسلامیة و لجمیع أحرار العالم و للشعب اللبنانی و مقاومته البطلة الذکری العطرة للمبعث النبوی الشریف ذکری بعثة النبی العربی محمد بن عبد الله (ص) رحمة للعالمین وهادیا للناس کافة .
ثانیا : إن انعقاد هذه الجلسة فی لبنان بلد المقاومة و بجوار فلسطین و القدس المحتلتین تعد رسالة دعم وتأیید للمقاومة الشریفة فی لبنان وفلسطین ضد المحتل «الإسرائیلی» وإعادة تصویب للبوصلة فی الاتجاه الصحیح فی زمن السقوط فی الفتنة .
ثالثا : ندین بشدة القرارات المشبوهة التی نعتت حزب الله ومقاومته الشریفة بالإرهاب لاسیما قرار مجلس دول التعاون (فی الخلیج الفارسی)، أو أی قرار قد یصدر فی المستقبل ، ونعتبر هذه القرارات تمهیداً لعدوان قد تشنه «إسرائیل» علی لبنان فی أی وقت ونحمل تلک الدول المسؤولیة عن ذلك .
رابعا : یعتبر المجتمعون أن ما تشهده الأمة الإسلامیة لاسیما فی المنطقة العربیة من فتن دامیة وحروب مدمرة یراد منها إبقاء الأمة الإسلامیة فی حال من الوهن الشدید لتبقی عاجزة عن الدفاع عن حقوقها من الوصول الی حالة الاقتدار والاستقلال والعزة الاسلامیة والوطنیة، وان من یسعر هذه الفتن ویخطط لإیجادها واستدامتها هی قوى الاستکبار العالمی وعلى رأسها امیرکا ومعها الصهیونیة العالمیة مستغلة بعض الأنظمة التابعة والأفکار الإسلامیة المنحرفة والمتطرفة والتی لا تمت الی الإسلام بصلة وقد أولدت عشرات المنظمات التکفیریة مستبیحة دماء المسلمین علی امتداد العالم الإسلامی، ومشوهة صورة اسلام الرحمة والمحبة والتعاون .
خامسا : یعتقد المجتمعون أن الغالبیة العظمى للمسلمین یرفضون هذه الفتن وینبذونها ویحبون اخوتهم المسلمین من أی مذهب کانوا بمقتضی قول رسول الله: “مثل المؤمنین فی توادهم وتراحمهم وتعاطفهم : مثل الجسد ، اذا اشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ، غیر أن الماکنة الاعلامیة الهائلة لدعاة الفتنة ، یحول دون سماع اصوات هذه الاغلبیة .
سادساً : ندعو علماء الأمة الإسلامیة من کل المذاهب لیتحملوا مسؤولیتهم الشرعیة والتاریخیة فی إظهار تعالیم الإسلام ومفاهیم القرآن علی وجهها الحقیقی بعیداً عن التأویلات الفاسدة التی یستغلها دعاة العلم هذه الأیام فی الشحن المذهبی ولیکونوا بذلك علماء ربانیین لا یخشون فی الله لومة لائم کالآلاف من علماء السلف الصالح الذین تشهد مدوناتهم ومواقفهم علی فهمهم الصحیح للاسلام ودعوتهم الی التعاون الإسلامی، بل التعاون والصداقة بین بنی البشر .
سابعاً : ندعو جمیع المسلمین و الذین یقرؤون القرآن فی لیلهم ونهارهم ان لا یصغوا للخناسین الوسواسین من شیاطین الإنس ولیفتحوا آذان أسماعهم ومسامع قلوبهم لقوله تعالی : وان هذه أمتکم أمة واحدة وأنا ربکم فاعبدون.
ثامناً : ندعو جمیع المسلمین من أتباع مذهب أهل البیت علیهم السلام أن یتخذوا من أئمة أهل البیت الأطهار علیهم السلام قدوة حسنة لهم ویقتفوا أثرهم وسیرتهم العطرة حیث کانوا علیهم السلام الدعاة الی الخیر والسابقین الی إفشاء السلام ، والمظهرین المحبة لجمیع الخلق، صناع السلم والأمن ومحط الأمل والاستقرار والاطمئنان فی المجتمع وحملة العلم ورسل المحبة والتعاون علی البر والمدافعین عن المظلوم من ای فئة أو دین، ومطعمی الطعام للفقیر والیتیم والمسکین بلا أجر ولا ثمن .
إننا ننتظر من اتباع هؤلاء الأئمة الأطهار أن یکونوا النموذج المتلألئ بین الناس وفی أوطانهم ومجتمعاتهم المتآخین مع اقرانهم من المسلمین المتعاونین مع أتباع المذاهب الاسلامیة الاخری عملا بما اوصانا به ائمتنا من التواصل معهم والصلاة فی مساجدهم وعیادة مرضاهم والاحسان الیهم بل وحسن التعامل مع اتباع الادیان الاخرى وعلى قاعدة قوله تعالى “لا ینهاکم الله عن الذین لم یقاتلوکم فی الدین ولم یخرجوکم من دیارکم ان تبروهم وتقسطوا الیهم ان الله یحب المقسطین” والحماة لدیارهم وأوطانهم کما هو عهدنا بهم ونموذجهم المشرق فی لبنان المقاومة الاسلامیة ومجتمعها .
تاسعاً : إن أخطر ما تستهدفه الفتنة القائمة الیوم هو تشویه صورة الاسلام والقرآن وشخصیة رسول الله صلى الله علیه وآله من خلال الایحاء بأن الاسلام ینتج جماعات وأفراد إرهابیة أمثال القاعدة وداعش وباقی القوی التکفیریة الاخری، ما یحتم علی جمیع المؤسسات والدول والحکومات والشخصیات الاسلامیة عدم الاستخفاف فی مواجهة هذا النموذج المنفر عن الاسلام، وعلی تلك الحکومات والدول والهیئات الاسلامیة أن تتحمل المسؤولیة التاریخیة إزاء جریمة العصر هذه .
عاشراً : أدان المجتمعون جمیع أشکال التطرف المذهبی والدینی من أتباع أی مذهب أو دین معتبرین التطرف مناقضا لروح الاسلام وباقی الدیانات السماویة الخالدة ، داعین الى الوسطیة والاعتدال الذی أکد علیه القرآن الکریم “وکذلک جعلناکم أمةً وسطاً لتکونوا شهداء على الناس” .
حادی عشر : أدان المجتمعون التصرفات الفردیة الخاطئة التی تصدر عن بعض عوام المسلمین من المذاهب والفرق المختلفة، من قبیل الاساءة والاهانة لمقدسات المذاهب الاخری ورموزها ودعوا الی الترفع عن ذلک عملا بتعالیم القرآن وأئمة أهل البیت علیهم السلام .
ثانی عشر : یدین المجتمعون بعض الدول الخلیجیة لإصرارها غیر المنطقی وغیر الاسلامی والانسانی على تغذیة الفتنة لا سیما فی العراق و سوریا عبر التدخل السلبی فی تلك الساحات وزیادة حدة القتال بین المسلمین کما ندعوها لوقف حربها الظالمة ضد الشعب الیمنی المسلم الذی کانت له أیاد بیضاء فی تاریخ الاسلام .
ثالث عشر : شکر المجتمعون سماحة الوکیل الشرعی العام للامام الخامنئی دام ظله الوارف سماحة حجة الاسلام و المسلمین السید حسن نصر الله دام عزه وحفظه علی حسن الضیافة ، ودعوا للمقاومة الاسلامیة فی لبنان بالنصر والحفظ معتبرین المقاومة فی لبنان ومجتمعها نموذجا یحتذی لجمیع المجتمعات الاسلامیة والانسانیة فی العالم.
رابع عشر : یشکر المجتمعون قائد الثورة الاسلامیة الامام الخامنئی دام ظله علی مواقفه الشجاعة والحکیمة فی الوقوف الدائم الی جنب الشعوب المظلومة وفضح زیف الاعداء ومؤامراتهم وعلى رأسهم الشیطان الامریکی الاکبر ودعوته الدائمة الی التعاون الاسلامی لا سیما بین السنة والشیعة .
کما یشکر المجتمعون المرجعیات الاسلامیة فی قم والنجف والازهر لاسیما سماحة آیة الله العظمى السید علی السیستانی علی مواقفهم الاسلامیة الوحدویة الداعیة الی نبذ الفرقة ، ووحدة الصف الاسلامی والوطنی، والشکر موصول لجمیع علماء المسلمین ونخبهم من کل المذاهب علی مواقفهم المشرفة ودعوتهم الى الاخوة الاسلامیة وقبول الاخر .