مفهوم الانتظار
ويطلق الانتظار عادة على حالة من يشعر بعدم الارتياح من الوضع الموجود، ويسعى إلى إيجاد الوضع الأفضل والأحسن، ويمكن القول: أنّ الانتظار مركّب من أمرين:ألأول عدم الانسجام مع الوضع الموجود، والآخر السعي للحصول على الأفضل. ولهذا فانتظار الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريفيلازمه عدم الرضا والانخراط بالواقع المنحرف أو الفاسد، والقيام بواجب الإصلاح ومواجهة كلّ أشكال وأنواع الفساد والانحراف والباطل، مهما غلت التضحيات، وهو ما يستدعي شموليّة في تربية المنتظرين. ولهذا نلاحظ أن الروايات قد وصفت الانتظار بالعبادة, والمنتظرين بالمجاهدين، والشهداء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عزّ وجلّ“19 و”أفضل العبادة انتظار الفرج“20.
كيف نربّي أنفسنا على الانتظار؟
إنّ المنزلة الرفيعة والخاصّة للمنتظرين – في الأخبار والروايات – ترتبط بالوظيفة الملقاة على عاتقهم، والتكاليف الواجبة عليهم تجاه الرسالة والمجتمع والأمّة لناحية التمهيد، وحفظ الدين، والدفاع عن الأعراض والأموال والكرامات والأوطان، وتشييد أسس الدولة المهدويّة الموعودة والعادلة, وهذا ما يستلزم تربية النفس والمجتمع على عدّة أمور، طبعاً بعد سلامة العقيدة، وقوّة الإرادة والإيمان، وثباتها، في ساحتي النظر والعمل. فإن انتظار مصلح عالمي كالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يتطلب تربية تنسجم في مبادئها ومعاييرها مع هذه العالميّة والشموليّة, لأنّ أوّل
18- يراجع: بحار الأنوار، ج52، ص125.
19- م. ن، ص 128.
20- م. ن، ص 125.
وأكثر ما يحتاجه هذا التحّول العالمي، هو بناء العناصر الإنسانيّة التي يجب أن تتّصف:
– بقوّة الإيمان والعقيدة.
– بالمستوى الفكري والعلمي الكبيرين.
– بالاستعداد النفسي والروحي للتضحية.
– بالاستعداد الجهادي والفكري والسياسي.
– بإصلاح المجتمع وتماسكه وتآلفه، وإحياء روح الجماعة في مختلف المجالات.
مفاهيم رئيسة
1- يعتقد المسلمون بأنّ قضيّة المهدويّة ضرورة من ضروريّات الإسلام، لأنّ إمامته امتداد لنبوّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الإمام المفروض الطاعة.
2- تستند العلاقة بالإمام المهدي عليه السلام إلى ثلاثة أبعاد أساسيّة هي: البعد العقائدي، البعد العاطفي، والبعد العملي:
أ- البعد العقائدي: ويتحقّق بالعقيدة الإسلاميّة السليمة بالدين الإسلامي، مضافاً إلى عدّة أمور ترتبط بالعلاقة المباشرة بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف مثل: معرفة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف حقّ المعرفة، والثبات على الدين في عصر غيبته صلى الله عليه وآله وسلم، وتجديد البيعة والولاية له صلى الله عليه وآله وسلم.
ب- البعد العاطفي: وذلك من خلال العلاقة العاطفيّة والروحيّة الخاصّة، التي تتجلّى من خلال: الدعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، والدعاء بتعجيل الفرج، وإظهار محبّته صلى الله عليه وآله وسلم وتحبيبه إلى الناس.
ج- البعد العملي: ومن أجلى مصاديقه الانتظار الإيجابي لصاحب الزمان صلى الله عليه وآله وسلم.
إن انتظار الإمام المهدي عليه السلام يلازمه عدم الرضا والانخراط بالواقع المنحرف أو الفاسد، والقيام بواجب الإصلاح ومواجهة كلّ أشكال وأنواع الفساد والانحراف والباطل، مهما غلت التضحيات.
3- إن انتظار مصلح عالمي كالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يتطلّب في المنتظرين تربية تنسجم في مبادئها ومعاييرها مع هذه العالميّة والشموليّة, لأنّ أوّل وأكثر ما يحتاجه هذا التحّول العالمي، هو بناء عناصر إيمانية هامة في شخصية المنتظر.
الولاية الاخبارية