٢٤ ذي الحجة 1ـ مباهلة نصارى نجران
10 سبتمبر,2017
مناسبات
1,347 زيارة
1ـ مباهلة نصارى نجران.
2ـ تصدّق أميرالمؤمنين(عليه السلام) بخاتمه وهو في الصلاة.
3ـ موت الواثق بالله العباسي.
1ـ مباهلة نصارى نجران:
في يوم (24) شهر ذي الحجّة للسنة العاشرة من الهجرة حصلت هذه الحادثة أو القصة وهي كالتالي:
اجتمع زعماء نصارى نجران وحكماؤهم يتدارسون أمر كتاب النبي(ص) الذي يدعوهم فيه إلى الاسلام. ولم يتوصلوا إلى رأي قاطع إذكانت في أيديهم تعاليم تؤكد وجود نبي بعد عيسى(ع)،وما ظهر من محمد فهو يشير إلى نبوّته. من هنا قرّروا أن يرسلوا وفداً يقابل شخص النبي(ص) ويحاوره.
واستقبل النبي(ص) الوفد الكبير وقد بدى عليه عدم الرضا لمظهرهم الذي كان يحمل طابع الوثنية، فقد كانوا يرتدون الديباج والحرير ويلبسون الذهب ويحملون الصلبان في أعناقهم. ثم غدوا عليه ثانية وقد بدّلوا مظهرهم فرحّب بهم واحترمهم وفسح لهم المجال ليمارسوا طقوسهم[1].
ثمَّ عرض (عليهم السلام) وتلا عليهم آيات من القرآن فامتنعوا وكثر الحجاج معهم، فخلصوا إلى أن يباهلم النبي (ص) وكان ذلك بأمر من الله عزّ وجلّ واتفقوا على اليوم الاحق موعداً.
وخرج إليهم رسول الله(ص) وهو يحمل الحسين وبيده الحسن وخلفه ابنته فاطمة وابن عمّة عليّ بن أبي طالب(ع) امتثالاً لأمر الله تعالى الذي نصّ عليه الذكر الحكيم قائلاً: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[2] ولم يصحب سواهم أحداً من المسلمين ليثبت للجميع صدق نبوته ورسالته وهنا قال أسقف نجران: يا معشر النصارى اني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني.
وحين أبوا أن يباهلوا النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين قال لهم الرسول: «أمّا إذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين»، فأبوا، فقال: «إني أناجزكم القتال».
فقالوا: ما لنا بحرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تردّنا عن ديننا على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلّة،ألفاً في صفر، وألفاً في رجب، وثلاثين درعاً عادية من حديد، فصالحهم على ذلك، وقال (ص): «والذي نفسي بيده إنّ الهلاك قد تدلّى أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولاستأصل نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشّجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا. فرجعوا إلى بلادهم دون أن يسلموا»[3].
وروي أن السيد والعاقب من زعمائهم لم يلبثا إلا يسيراً حتى عادا إلى النبي (ص) ليعلنا إسلامهما[4]. [5]
2ـ تصدّق أميرالمؤمنين بخاتمه وهو في الصلاة.
وحصلت هذه الحادثة في يوم (24) شهر ذي الحجّة كان عبد الله بن عباس جالساً على شفير زمزم يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله ، إلا قال الرجل قال رسول الله ، فقال ابن عباس : سألتك بالله ، من أنت ؟ فكشف العمامة عن وجهه ، وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي ، أنا جندب بن جنادة البدري ، أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين وإلا فصمتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا ، يقول : ” علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، فرفع السائل يده إلى السماء ، وقال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله ، فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا ، فأومأ بخنصره اليمنى إليه ، وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فلما فرغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته ، رفع رأسه إلى السماء ، وقال(ص) : «اللهم إن أخي موسى ، سألك فقال : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)[6] فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا)[7] اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، عليا أشدد به ظهري قال أبو ذر : فوالله ما استتم رسول الله الكلمة ، حتى نزل عليه جبرائيل(ع) من عند الله ، فقال : يا محمد إقرأ . قال : وما أقرأ ؟ قال : إقرأ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[8].
فأنشأ حسان بن ثابت قائلاً في ذلك :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي وكل بطئ في الهدى ومسارعٍ
أيذهب مدحيك المحبر ضائعاً وما المدح في جنب الاله بضائعٍ
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً زكاة فدتك النفس يا خير راكعٍ
فأنزل فيك الله خير ولايةٍ وثبتها مثنى[9] كتاب الشرائعٍ
3ـ موت الواثق بالله العباسي.
توفي الخليفة العباسي الواثق بالله في (24) ذي الحجّة[10] سنة (232 هـ )[11] وكانت ولادته
(200هـ )
هو هارون ( الواثق بالله) ابن محمد ( المعتصم بالله ) ابن هارون الرشيد العباسي ، أبو جعفر : من خلفاء الدولة العباسية بالعراق . ولد ببغداد ، وولي الخلافة بعد وفاة أبيه ( سنة 227 ه ) فامتحن الناس في خلق القرآن . وسجن جماعة ، وقتل في ذلك أحمد بن نصر الخزاعي ، بيده ( سنة 231 ) قال أحد مؤرخيه : كان في كثير من أموره يذهب مذهب المأمون ، وشغل نفسه بمحنة الناس في الدين ، فأفسد قلوبهم . ومات في سامرا ، قيل بعلة الاستسقاء . وقال ابن دحية : كان مسرفا في حب النساء ، ووصف له دواء للتقوية ، فمرض منه ، وعولج بالنار ، فمات محترقا . وأورد ( في النبراس ) تفصيل احتراقه ، وخلافته خمس سنين وتسعة ( أو ستة ) أيام . وكان كريما عارفا بالآداب والأنساب ، طروبا يميل إلى السماع ، عالما بالموسيقى ، قال أبو الفرج : ” صنع الواثق مئة صوت ما فيها صوت ساقط ” وكان كثير الاحسان لأهل الحرمين حتى قيل إنه ” لم يوجد بالحرمين في أيامه سائل[12] .
——————————————————————————–
[1] ـ السيرة الحلبية: 3/211، السيرة النبوية: 1/574.
[2] ـ آل عمران: 61.
[3] ـ التفسير الكبير (للرازي): 8/85.
[4] ـ الطبقات الكبرى: 1/357.
[5] ـ أعلام الهداية: 1/194 ـ 195.
[6] ـ طه: 25 ـ 32.
[7] ـ القصص: 35.
[8] ـ المائدة: 55.
[9] ـ تفسير مجمع البيان: 3/324 ـ 325.
[10] ـ وقايع الأيام: ص 138.
[11] ـ المصدر السابق، الكامل في التاريخ: 7/29.
[12] ـ بن الأثير 7 : 10 والطبري 11 : 24 واليعقوبي 3 : 204 والأغاني طبعة الدار 9 : 276 – 300 والخميس 2 : 337 والمرزباني 484 والنبراس ، لابن دحية 73 – 80 ومروج الذهب 2 : 278 – 288 وتاريخ بغداد 14 : 15.
2017-09-10