الوقت- بدأ الجيش العراقي التحضير لاستعادة الحويجة، رابع أكبر قضاء إداري في العراق، فيما يربط مراقبون اختيار هذه المنطقة تحديداً من السلطات العراقية بالتصعيد الكردي الأخير وربط كركوك باستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق.
وأطلقت القوات العراقية تسمية “قادمون يا حويجة” على الحملة العسكرية لتحرير الحويجة، ضمن تسميات مماثلة في الموصل وتلعفر والقيارة شمال العراق، مؤكدة أن العمليات العسكرية ستنطلق قريباً جداً.
وتجمّعت الوحدات العسكرية العراقية في محيط مدينة الحويجة، منذ مساء الخميس الماضي، إذ أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقية، في بيان لها الأربعاء، أن هدفها الجديد هو الحويجة وضواحيها المحتلة. ووفقاً لبيان الخلية التي تتبع مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، فإنه تم إرسال وحدات استطلاع ودعم لمحيط المدينة، كما تم إلقاء نحو نصف مليون منشور في سماء المدينة تطالب السكان فيها بالابتعاد عن تجمّعات تنظيم “داعش”.
يذكر ان مدينة الحويجة هي مركز رابع أكبر قضاء إداري في العراق، تقع على نهر الزاب الصغير أحد الأنهر العراقية النابعة من عيون الجبال الحدودية بين إيران وتركيا من جهة، والعراق من جهة أخرى.
ذُكر في الألواح السومرية باسم “زابو شيالو” ويُعتبر أحد الروافد المهمة لنهر دجلة. وتقع المدينة المحتلة من قبل تنظيم “داعش” منذ منتصف عام 2014 في محافظة كركوك، وتحدها جنوباً الموصل، وشمالاً تكريت.
الى ذلك تطرق قائد عمليات “قادمون ياتلعفر” الفريق الركن “عبد الأمير رشيد يار الله” في مؤتمر صحفي مساء السبت، الى الوضع الميداني، مؤكدا على التقدم الذي تحقق على أيدي القوات العراقية، التي فتحت المعركة من 4 محاور بكل عزم.
وبشأن التفاوض مع داعش في تلعفر، أكد الضابط العراقي أن التوجيهات لكافة القوات العراقية هي القتال حتى النهاية، وأنه لا وجود لكلمة اتفاق مع الإرهابيين.
وكشف قائد عمليات “قادمون ياتلعفر”: لم يستسلم أي إرهابي إلى قطعاتنا، ولم يكن هناك أي اتفاق مع إرهابي، ولا توجد كلمة الاتفاق مع الإرهابيين في قاموس قطعاتنا العراقية، وسنذهب لنقتل العدو في الحويجة والساحل الأيسر للشرقاط ومناطق غرب الأنبار.
داعش هالكٌ في الحويجة
واليوم الاحد سُمع دوي انفجارين قويين في قضاء الحويجة جنوب محافظة كركوك، أحدهما استهدف رتلاً مسلحاً لتنظيم داعش، وفقاً لموقع السومرية نيوز.
وأفاد مصدر محلي للوكالة العراقية: إن انفجارين قويين سمع دويهما في أطراف قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، مبيناً أن الانفجارين ناجمين عن قصف جوي، إحداهما ووفق المعلومات الأولية استهدف رتلاً مسلحاً لتنظيم داعش وسط أنباء مؤكدة عن سقوط قتلى وجرحى.
وسارع داعش الارهابي الى إعلان حالة الاستنفار القصوى في مركز الحويجة، وسط انتشار لمفارزه الراجلة في المناطق الحيوية وهي مدججة بالسلاح.
وكان قد دعا النائب التركماني العراقي “جاسم محمد جعفر”، اليوم الاحد، الى ضرورة ان يبدأ الهجوم بعمليات تحرير قضاء الحويجة من محافظة كركوك باتجاه القضاء، مطالبا بزج قوات “نوعية” حكومية كبيرة لمسك الارض.
وتابع النائب التركماني: إن التركمان وحشده سيقف بكل ما يملك من إمكانات ومستلزمات مع قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية والحشدين الشعبي والعشائري، لدحر داعش المنهزم في الحويجة والرشاد والرياض والزاب والعباسي ومناطق الدبس وجبل حمرين، وهي منطقة واسعة وطويلة تصل طولها اكثر من ٣٠٠ كيلومتر وتمتد الى صلاح الدين وديالى شمالا ومناطق من الشرقاط جنوبا.
وأشار النائب “جعفر” الى ضرورة انطلاق الهجوم من كركوك باتجاه الحويجة، حتى يتم القضاء على احتمال نفوذ داعش الى كركوك او تهريبهم كما تم في تلعفر.
وتهدّد هذه العملية العسكرية خمس محافظات هي “نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى وبغداد” في حال لم يتم الانتصار على داعش، وتحافظ على آبار النفط واستقرار الامن وفرض التوازن في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
وتعدّ المساحة الواسعة من قضاء الحويجة مفتاح وحدة العراق وسلتها الغذائية من الكاربوهيدرات والماء والزراعة والكبريت.