أُمّاه.. يا فاطمة الزهراء
هذه الأبيات أرفعها إلى مقام سيدتي البتول فاطمة الزهراء رضي الله عنها وجمعنا بها في الدنيا والآخرة.
عبدالقادر الجيلاني بن سالم بن عَلَوي خرد العَلَوي الحسيني ( جدّة )
لا وربّـي، وحـقِّ طـه أبـيـكِ | لا يَـطـيبُ الـمَديـحُ إلاّ فيـكِ | |
بضعةُ المصطفى، وللجُزء حكم الـ | كـلّ، يُرضيه كـلُّ ما يرضـيكِ | |
فِلذةٌ منه في المشاعرِ والإحساس | يُـؤذيـهِ كـلُّ مــا يُـؤذيـكِ | |
إنْ بَـدَت مسحةٌ مِن الحزن يوماً |
في مُـحيّـاكِ شُوهِدت في أبيكِ | |
وحدةُ الـذات لم يَنَلْها انفـصامٌ | وهــو سـرٌّ ورَّثتِهِ في بَنـيكِ | |
أنتِ شبهُ الـنبيِّ في كـل شيءٍ | يشهـدون النـبيَّ إن شاهـدوكِ | |
أنتِ ريحانـةُ الـنبـيّ إذا مـا | شمّـها سُرَّ، كيـف لا يُدنيكِ ؟! | |
حينما تُقبِلين يـنهضُ مـسروراً | ومـن بـحر عطفـهِ يَرويـكِ | |
رُتبةٌ دونها المراتـبُ في القُرب | وفـضلٌ من الإلـه الـمـليكِ | |
رتبـةٌ أخرَجَت ضـغائنَ أقوامٍ | فـبَثّـوا الأحـقادَ بـالتشكـيكِ | |
فسَّروا قولَهُ المودّةَ في القُربى | بـقـربى الـجميع، لا بذويـكِ | |
وأحاديث أنـكـروها وأخـرى | ضَعّـفوهـا لأنـها تـَعنـيكِ | |
حَـسَداً منـهمُ وجهلاً، فـلولا | جـهلُهُم بالمـقام ما حـسدوكِ | |
لو أحـبّوا أباكِ حـقّاً أحـبّوكِ | ويـَقلـيه كـلُّ مَـن يَـقلـيكِ | |
فَرِحوا بالخلاف في إرث فدكٍ | لَم يُراعوا الآدابَ إن ذكـروكِ | |
ثم قالـوا: أزواج طه هـم الآلُ | وأتـباعُـه، ولـم يـقـدروكِ | |
وحديـثُ الكساء حصنٌ منيـعٌ | وهْو سُورٌ مِن كلّ رجسٍ يقيكِ | |
وحديث الكساء تاجٌ من المـختار | يَـزري بـتاجِ كـلِّ الـملوكِ | |
ودلـيلُ التـطهير تاجٌ مـن اللهِ | فـتِيهي بفـضلِ مَن تَوَّجـوكِ | |
هُم من الرجس طهّروك وابناكِ | وهـم عـن جهـنّمٍ فـَطَموكِ | |
قد قـضى الله أن يُتِمّ بـكم نورَ | هُداهُ.. بالـرغـم مـِن شانـيكِ | |
أنتِ كالبحرِ في الـعطاءِ، وأولا | دُكِ كـالـدرّ مـالئاً شاطئـيكِ | |
قد دعا المصطفى بأن يُخرِجَ اللهُ | كـثيراً مِن نسلـكِ المـبروكِ | |
فـكأنّـي بـه يُهَمـهِمُ يـدعَـو | فـي ليالي الزَّفافِ إذ يَحْبـُوكِ | |
بدعاءِ الأبِ الشـفـيقِ، ويـُولِي | زوجَـكِ المرتضى بما يُولِيـكِ | |
أنـتِ آثَرتِـهِ بـخبزٍ وقد جاعَ | ثلاثاً وليـس بـالمَــنهـوكِ | |
وبلا خادم صبرتِ عـلى البيـتِ | فبالصبرِ دائـمـاً يـوصـيكِ | |
والرَّحى أثَّرت بكفَّيكِ.. لو تَدري | الـرَّحى مـن تَمـَسُّها تَفديكِ | |
وأسرَّ النبيُّ في ساعةِ الكـَربِ | فـأبكاكِ.. مـا الذي يُبكيكِ ؟! | |
قـد ألِفـتِ الحياةَ بالقربِ مـنهُ | فتأثَّرتِ بالـفـراقِ الوَشـيكِ | |
ثـُمّ أدنـاكِ ثانـياً فـتبسَّمَـتِ.. | فـهذا أبـوكِ يـَستـرضيـكِ | |
باللَّحاقِ السريـعِ بـعد شهـورٍ | كلُّ شيءٍ يَهـونُ بـعد أبيـكِ | |
تـلـك واللهِ رُتبـةٌ ومــقـامٌ | لا يُسامى، سبحانَـهُ مُعطيـكِ | |
فـهنيـئاً أمَّ الـحُسيـنِ هـنيئـاً | وحـناناً أُمّـاهُ أنـّا بـَنـوكِ | |
أوَ تـُنسيـكِ جنّةُ الخُلدِ أولادَكِ | حـاشا، وإن هُمُ قـد نَسُـوكِ | |
فـأسألي الله أن يـَمُنّ عـلـينا | بالرضى، في السكون والتحريكِ | |
واذكـُريـنا عـند النـبيِّ فإنّـا | قـد بَعُدنا عن سيَرهِ والسلوكِ | |
واذكُرينا أُمّاهُ في موقفِ الحشرِ | ونـادي بَـنيـك فَـلْيَتْبعـوكِ | |
أنـقِذينـا مـن الزِّحامِ وأهوالٍ | عـظامٍ، فـاللهُ لا يـُخـزيكِ | |
ولـنا فـي الإلهِ ظـنٌّ جـميلٌ | منه وعدٌ في « هل أتى » يُنبيكِ | |
قـد وَقاكِ شُرورَ يومٍ عَـبُوسٍ | وسروراً ونـَضـرةً يَجْـزيكِ | |
وَلـكُم يُعـقَدُ اللواءُ وفي ظـلٍّ | ظـلـيلٍ إلــهُنـا يـُؤويـكِ | |
فـإذا رفـرفَ اللـواءُ عليكـم | فـاذكـُرينا.. لعلـّنـا نأتيـكِ | |
واذكُرينا إذا وَرَدتِ على الحوضِ | لِنُسقى بـكفِّ مـَن يـَسقـيكِ | |
فـعسى الله أن يَـمُنَّ برؤيـاكِ | وفينا ما تَـرتـَضيـنَ يُـريكِ | |
وسـلامٌ علـيكِ في كلِّ حـينٍ | فـهْو يغشاك مـن لَدُن باريكِ | |
مـا هَـمى ماطرٌ وما قالَ حادٍ: | لا يَطيبُ الـمديـحُ إلاّ فــيكِ |
( مجلة الموسم، العدد 19، السنة 1414 هـ / 1994 م، ص 142 ـ 143 )
الولاية الاخبارية