طيرُ السَّعادَةِ في الوِلادَةِ غَرَّدا
والكونُ أثوابَ الهَنَاءِ قد ارْتَدَى
وَازْدَانَت الفِرْدَوسُ تُعلِنُ لِلهَنَا
يوماً وتَنثُرُ نَوْرَها المُتَوَرِّدا
وَتَمَايَلَت حُورُ الجِنانَ بِغُنْجَةٍ
فَرَحَاً بِنُورٍ في المدينةِ قد بَدَا
في النِّصفِ مِنْ رَمَضَانَ كانَ
هَدِيَّةً هوَ أوَّلُ الأنوارِ يُهدَى لِلهُدَى
أعني لِأحمدَ وَالوَصِيِّ وَفَاطِمٍ
فهُمُ الهُدى نَصَّاً وَمَنْ شَكَّ اعْتَدَى
نُورٌ لَهُ سَجَدَ الجَلالُ مَهَابَةً
وَغَدَا الجَمَالُ لِحُسنِهِ مُتَعَبِّدا
نُورٌ لَهُ سَجَدَ الوُجودُ بِذِلَّةٍ
أَوَلَيسَ مِنْ نُورِ الإلهِ تَوَلَّدا؟!
أَوَلَيسَ أهلُ البيتِ عِلَّةَ مَا بَرَا
الباريْ وَغَايةَ ما أفَاضَ وَأَوْجَدا
نُورٌ بِهِ الزَّهراءُ قَرَّتْ عَينُها
تلكَ الَّتي انْسَطَرَتْ لها نفسـي الفِدَا
ضَمَّتْهُ فوقَ ضُلوعِهَا وَضُلُوعُها
تلكَ الَّتي انْهَشَمت وما زالَ الصَّدَى
لِنِدائِهَا يحيا بِقَلبِ مُحِبِّها
رَغْمَ المُضِلِّ!! أيَسْمعُ الصُّمُّ النِّدا؟
سَمَّاهُ بالحَسَنِ الإمامُ المُرْتَضَـى
مِنْ بَعدِ ما أَمَرَ الإلهُ مُحَمَّدا
سِبطٌ زَكيٌّ مُجْتَبَىً ألقابُهُ
بِكَريمِ آلِ البيتِ خُصَّ وأُفرِدا
وَلِفاطِمٍ قالَ النَّبيُّ مُبَشِّـراً
أَوْرَثْتُ سِبطي هَيبَتي وَالسُّؤدُدَا
فَعَليكَ صَلَّى اللهُ يا رَيحانةَ
المُختارِ ما دامَ الإلهُ مُمَجَّدا
الشاعر: سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي.