الرئيسية / كلامكم نور / الهداية أنها من الله عز وجل

الهداية أنها من الله عز وجل

1 – عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل ،
عن إسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ، عن ثابت بن سعيد قال : قال أبو عبد الله :
يا ثابت مالكم وللناس ، كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم ، فوالله لو أن
أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا
على أن يهدوه ، ولو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد
الله هدايته ما استطاعوا أن يضلوه ، كفوا عن الناس ولا يقول أحد : عمي وأخي
وابن عمي وجاري ، فإن الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلا عرفه
ولا منكرا إلا أنكره ، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره . ( 1 )

2 – علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ،
عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : إن الله عز وجل إذا أراد
بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور وفتح مسامع قلبه ووكل به ملكا يسدده ، وإذا
أراد بعبد سوء ا نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه ووكل به شيطانا يضله ،
ثم تلا هذه الآية : ” فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ” .

3 – عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ،
عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : اجعلوا أمركم لله ، ولا تجعلوه للناس فإنه
ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله ، ولا تخاصموا الناس لدينكم فإن
المخاصمة ممرضة للقلب ، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله : ” إنك لا تهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء ” وقال : ” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” ذروا
الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، إني سمعت
أبي عليه السلام يقول : إن الله عز وجل إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الامر كان
أسرع إليه من الطير إلى وكره .

في نفسه من جهة حسن التربية وتراكم العمل حالة الانقياد والقبول بحسن السخاء والجود بزوال الصورة
المباينة من البخل فالاستدلال للحق إنما يوجب ظهوره على من كان صحيح النظر واما إيمانه به و
انقياده له فله سبب تكويني هو حصول الحالة أو الملكة النفسانية الملائمة لحصوله وليس مستندا إلى
اختيار الانسان حتى يوجد في نفسه أو في غيره الانقياد والايمان بالحق من دون سببه التكويني
وهو الهيئة النفسانية المذكورة ، فثبت ان للايمان والاهتداء وغير ذلك سببا تكوينيا غير إرادة الانسان
واختياره وهو مجموع النظر الصحيح والهيئة النفسانية الملائمة الغير المنافية للحق ، فهو منسوب إلى الله
سبحانه دون اختيار الانسان على حد ساير الأمور التكوينية المنسوبة إليه تعالى .

ولذلك كانت الروايات تنسب الايمان والكفر والهداية والضلال إلى الله سبحانه وتنفى كونها
باختيار الانسان وتنهى عن الاصرار في القبول والمراء والجدال في الدعوة إلى الحق كما يدل عليه قوله
في رواية عقبة الآتية : ( ولا تخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب ) الحديث فإنها تثير
عوامل العصبية والاباء عن الحق واما ما ورد في الكتاب والسنة من الأوامر بحسن التربية والحث على
التبليغ والانذار والدعوة والتذكرة فإنها مقربات للانسان من الايمان والطاعة وليست بموجبة و
لا ملزمة وبالتأمل فيما ما ذكرناه يظهر معنى روايات الباب والله الهادي ( الطباطبائي ).

4 – أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن
محمد بن مروان ، عن فضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ندعو الناس إلى
هذا الامر ؟ فقال : لا يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه فأدخله
في هذا الامر طائعا أو كارها ( 1 ) .

تم كتاب العقل والعلم والتوحيد من كتاب الكافي ويتلوه ، كتاب الحجة [ في
الجزء الثاني من كتاب الكافي تأليف الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني
رحمة الله عليه ] .

 

0000

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...