المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي15
28 يناير,2018
بحوث اسلامية, صوتي ومرئي متنوع
925 زيارة
ش
40 – شريك بن عبد الله – بن سنان بن أنس النخعي الكوفي القاضي ،
عده الإمام ابن قتيبة في رجال الشيعة وأرسل ذلك في كتابه المعارف (
241 ) إرسال المسلمات ، وأقسم عبد الله بن إدريس – كما في أواخر
ترجمة شريك من الميزان – بالله أن شريكا لشيعي ( 242 ) . وروى أبو داود
الرهاوي – كما في الميزان أيضا – أنه سمع شريكا يقول : ” علي خير
البشر ( 1 ) فمن أبى فقد كفر ( 243 ) ” قلت : إنما أراد انه خير البشر بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما هو مذهب الشيعة ، . ولذا
وصفه الجوزجاني – كما في الميزان أيضا – بأنه مائل ولا ريب بكونه مائلا
عن الجوزجاني إلى مذهب أهل البيت ، وشريك ممن روى النص على
أمير المؤمنين حيث حدث – كما في الميزان أيضا – عن أبي ربيعة الأيادي
عن ابن بريدة ، عن أبيه مرفوعا ” لكل نبي وصي ووارث ، وأن عليا
وصيي ووارثي ( 244 ) ” وكان مندفعا إلى نشر فضائل أمير المؤمنين
وإرغام بني أمية بذكر مناقبه عليه السلام ، حكى الحريري في كتابه درة
الغواص – كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان – : أنه كان
لشريك جليس من بني أمية ، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي
ابن أبي طالب . فقال ذلك الأموي : نعم الرجل علي ، فأغضبه ذلك
وقال : العلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك ( 245 ) ( 1 ) وأخرج ابن
أبي شيبة – كما في أواخر ترجمة شريك من الميزان – عن علي بن حكيم عن
علي بن قادم ، قال : جاء عتاب ورجل آخر إلى شريك ، فقال له : إن
الناس يقولون إنك شاك ، فقال يا أحمق كيف أكون شاكا ، لوددت أني
كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم ( 246 ) ومن تتبع سيرة
شريك علم أنه كان يوالي أهل البيت ، وقد روى عن أوليائهم علما
جما ، قال ابنه عبد الرحمن – كما في أحواله من الميزان – : كان عند أبي
عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب . وقال
عبد الله ابن المبارك – كما في الميزان أيضا – : شريك أعلم بحديث
الكوفيين من سفيان ، وكان عدوا لأعداء علي ، سئ القول فيهم ، قال
له عبد السلام ابن حرب : هل لك في أخ تعوده ، قال : من هو ؟
قال : هو مالك بن مغول ، قال ( 1 ) : ليس لي بأخ من أزرى على علي
وعمار ، وذكر عنده معاوية فوصف بالحلم ، فقال شريك ( 2 ) : ” ليس
بحليم من سفه الحق ، وقاتل علي بن أبي طالب ” ( 247 ) وهو الذي
روى عن عاصم ، عن ذر ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا : ” إذا
رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 3 ) ” ( 248 ) وجرى بينه وبين مصعب
بن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي العباسي ، فقال له مصعب –
كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان – : أنت تنتقص أبا بكر
وعمر . . . الخ ( 249 ) : بأنه صدوق ثقة ، وقال في آخر ترجمته : قد
كان شريك من أوعية العلم ، حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف
حديث . ونقل عن أبي توبة الحلبي قال : كنا بالرملة فقالوا ، من رجل
الأمة ؟ فقال قوم ابن لهيعة ، وقال قوم : مالك . فسألنا عيسى بن
يونس فقال : رجل الأمة شريك وكان يومئذ حيا ( 250 ) . قلت :
احتج بشريك مسلم وأرباب السنن الأربعة ( 251 ) ودونك حديثه
عندهم ، عن زياد بن علاقة ، وعمار الذهني ، وهشام بن عروة ،
ويعلى ابن عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، وعمارة بن القعقاع ،
و عبد الله بن شبرمة ، روى عنه عندهم : ابن أبي شيبة ، وعلي بن
حكيم ، ويونس ابن محمد ، والفضل بن موسى ، ومحمد بن الصباح ،
وعلي بن حجر . ولد بخراسان أو ببخارى سنة خمس وتسعين . ومات
بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة .
41 – شعبة بن الحجاج – أبو الورد العتكي مولاهم ، واسطي ،
سكن البصرة ، يكنى أبا بسطام ، أول من فتش بالعراق عن أمر
المحدثين ، وجانب الضعفاء والمتروكين ، وعده من رجال الشيعة جماعة
من جهابذة أهل السنة ، كابن قتيبة في معارفه والشهرستاني في الملل
والنحل ( 252 ) واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 253 ) ،
وحديثه ثابت في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي إسحاق
السبيعي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ومنصور ، والأعمش ، وغير
واحد ، روى عنه عند كل من البخاري ومسلم محمد بن جعفر ، ويحيى
بن سعيد القطان ، وعثمان بن جبلة ، وغير واحد . كان مولده سنة
ثلاث وثمانين ، ومات سنة ستين ومئة ، رحمه الله تعالى .
ص
42 – صعصعة بن صوحان – بن حجر بن الحارث العبدي ، ذكره
الإمام ابن قتيبة في ص 206 من المعارف في سلك المشاهير من رجال
الشيعة ، وأورده ابن سعد في ص 154 من الجزء 6 من طبقاته فقال :
كان من أصحاب الخطط بالكوفة ، وكان خطيبا ، وكان من أصحاب
علي ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان ، وكان
سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده ( 1 )
فقتل ، فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة ( قال ) وقد روى
صعصعة عن علي ، وروى عن عبد الله بن عباس ، وكان ثقة ، قليل
الحديث . ا ه . وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال : كان مسلما
على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلقه ولم يره ، صغر عن
ذلك ( 254 ) .
وكان سيدا من سادة قومه – عبد القيس – وكان فصيحا خطيبا ،
عاقلا لسنا ، دينا فاضلا بليغا يعد في أصحاب علي رضي الله عنه ، ثم
نقل عن يحيى بن معين القول : بأن صعصعة وزيدا وسيحان بني صوحان
كانوا خطباء ، وأن زيدا وسيحان قتلا يوم الجمل ، وأورد قضية أشكلت
على عمر أيام خلافته ، فقام خطيبا في الناس فسألهم عما يقولون فيها ،
فقام صعصعة وهو غلام شاب فأماط الحجاب ، وأوضح منهاج
الصواب ، فأذعنوا لقوله ، وعملوا برأيه ، ولا غرو فإن بني صوحان من
هامات العرب ، وأقطاب الفضل والحسب ، ذكرهم ابن قتيبة في باب
المشهورين من الأشراف ، وأصحاب السلطان من المعارف ( 2 ) . فقال :
بنو صوحان هم زيد بن صوحان ، وصعصعة بن صوحان ، وسيحان ابن
صوحان ، من بني عبد القيس ( قال ) فأما زيد فكان من خيار الناس
روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ، زيد الخير
الأجذم ، وجندب ما جندب ، فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين ؟ فقال :
أما أحدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاما ، وأما الآخر فيضرب ضربة
يفصل بها بين الحق والباطل – ( قال ) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان
شهد يوم جلولاء ، فقطعت يده ، وشهد مع علي يوم الجمل ، فقال : يا
أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا ، قال : وما علمك بذلك يا أبا سلمان ؟
قال : رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني ، فقتله عمرو بن
يثربي ، وقتل أخان سيحان يوم الجمل ( 255 ) قلت : لا يخفى أن إخبار
النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها
إياه إلى الجنة ، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة ، وآيات
الاسلام ، وأدلة أهل الحق ، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا ، فراجع
ترجمته من الاستيعاب والإصابة وغيرهما ، والمحدثون أخرجوه بطريقهم
المختلفة فزيد – على تشيعه – مبشر بالجنة ، والحمد لله رب العالمين .
وصعصعة بن صوحان ، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته .
فقال : له رواية عن عثمان وعلي ، وشهد صفين مع علي ، وكان خطيبا
فصيحا ، وله مع معاوية مواقف ، ( قال ) وقال الشعبي : كنت أتعلم منه
الخطب ( 1 ) وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي ، والمنهال بن عمرو ،
و عبد الله بن بريدة ، وغيرهم . ( قال ) وذكر العلائي في أخبار زياد : أن
المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين ،
وقيل إلى جزيرة ابن كافان ، فمات بها . ا ؟ . ( 256 ) كما مات أبو ذر
من قبله بالربذة . وقد ذكر الذهبي صعصعة ، فقال : ثقة معروف ( 257
) . ونقل القول بوثاقته عن ابن سعد ، وعن النسائي ، ووضع على اسمه
الرمز إلى احتجاج النسائي به ( 258 ) ، قلت : ومن لم يحتج به ، فإنما
يضر نفسه ، وما ظلموه ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .
ط
43 – طاووس بن كيسان – الخولاني الهمداني ، أبو عبد الرحمن ،
وأمه من الفرس ، وأبوه من النمر بن قاسط ، مولى بجير بن ريسان
الحميري ، أرسل أهل السنة كونه من سلف الشيعة إرسال المسلمات ،
وعده من رجالهم كل من الشهرستاني في الملل والنحل ، وابن قتيبة في
المعارف ( 259 ) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 260 )
وغيرهم ، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن ابن عباس ، وابن
عمر ، وأبي هريرة ، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من عائشة ، وزيد
بن ثابت ، و عبد الله عمرو ، وروى عنه عند البخاري ومسلم كل من
مجاهد وعمرو بن دينار ، وابنه عبد الله وروى عنه عند البخاري فقط
الزهري ، وعند مسلم غير واحد من الأعلام ، وتوفي حاجا بمكة قبل يوم
التروية بيوم ، وذلك في سنة ست ومئة أو أربع ومئة ، وكان يوما عظيما ،
وقد حمل عبد الله بن الحسن بن أمير المؤمنين نعشه على كاهله يزاحم
الناس في ذلك حتى سقطت قلنسوة كانت على رأسه ، ومزق رداؤه من
خلفه ( 1 ) ( 261 ) .
ظ
44 – ظالم بن عمرو – بن سفيان أبو الأسود الدؤلي ، حاله في
التشيع والاخلاص في ولاية علي والحسين وسائر أهل البيت عليهم
السلام ، أظهر من الشمس ( 2 ) لا حاجة بنا إلى بيانها ،
وقد استقصينا الكلام فيها حيث ذكرناه في كتابنا – مختصر
الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ( 262 ) – على
أن تشيعه مما لم يناقش فيه أحد ، ومع ذلك فقد احتج به أصحاب
الصحاح الستة ( 263 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن عمر
ابن الخطاب وله في صحيح مسلم عن أبي موسى ، وعمران بن حصين ،
روى عنه يحيى بن يعمر في الصحيحين ، وروى عنه في صحيح البخاري
عبد الله بن بريدة ، وفي صحيح مسلم روى عنه ابنه أبو حرب . توفي
رحمه الله تعالى ، بالبصرة سنة تسع وستين في الطاعون الجارف ، وعمره
خمس وثمانون سنة ( 264 ) وهو الذي وضع علم النحو على قواعد
أخذها عن أمير المؤمنين ، كما فصلناه في مختصرنا ( 265 ) .
ع
45 – عامر بن وائلة – بن عبد الله بن عمرو الليثي المكي أبو الطفيل ،
ولد عام أحد ، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله ثمان
سنين ، عده ابن قتيبة في كتابه المعارف في أول الغالية من الرافضة ،
وذكر : أنه كان صاحب راية المختار ، وآخر الصحابة موتا ( 266 ) وذكره
ابن عبد البر في الكنى من الاستيعاب فقال : نزل الكوفة ، وصحب عليا
في مشاهده كلها ، فلما قتل علي ، انصرف إلى مكة – إلى أن قال – : وكان
فاضلا عاقلا ، حاضر الجواب فصيحا ، وكان متشيعا في علي رضي الله
عنه ، وقال : قدم أبو الطفيل يوما على معاوية فقال : كيف وجدك على
خليلك أبي الحسن ؟ قال : كوجد أم موسى على موسى ، وأشكو إلى الله
التقصير ، وقال له معاوية : كنت فيمن حصر عثمان قال : لا ولكني
كنت فيمن حضره ، قال : فما منعك من نصره ؟ قال : وأنت فما منعك
من نصره ؟ إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت في أهل الشام وكلهم تابع
لك فيما تريد ، فقال له معاوية : أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له ، قال :
إنك لكما قال أخو جعف :
لألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادا ( 267 )
روى عنه كل من الزهري ، وأبي الزبير ، والجريري ، وابن أبي
حصين ، و عبد الملك بن أبجر ، وقتادة ، ومعروف ، والوليد بن جميع ،
ومنصور بن حيان ، والقاسم بن أبي بردة ، وعمرو بن دينار ، وعكرمة
ابن خالد ، وكلثوم بن حبيب ، وفرات القزاز ، و عبد العزيز بن رفيع ،
فحديثهم جميعا عنه موجود في صحيح مسلم ( 268 ) ، وقد روى أبو
الطفيل عند مسلم في الحج عن رسول الله ، وروى صفة النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ، وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن جبل ،
وروى في القدر عن عبد الله بن مسعود ، وروى عن كل من علي ،
وحذيفة بن أسيد ، وحذيفة بن اليمان ، و عبد الله بن عباس ، وعمر بن
الخطاب ، كما يعلمه متتبعو حديث مسلم والباحثون عن رجال الأسانيد
في صحيحه . مات أبو الطفيل رحمه الله تعالى بمكة سنة مئة ( 269 ) وقيل
سنة اثنين ومئة ، وقيل : سنة سبع ومئة ، وقيل : سنة عشر ومئة ،
وأرسل ابن القيسراني أنه مات سنة عشرين ومئة ، والله أعلم .
46 – عباد بن يعقوب – الأسدي الرواجني الكوفي ، ذكره الدارقطني ،
فقال : عباد بن يعقوب شيعي صدوق ، وذكره ابن حبان فقال : كان
عباد بن يعقوب داعية إلى الرفض ، وقال ابن خزيمة : حدثنا الثقة في
روايته المتهم في دينه ، عباد بن يعقوب ، وعباد هو الذي روى عن الفضل
بن القاسم ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن
مسعود ، أنه كان يقرأ ، ” وكفى الله المؤمنين القتال ” ( 270 ) بعلي ،
وروى عن شريك عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : ” إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 271
) ” أخرجه الطبري وغيره ، وكان عباد يقول : من من لم يتبرأ في صلاته كل
يوم من أعداء آل محمد حشر معهم ، وقال : أن الله تعالى لأعدل من أن
يدخل طلحة والزبير الجنة ، قاتلا عليا بعد أن بايعاه ، وقال صالح
بن جزرة : كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان ، وروى عبادان الأهوازي
عن الثقة : أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف ( 272 ) . قلت : ومع
ذلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنة ، كالبخاري ، والترمذي ، وابن
ماجة ، وابن خزيمة ، وابن أبي داود ( 273 ) ، فهو شيخهم ومحل ثقتهم ،
وذكره الذهبي في ميزانه فقال : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع ، لكنه
صادق الحديث ثم استرسل فنقل كل ما ذكرناه من أحواله ( 274 ) روى عنه
البخاري بلا واسطة في التوحيد من صحيحه . ومات ، رحمه الله تعالى ،
في شوال سنة خمسين ومئتين ، وكذب القاسم بن زكريا المطرز ، فيما نقله
عن عباد مما يتعلق في حفر البحر وجريان مائه ( 275 ) نعوذ بالله من إرجاف
المرجفين بالمؤمنين ، والله المستعان على ما يصفون .
47 – عبد الله بن داود – أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي ، سكن
الحربية من البصرة ، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 276 )
واحتج به البخاري في صحيحه ( 377 ) ، ودونك حديثه في الصحيح عن
الأعمش ، وهشام بن عروة وابن جريح ، روى عنه في صحيح
البخاري ، مسدد ، وعمرو بن علي ، ونصر بن علي ، في مواضع . مات
في سنة اثنتي عشر ومئتين .
48 – عبد الله بن شداد بن الهاد ، واسم الهاد أسامة بن عمرو بن
عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث الليثي
الكوفي أبو الوليد صاحب أمير المؤمنين ، وأمه سلمى بنت عميس
الخثعمية ، أخت أسماء فهو ابن خالة عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن أبي
بكر ، وأخو عمارة بنت حمزة بن عبد المطالب لأمها ، ذكره ابن سعد فيمن
نزل الكوفة من أهل الفقه والعلم من التابعين وقال في آخر ترجمته – وهي
في ص 86 من الجزء السادس من الطبقات – : وخرج عبد الله بن شداد مع
من خرج من القراء على الحجاج أيام عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
فقتل يوم دجيل . قال : وكان ثقة فقيها كثير الحديث متشيعا ( 278 ) ا ه .
قلت : كانت هذه الوقعة سنة إحدى وثمانين ، وقد احتج أصحاب
الصحاح كلهم ( 279 ) وسائر الأئمة بعبد الله بن شداد ، روى عنه أبو
إسحاق الشيباني ، ومعبد ابن خالد ، وسعد بن إبراهيم ، فحديثهم عنه
موجود في الصحيحين وغيرهما من كتب الصحاح والمسانيد ، سمع عند
البخاري ومسلم ، عليا وميمونة وعائشة .
49 – عبد الله بن عمر – بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير
القرشي الكوفي الملقب مشكدانة ، شيخ مسلم ، وأبي داود والبغوي ،
وخلق من طبقتهم أخذوا عنه ، ذكره أبو حاتم فقال : صدوق ، ويروي
عنه أنه شيعي ، وذكره صالح بن محمد بن جزرة فقال : كان غاليا في
التشيع ، ومع ذلك فقد روى عبد الله بن أحمد عن أبيه ، قال : مشكدانة
ثقة ، وذكره الذهبي في الميزان فقال : صدوق صاحب حديث ، سمع
ابن المبارك ، والدراوردي ، والطبقة ، وعنه مسلم ، وأبو داود
والبغوي ، وخلق ، ووضع على اسمه رمز مسلم ، وأبي داود ، إشارة إلى
احتجاجهما به ، ونقل من العلماء فيه ما قد سمعت ، وذكر أنه مات سنة
تسع وثلاثين ومئتين ( 280 ) . قلت : ودونك حديثه في صحيح مسلم (
281 ) عن عبدة بن سليمان ، و عبد الله بن المبارك ، و عبد الرحمن بن
سليمان ، وعلي بن هاشم ، وأبي الأحوص ، وحسين بن علي الجعفي ،
ومحمد بن فضيل ، في الفتن روى عنه مسلم بلا واسطة ، وقال أبو
العباس السراج : مات سنة ثمان أو سبع وثلاثين ومئتين .
50 – عبد الله بن لهيعة – بن عقبة الحضرمي قاضي مصر وعالمها ،
عده ابن قتيبة في معارفه ( 282 ) من رجال الشيعة ، وذكره ابن عدي – كما
في ترجمة ابن لهيعة من الميزان – فقال : مفرط في التشيع ، وروى أبو يعلى
عن كامل بن طلحت فقال : حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حي بن عبد الله
المغافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله
صلى الله عليه وآله ، قال في مرضه : ” ادعوا لي أخي ، فدعي أبو
بكر فأعرض عنه ! ثم قال ادعوا لي أخي ، فدعي له عثمان فأعرض
عنه ، ثم دعي له علي فستره بثوبه واكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل
له : ما قال لك ؟ قال : علمني ألف باب يفتح ألف باب . ا ه .
( 283 ) وقد ذكره الذهبي في ميزانه ووضع على اسمه دت ق إشارة إلى
من أخرج عنه من أصحاب السنن ، ودونك حديثه في صحيحي
الترمذي ، وأبي داود ( 284 ) وسائر مسانيد السنة ، وقد ذكره ابن خلكان
في وفياته فأحسن الثناء عليه ( 285 ) . روى عنه عند مسلم ابن وهب .
ودونك حديثه في صحيح مسلم عن يزيد ابن أبي حبيب ، وقد ذكره ابن
القيسراني في كتابه – الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر
الإصبهاني – في رجال البخاري ومسلم . مات ابن لهيعة يوم الأحد
منتصف ربيع الآخر سنة أربع وسبعين ومئة .
2018-01-28