الرئيسية / بحوث اسلامية / المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي12

المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي12

14 – جرير بن عبد الحميد – الضبي الكوفي ، عده ابن قتيبة من
رجال الشيعة في كتابه – المعارف – وأورده الذهبي في الميزان ( 170 ) فوضع
عليه الرمز إلى اجتماع أهل الصحاح على الاحتجاج به ، وأثنى عليه
فقال : عالم أهل الري صدوق ، يحتج به في الكتب ، نقل الاجماع على
وثاقته . ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم ( 171 ) عن
الأعمش ، ومغيرة ، ومنصور ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأبي إسحاق
الشيباني ، روى عنه في الصحيحين قتيبة ابن سعيد ، ويحيى بن يحيى ،
وعثمان بن أبي شيبة . مات رحمه الله تعالى بالري سنة سبع وثمانين ومئة
عن سبع وسبعين سنة .
15 – جعفر بن زياد – الأحمر الكوفي ذكره أبو داود فقال :
صدوق شيعي . وقال الجوزجاني : مائل عن الطريق – أي لتشيعه مائل
عن طريق الجوزجاني إلى طريق أهل البيت – وقال ابن عدي : صالح
شيعي . وقال حفيده الحسين بن علي بن جعفر بن زياد : كان جدي
جعفر من رؤساء الشيعة بخراسان ، فكتب فيه أبو جعفر الدوانيقي –
فأشخص إليه في ساجور ( 1 ) مع جماعة من الشيعة فحبسهم في المطبق
دهرا . أخذ عنه ابن عيينة ، ووكيع وأبو غسان المهدي ، ويحيى بن بشر
الحريري ، وابن مهدي ، فهو شيخهم . وقد وثقه ابن معين وغيره ،
وقال أحمد : صالح الحديث . وذكره الذهبي في الميزان ( 172 ) ونقل من أحواله
ما قد سمعت ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، والنسائي ، إشارة إلى
احتجاجهما به . ودونك حديثه في صحيحيهما ( 173 ) عن بيان بن بشر ،
وعطاء بن السائب . وله عن جماعة آخرين من تلك الطبقة . مات رحمه
الله سنة سبع وستين ومئة .
16 – جعفر بن سليمان – الضبعي البصري أبو سليمان ، عده
ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 2 ) ، وذكره ابن سعد فنص على
تشيعه ووثاقته ( 174 ) ونسبه أحمد بن المقدام إلى الرفض ، وذكره ابن عدي
فقال : هو شيعي أرجو أنه لا بأس به ، وأحاديثه ليست بالمنكرة ، وهو
عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه . وقال أبو طالب سمعت أحمد
يقول : لا بأس بجعفر بن سليمان الضبعي ، فقيل لأحمد : أن
سليمان بن حرب يقول : لا يكتب حديثه ، فقال : لم يكن ينهى
عنه ، وإنما كان جعفر يتشيع ، فيحدث بأحاديث في علي . . . الخ .
وقال ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما
قيل عنه من المذهب ، فقلت له : إن أساتذتك كلهم أصحاب سنة ،
معمر ، وابن جريح ، والأوزاعي ، ومالك ، وسفيان ، فعمن أخذت
هذا المذهب ؟ فقال : قدم علينا جعفر ابن سليمان الضبعي ، فرأيته
فاضلا حسن الهدي ، فأخذت عنه هذا المذهب – مذهب التشيع –
قلت : لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى العكس ، فيصرح
بأن جعفرا إنما أخذ الرفض عن عبد الرزاق ، ولذا كان يدعو عليه
فيقول : فقدت عبد الرزاق ما أفسد بالتشيع جعفرا غيره . وأخرج
العقيلي بالإسناد إلى سهل بن أبي خدوثة ، قال : قلت لجعفر بن
سليمان : بلغني أنك تشتم أبا بكر وعمر . فقال : أما الشتم فلا ،
ولكن البغض ما شئت . وأخرج ابن حبان في الثقات بسنده إلى جرير
بن يزيد بن هارون ، قال : بعثني أبي إلى جعفر الضبعي فقلت له :
بلغني أنك تسب أبا بكر وعمر . قال : أما السب فلا ، ولكن
البغض ما شئت ، فإذا هو رافضي . . . الخ . وترجم الذهبي جعفرا
في الميزان فذكر من أحواله كلما سمعت ، ونص على أنه كان من
العلماء الزهاد على تشيعه ( 175 ) وقد احتج به مسلم في صحيحه ( 176 )
وأخرج عنه أحاديث قد انفرد بها ، كما نص عليه الذهبي ، وأشار
إليها في ترجمة جعفر . ودونك حديثه في الصحيح عن ثابت البناني ،
والجعد بن عثمان ، وأبي عمران الجوني ، ويزيد بن الرشك ، وسعيد
الجريري ، روى عنه قطن بن نسير ، ويحيى بن يحيى ، وقتيبة ،
ومحمد بن عبيد بن حساب ، وابن مهدي ، ومسدد . وهو الذي
– حدث عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ،
قال : ” بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية استعمل
عليهم عليا . . . الحديث ، وفيه – : ما تريدون من علي ، علي مني وأنا
منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي ” ( 177 ) أخرجه النسائي في
صحيحه ، ونقله ابن عدي عن صحاح النسائي ، نص الذهبي على
ذلك في أحوال جعفر من الميزان . مات في رجب سنة ثمان وسبعين
ومئة ، رحمه الله تعالى .
17 – جميع بن عميرة – بن ثعلبة الكوفي التيمي ، تيم الله .
ذكره أبو حاتم – كما في آخر ترجمته من الميزان – ( 178 ) فقال : كوفي
صالح الحديث ، قلت : أخذ عنه العلاء بن صالح ، وصدقة بن
المثنى ، وحكيم بن جبير ، فهو شيخهم . وله في السنن ثلاثة
أحاديث ، وحسن الترمذي له ( 179 ) . نص على ذلك الذهبي في
الميزان ، وهو من التابعين ، سمع ابن عمر ، وعائشة ، ومما رواه عن
ابن عمر : أنه سمع رسول الله يقول لعلي :
” أنت أخي في الدنيا والآخرة ” ( 180 ) .
ح
18 – الحارث بن حصيرة – أبو النعمان الأزدي الكوفي . ذكره
أبو حاتم الرازي . فقال : هو من الشيعة العتق . وذكره أبو أحمد
الزبيري ، فقال : كان يؤمن بالرجعة . وذكره ابن عدي ، فقال :
يكتب حديث على ما رأيته من ضعفه ، وهو من المحترقين بالكوفة في
التشيع . وقال ذنيج : سألت جريرا أرأيت الحارث بن حصيرة ؟
قال : نعم رأيته شيخا كبيرا ، طويل السكوت ، يصر على أمر
عظيم . وذكره يحيى بن معين ، فقال : ثقة خشبي ، ووثقه النسائي
أيضا ، وحمل عنه الثوري ، ومالك بن مغول ، و عبد الله بن نمير ،
وطائفة من طبقتهم ، كان شيخهم ومحل ثقتهم . وترجمه الذهبي في
ميزانه ( 181 ) ، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه . ودونك حديثه في
السنن ( 182 ) عن زيد بن وهب ، وعكرمة ، وطائفة من طبقتهما ،
أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني ، عن عبد الله بن
عبد الملك المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن زيد بن وهب ،
قال سمعت عليا يقول : ” أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي
إلا كذاب ” ( 183 ) وروى الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود
السبيعي ، عن عمران بن حصين ، قال : كنت جالسا عند النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه ، إذ قرأ النبي صلى الله عليه
وآله وسلم : * ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم
خلفاء الأرض ) * ، فارتعد علي ، فضرب النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بيده على كتفه ، وقال : ” ولا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك
إلا منافق ” ( 184 ) إلى يوم القيامة ، أخرجه المحدثون كمحمد بن
كثير ، وغيره عن الحارث بن حصيرة ، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع
بن الحارث بهذا الإسناد ، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث
بن حصيرة ، قال : صدوق لكنه رافضي ( 185 ) .
19 – الحارث بن عبد الله – الهمداني ، صاحب أمير المؤمنين
وخاصته ، كان من أفضل التابعين ، وأمره في التشيع غني عن
البيان ، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه ، من رجال
الشيعة ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 186 ) : فاعترف بأنه من كبار
علماء التابعين ، ثم نقل عن ابن حبان القول : بكونه غاليا في
التشيع ، ثم أورد من تحامل القوم عليه – بسبب ذلك – شيئا كثيرا ،
ومع هذا فقد نقل إقرارهم بأنه كان من أفقه الناس ، وأفرض
الناس ، وأحسب الناس ، لعلم الفرائض ، واعترف بأن حديث
الحارث موجود في السنن الأربعة ( 187 ) وصرح بأن النسائي مع تعنته
في الرجال قد احتج بالحارث ، وقوى أمره ، وأن الجمهور مع توهينهم
أمره يروون حديثه في الأبواب كلها ، وأن الشعبي كان يكذبه ، ثم
يروي عنه . قال في الميزان : والظاهر أنه يكذبه في لهجته وحكاياته ،
وأما في الحديث النبوي فلا . قال في الميزان : وكان الحارث من أوعية
العلم ، ثم روى – في الميزان – عن محمد بن سيرين أنه قال : كان من
أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة ، وفاتني
الحارث فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم ( قال ) : ويختلف
في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل ، علقمة ومسروق وعبيدة ، ا ه‍ . قلت :
وقد سلط الله على الشعبي من الثقات الأثبات من كذبه واستخف به
جزاءا وفاقا ، كما نبه على ذلك ابن عبد البر في كتابه – جامع بيان
العلم – حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب
الشعبي ، ثم قال ( 1 ) ما هذا لفظه : وأظن الشعبي عوقب لقوله في
الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين – قال ابن
عبد البر – ولم يبن من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب
علي ، وتفضيله له على غيره ( قال ) ومن هاهنا كذبه الشعبي ، لأن
الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى أنه أول من أسلم ،
وتفضيل عمر . ا ه‍ . قلت : وأن ممن تحامل على الحارث محمد بن
سعد ، حيث ترجمه في الجزء 6 من طبقاته ( 188 ) فقال : ” إن له قول
سوء ” وبخسه حقه ، كما جرت عادته مع رجال الشيعة ، إذ لم
ينصفهم في علم ، ولا في عمل ، والقول السئ الذي نقله ابن سعد
عن الحارث : إنما هو الولاء لآل محمد ، والاستبصار بشأنهم ، كما أشار
إليه ابن عبد البر فيما نقلناه من كلامه . كانت وفاة الحارث سنة خمس
وستين ، رحمه الله تعالى .

شاهد أيضاً

السيّد الخامنئي (دام ظله) هو قائد الأمة وصاحب الأثر الأكبر في مواجهة الاستكبار

أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة السيّد، سامي خضرا، أن “فتاوى وخطب قائد ...