الرئيسية / بحوث اسلامية / المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي16

المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي16

51 – عبد الله بن ميمون القداح المكي من أصحاب الإمام جعفر بن
محمد الصادق . احتج به الترمذي ( 286 ) وذكره الذهبي فوضع على اسمه
رمز الترمذي إشارة إلى إخراجه عنه ، وذكر : أنه يروي عن جعفر بن محمد
وطلحة بن عمرو ( 287 ) .
52 – عبد الرحمن بن صالح الأزدي – هو أبو محمد الكوفي . ذكره
صاحبه وتلميذه عباس الدوري ، فقال : كان شيعيا ، وذكره ابن عدي
فقال : احترق بالتشيع ، وذكره صالح بن جزرة فقال : كان يعترض
عثمان ، وذكره أبو داود فقال : ألف كتابا في مثالب الصحابة ، رجل
سوء ، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والإمام البغوي ، وأخرج
له النسائي . وذكره الذهبي في ميزانه ( 288 ) فوضع على اسمه رمز
النسائي ، إشارة إلى احتجاجه به ، ونقل من أقوال الأئمة فيه ما
سمعت . وذكر أن ابن معين وثقه . وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين .
ودونك حديثه في السنن ( 289 ) عن شريك وجماعة من طبقته .
53 – عبد الرزاق بن همام – بن نافع الحميري الصنعاني ، كان من
أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين ، وقد عده ابن قتيبة في كتابه –
المعارف – من رجالهم ( 290 ) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة
211 من تاريخه الكامل ( 1 ) فقال : وفيها توفي عبد الرزاق بن همام
الصنعاني المحدث ( قال ) وهو من مشائخ أحمد ، وكان يتشيع ( 291 ) ا
ه‍ . وذكره المتقي الهندي أثناء البحث عن الحديث 5994 من كنزه فنص
على تشيعه ( 2 ) وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبد الرزاق بن همام بن
نافع الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات ، ثم
استرسل في ترجمته إلى أن قال : وكتب شيئا كثيرا وصنف الجامع الكبير
وهو خزانة علم . ورحل الناس إليه ، أحمد ، وإسحاق ، ويحيى
والذهلي ، والرمادي ، وعبد ، ثم أضاف في أحواله إلى أن نقل كلام
العباس بن عبد العظيم في تكذيبه ، فأنكر الذهبي عليه ذلك ، وقال :
هذا ما وافق العباس عليه مسلم ، بل سائر الحفاظ ، وأئمة العلم يحتجون
به ، ثم تتابع في ترجمته ، فنقل عن الطيالسي أنه قال : سمعت ابن معين
يقول : سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه ،
فقلت : إن أساتيذك الذين أخذت عنهم ، كلهم أصحاب سنة ، معمر ،
ومالك وابن جريح ، وسفيان ، والأوزاعي ، فعمن أخذت هذا المذهب
– مذهب التشيع – فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته
فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه ( 292 ) . قلت : يعترف
عبد الرزاق في كلامه هذا بالتشيع ، ويدعي أنه أخذه عن جعفر
الضبعي ، لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى أن جعفر الضبعي قد
أخذ التشيع عن عبد الرزاق ، وكان يدعو على عبد الرزاق بسبب ذلك
فيقول – كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان – : فقدت عبد الرزاق ، ما
أفسد جعفرا غيره – يعني بالتشيع ( 293 ) – ا ه‍ . وقد أكثر ابن معين من
الاحتجاج بعبد الرزاق ، مع اعتراف عبد الرزاق بالتشيع أمامه كما
سمعت . وقال أحمد بن أبي خيثمة ( 1 ) : قيل لابن معين أن أحمد يقول :
إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : والله الذي
لا إله إلا هو أن عبد الرزاق لأعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف ،
ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله ( 294 )
وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري ( 1 ) : بلغنا ونحن بصنعاء
عند عبد الرزاق أن أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو
كرهوه – لتشيعه – فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ورحلنا
وتعبنا ، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته ، فقال :
يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه ( 295 ) وذكره
ابن عدي فقال ( 2 ) : حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد ( 3 )
وبمثالب لغيرهم مناكير ( 4 ) ونسبوه إلى التشيع ( 298 ) . ا ؟ . قلت : ومع
ذلك فقد قيل لأحمد بن حنبل ( 5 ) هل رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟
قال : لا ( 299 ) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبد الرزاق من
كتابه – الجمع بين رجال الصحيحين – بالإسناد إلى الإمام أحمد ، قال : إذا
اختلف الناس في حديث معمر ، فالقول : ما قال عبد الرزاق ( 300 ) .
ا ه‍ . وقال مخلد الشعيري : كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل
معاوية ، فقال عبد الرزاق ( 1 ) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد ابن سفيان ، وعن
زيد ابن المبارك قال : كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث بن الحدثان ،
فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : جئت أنت تطلب ميراثك من ابن
أخيك ، وهذا جاء يطلب ميراث امرأته من أبيها ، قال عبد الرزاق – كما
في ترجمته من الميزان – : أنظر إلى هذه الأنوك ، يقول : من ابن أخيك ؟
من أبيها ؟ لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( 301 ) . قلت :
ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنه ، واحتجوا على بكرة أبيهم به ، حتى
قيل – كما في ترجمته من وفيات ابن خلكان : – ما رحل الناس إلى أحد بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما رحلوا إليه ، قال في الوفيات :
روى عنه أئمة الاسلام في زمانه ، منهم سفيان بن عيينة ، وهو من
شيوخه ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم . ا ه‍ . ( 302 )
قلت : ودونك حديثه في الصحاح كلها ، وفي المسانيد بأسرها ، فإنها
مشحونة منه ( 303 ) . كانت ولادته رحمه الله تعالى سنة ست وعشرين
ومئة ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وتوفي في شوال سنة إحدى
عشرة ومئتين ، وأدرك من أيام الإمام أبي عبد الله الصادق اثنتين وعشرين
سنة ( 2 ) عاصره فيها ، ومات في أيام الإمام أبي جعفر الجواد قبل وفاته عليه
الصلاة والسلام بتسع سنين ( 3 ) حشره الله في زمرتهم ، كما أخلص لله عز
وجل في ولايتهم .
54 – عبد الملك بن أعين – أخو زرارة ، وحمران ، وبكير ،
و عبد الرحمن ، وملك ، وموسى ، وضريس ، وأم الأسود بني أعين ،
وكلهم من سلف الشيعة ، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة ،
ولهم ذرية مباركة صالحة ، وهي على مذهبهم ومشربهم ، أما عبد الملك
فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال – عبد الملك بن أعين ع خ م – عن أبي
وائل وغيره ، قال أبو حاتم : صالح ، وقال ابن معين : ليس
بشئ ، وقال آخر . هو صدوق يترفض ، قال ابن عيينة : حدثنا عبد
الملك وكان رافضيا ، وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة صالح الحديث ،
حدث عنه السفيانان ، وأخرجا له مقرونا بغيره في حديث ( 304 ) . ا ه‍ .
قلت : وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ،
فقال : عبد الملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعيا ، سمع أبا وائل
في التوحيد عند البخاري ، وفي الإيمان عند مسلم ( 305 ) ، روى عنه
سفيان بن عيينة عندهما ( 306 ) ا ه‍ . قلت : مات في أيام الصادق ، فدعا
له واجتهد في ذلك ، وترحم علي ، وروى أبو جعفر بن بابويه أن الصادق
عليه السلام زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه ( 307 ) ، فطوبى له وحسن
مآب .
55 – عبيد الله بن موسى – العبسي الكوفي ، شيخ البخاري في
صحيحه ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه المعارف ( 1 ) وصرح
ثمة بتشيعه ، ولما أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه (
( 308 ) ( 1 ) عده منهم أيضا وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على
تشيعه ( 2 ) وأنه يروي أحاديث في التشيع ، فضعف بذلك عند كثير من
الناس ( قال ) وكان صاحب قرآن ( 309 ) وذكر ابن الأثير وفاته في آخر
حوادث سنة 213 من كامله ( 3 ) فقال : وعبيد الله بن موسى العبسي
الفقيه ، وكان شيعيا وهو من مشائخ البخاري في صحيحه ( 310 ) وذكره
الذهبي في ميزانه فقال : عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي شيخ
البخاري ثقة في نفسه ، لكنه شيعي منحرف ، وثقه أبو حاتم وابن معين
( قال ) وقال أبو حاتم : أبو نعيم أتقن منه ، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل ،
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان – عبيد الله بن موسى – عالما بالقرآن
رأسا فيه ، ما رأيته رافعا رأسه وما رئي ضاحكا قط ، وقال أبو داود :
كان – عبيد الله العبسي – شيعيا منحرفا . . . الخ ( 311 ) . وذكره
الذهبي – في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان – أيضا فقال : عبيد الله
ثقة شيعي ، وكان ابن معين يأخذ عن عبيد الله بن موسى ، وعن
عبد الرزاق ، مع علمه بتشيعهما ( 312 ) ، قال أحمد بن أبي خيثمة – كما
في ترجمة عبد الرزاق ، من ميزان الذهبي – سألت ابن معين وقد قيل له :
أن أحمد يقول : أن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن
معين : كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أعلى في ذلك من
عبيد الله مئة ضعف ، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت
من عبيد الله ( 313 ) . قلت : وقد احتج الستة وغيرهم بعبيد الله في
صحاحهم ( 314 ) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن
عبد الرحمن ، أما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الأعمش ،
وهشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأما حديثه في صحيح مسلم
فعن إسرائيل ، والحسن بن صالح ، وأسامة بن زيد ، روى عنه البخاري
بلا واسطة ، وروى عنه بواسطة كل من إسحاق بن إبراهيم ،
وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن إسحاق البخاري ، ومحمود بن غيلان ،
وأحمد بن أبي سريج ، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ، ومحمد بن خالد
الذهلي ، ويوسف بن موسى القطان ، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة
كل من الحجاج بن الشاعر ، والقاسم بن زكريا ، و عبد الله الدارمي ،
وإسحاق بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وإبراهيم بن
دينار ، وابن نمير ، قال الذهبي في الميزان : مات سنة 213 ( قال ) :
وكان ذا زهد وعبادة واتقان ( 315 ) . قلت : كانت وفاته مستهل ذي
القعدة ، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه .
56 – عثمان بن عمير – أبو اليقطان الثقفي الكوفي البجلي ، يقال

له : عثمان بن أبي زرعة ، وعثمان بن قيس ، وعثمان بن أبي حميد ، قال
أبو أحمد الزبيري كان يؤمن بالرجعة . وقال أحمد بن حنبل : أبو اليقطان
خرج في الفتنة مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، وقال ابن عدي :
ردئ المذهب يؤمن بالرجعة ، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه ( 316 ) .
قلت : كانوا إذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا إليه
القول بالرجعة ، وبذلك ضعفوا عثمان بن عمير ، حتى قال ابن معين :
ليس بشئ ومع كل ما تحاملوا به عليه ، لم يمتنع مثل الأعمش ،
وسفيان ، وشعبة ، وشريك ، وأمثالهم من طبقتهم عن الأخذ عنه ، وقد
أخرج له أبو داود والترمذي ( 317 ) وغيرهما في سننهم ، محتجين به ، ودونك
حديثه عندهم عن أنس وغيره . وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من
أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت ووضع على اسمه د ت ق
رمزا إلى من أخرج له أصحاب السنن .
57 – عدي بن ثابت – الكوفي ، ذكره ابن معين فقال : شيعي
مفرط وقال الدارقطني : رافضي غال وهو ثقة ، وقال الجوزجاني : مائل
عن القصد ، وقال المسعودي : ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من
عدي ابن ثابت ، وذكره الذهبي في مزاينه فقال : هو عالم الشيعة ،
وصادقهم ، وقاضيهم ، وإمام مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل
شرهم ( 318 ) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من أقوال العلماء فيه كلما
سمعت ، ونقل توثقه عن الدارقطني ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد العجلي ،
وأحمد النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أصحاب الصحاح الستة
مجمعة على الاخراج عنه ( 319 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم
عن كل من البراء من عازب ، و عبد الله بن يزيد وهو جده لأمه ،
و عبد الله بن أبي أوفى ، وسليمان بن صرد وسعيد بن جبير ، أما حديثه
عن زر بن حبيش ، وابن حازم الأشجعي ، فإنما هو في صحيح مسلم ،
روى عنه الأعمش ، ومسعر ، وسعيد ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري ،
وزيد بن أبي أنيسة ، وفضيل بن غزوان .
58 – عطية بن سعد – بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي
الشهير ، ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية : كان
يتشيع ( 320 ) ، وذكره الإمام ابن قتيبة – في أصحاب الحديث من المعارف
تبعا لحفيده العوفي القاضي – أعني الحسين بن الحسن ابن عطية المذكور –
فقال : وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج وكان يتشيع ، وحيث
أورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف ، عد عطية
العوفي منهم أيضا ( 321 ) وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته ( 1 )
بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع ، وأن أباه سعد بن جنادة كان
من أصحاب علي ، وقد جاءه وهو في الكوفة ، فقال : يا أمير المؤمنين أنه
ولد لي غلام فسمه ، قال عليه السلام : هذا عطية الله ، فسمي عطية .
قال ابن سعد : وخرج عطية مع ابن الأشعث على الحجاج ، فلما انهزم
جيش ابن الأشعث هرب عطية إلى فارس ، فكتب الحجاج إلى محمد بن
القاسم : أن أدع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربع مئة
سوط ، واحلق رأسه ولحيته ، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج ، فأبى عطية أن
يفعل ، فضربه أربع مئة سوط ، وخلق رأسه ولحيته ، فلما ولي قتيبة
خراسان خرج عطية إليه ، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة
العراق ، فكتب إليه عطية يسأله الإذن له في القدوم ، فأذن له ، فقدم
الكوفة ، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة إحدى عشرة ومئة ( قال ) : وكان ثقة
وله أحاديث صالحة ( 322 ) . ا ه‍ . قلت : وله ذرية كلهم من شيعة آل
محمد ( ص ) وفيهم فضلاء نبلاء ، أولو شخصيات بارزة ، كالحسين بن
الحسن ابن عطية ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث ( 1 ) ثم نقل إلى
عسكر المهدي ، وتوفي سنة إحدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن
ابن عطية ولي قضاء بغداد ( 2 ) وكان من المحدثين ، يروي عن أبيه سعد
عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية .
ولنرجع إلى عطية العوفي فنقول : احتج به أبو داود والترمذي ( 323 )
ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس ، وأبي سعيد ، وابن عمر ،
وله عن عبد الله بن الحسن عن أبيه ، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل
الجنة ، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية ، والحجاج بن أرطأة . ومسعر ،
والحسن ابن عدوان وغيرهم .
59 – العلاء بن صالح – التيمي الكوفي ، ذكره أبو حاتم فقال – كما
في ترجمة العلاء من الميزان – ( 324 ) : كان من عتق الشيعة . قلت : ومع ذلك فقد
احتج به أبو داود ، والترمذي ( 325 ) ، ووثقه ابن معين ، وقال أبو
حاتم ، وأبو زرعة ، لا بأس به ، ودونك حديثه عن يزيد بن أبي مريم
والحكم بن عتيبة ، في صحيحي الترمذي وأبي داود ، ومسانيد السنة ،
ويروي عنه أبو نعيم ، ويحيى بن بكير ، وجماعة من تلك الطبقة ، وهو
غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي ، لأن العلاء الشاعر من مشايخ
السفيانين ، وقد روى عن أبي الطفيل ، فهو متقدم على العلاء ابن صالح
على أن ابن صالح كوفي ، والشاعر مكي ، وقد ذكرهما الذهبي في
ميزانه ، ونقل القول : بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه ، ولعلاء الشاعر
مدائح في أمير المؤمنين كحجج قاطعة ، وأدلة على الحق ساطعة ، وله
مراثي في سيد الشهداء ، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون .
60 – علقمة بن قيس – بن عبد الله النخعي أبو شبل ، عم الأسود
وإبراهيم ابني يزيد ، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله ،
وعده الشهرستاني في الملل والنحل ( 326 ) من رجال الشيعة ، وكان من
رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو إسحاق الجوزجاني ، فقال : كان من
أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم – بسبب تشيعهم – هم رؤوس
محدثي الكوفة . . . الخ ( 327 ) ، وكان علقمة ، وأخوه أبي من أصحاب
علي ، وشهدا معه صفين ، فاستشهد أبي وكان يقال له أبي الصلاة لكثرة
صلاته ، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية ، وعرجت
رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله ، ولم يزل عدوا لمعاوية حتى
مات ، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته ،
فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة : أمحني أمحني ، أخرج ذلك كله
ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات ( 328 ) ( 1 ) . أما
عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات ،
وقد احتاج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 329 ) ، ودونك حديثه
في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود ، وأبي الدرداء
وعائشة ، أما حديثه عن عثمان ، وأبي مسعود ، ففي صحيح مسلم ،
روى عنه في الصحيحين ابن أخيه إبراهيم النخعي ، وروى عنه في
صحيح مسلم عبد الرحمن بن زيد ، وإبراهيم بن يزيد ، والشعبي . مات
رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة .

شاهد أيضاً

السيّد الخامنئي (دام ظله) هو قائد الأمة وصاحب الأثر الأكبر في مواجهة الاستكبار

أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة السيّد، سامي خضرا، أن “فتاوى وخطب قائد ...