المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي16
7 فبراير,2018
بحوث اسلامية, صوتي ومرئي متنوع
1,028 زيارة
51 – عبد الله بن ميمون القداح المكي من أصحاب الإمام جعفر بن
محمد الصادق . احتج به الترمذي ( 286 ) وذكره الذهبي فوضع على اسمه
رمز الترمذي إشارة إلى إخراجه عنه ، وذكر : أنه يروي عن جعفر بن محمد
وطلحة بن عمرو ( 287 ) .
52 – عبد الرحمن بن صالح الأزدي – هو أبو محمد الكوفي . ذكره
صاحبه وتلميذه عباس الدوري ، فقال : كان شيعيا ، وذكره ابن عدي
فقال : احترق بالتشيع ، وذكره صالح بن جزرة فقال : كان يعترض
عثمان ، وذكره أبو داود فقال : ألف كتابا في مثالب الصحابة ، رجل
سوء ، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والإمام البغوي ، وأخرج
له النسائي . وذكره الذهبي في ميزانه ( 288 ) فوضع على اسمه رمز
النسائي ، إشارة إلى احتجاجه به ، ونقل من أقوال الأئمة فيه ما
سمعت . وذكر أن ابن معين وثقه . وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين .
ودونك حديثه في السنن ( 289 ) عن شريك وجماعة من طبقته .
53 – عبد الرزاق بن همام – بن نافع الحميري الصنعاني ، كان من
أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين ، وقد عده ابن قتيبة في كتابه –
المعارف – من رجالهم ( 290 ) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة
211 من تاريخه الكامل ( 1 ) فقال : وفيها توفي عبد الرزاق بن همام
الصنعاني المحدث ( قال ) وهو من مشائخ أحمد ، وكان يتشيع ( 291 ) ا
ه . وذكره المتقي الهندي أثناء البحث عن الحديث 5994 من كنزه فنص
على تشيعه ( 2 ) وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبد الرزاق بن همام بن
نافع الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات ، ثم
استرسل في ترجمته إلى أن قال : وكتب شيئا كثيرا وصنف الجامع الكبير
وهو خزانة علم . ورحل الناس إليه ، أحمد ، وإسحاق ، ويحيى
والذهلي ، والرمادي ، وعبد ، ثم أضاف في أحواله إلى أن نقل كلام
العباس بن عبد العظيم في تكذيبه ، فأنكر الذهبي عليه ذلك ، وقال :
هذا ما وافق العباس عليه مسلم ، بل سائر الحفاظ ، وأئمة العلم يحتجون
به ، ثم تتابع في ترجمته ، فنقل عن الطيالسي أنه قال : سمعت ابن معين
يقول : سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه ،
فقلت : إن أساتيذك الذين أخذت عنهم ، كلهم أصحاب سنة ، معمر ،
ومالك وابن جريح ، وسفيان ، والأوزاعي ، فعمن أخذت هذا المذهب
– مذهب التشيع – فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته
فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه ( 292 ) . قلت : يعترف
عبد الرزاق في كلامه هذا بالتشيع ، ويدعي أنه أخذه عن جعفر
الضبعي ، لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى أن جعفر الضبعي قد
أخذ التشيع عن عبد الرزاق ، وكان يدعو على عبد الرزاق بسبب ذلك
فيقول – كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان – : فقدت عبد الرزاق ، ما
أفسد جعفرا غيره – يعني بالتشيع ( 293 ) – ا ه . وقد أكثر ابن معين من
الاحتجاج بعبد الرزاق ، مع اعتراف عبد الرزاق بالتشيع أمامه كما
سمعت . وقال أحمد بن أبي خيثمة ( 1 ) : قيل لابن معين أن أحمد يقول :
إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : والله الذي
لا إله إلا هو أن عبد الرزاق لأعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف ،
ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله ( 294 )
وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري ( 1 ) : بلغنا ونحن بصنعاء
عند عبد الرزاق أن أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو
كرهوه – لتشيعه – فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ورحلنا
وتعبنا ، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته ، فقال :
يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه ( 295 ) وذكره
ابن عدي فقال ( 2 ) : حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد ( 3 )
وبمثالب لغيرهم مناكير ( 4 ) ونسبوه إلى التشيع ( 298 ) . ا ؟ . قلت : ومع
ذلك فقد قيل لأحمد بن حنبل ( 5 ) هل رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟
قال : لا ( 299 ) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبد الرزاق من
كتابه – الجمع بين رجال الصحيحين – بالإسناد إلى الإمام أحمد ، قال : إذا
اختلف الناس في حديث معمر ، فالقول : ما قال عبد الرزاق ( 300 ) .
ا ه . وقال مخلد الشعيري : كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل
معاوية ، فقال عبد الرزاق ( 1 ) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد ابن سفيان ، وعن
زيد ابن المبارك قال : كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث بن الحدثان ،
فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : جئت أنت تطلب ميراثك من ابن
أخيك ، وهذا جاء يطلب ميراث امرأته من أبيها ، قال عبد الرزاق – كما
في ترجمته من الميزان – : أنظر إلى هذه الأنوك ، يقول : من ابن أخيك ؟
من أبيها ؟ لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( 301 ) . قلت :
ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنه ، واحتجوا على بكرة أبيهم به ، حتى
قيل – كما في ترجمته من وفيات ابن خلكان : – ما رحل الناس إلى أحد بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما رحلوا إليه ، قال في الوفيات :
روى عنه أئمة الاسلام في زمانه ، منهم سفيان بن عيينة ، وهو من
شيوخه ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم . ا ه . ( 302 )
قلت : ودونك حديثه في الصحاح كلها ، وفي المسانيد بأسرها ، فإنها
مشحونة منه ( 303 ) . كانت ولادته رحمه الله تعالى سنة ست وعشرين
ومئة ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وتوفي في شوال سنة إحدى
عشرة ومئتين ، وأدرك من أيام الإمام أبي عبد الله الصادق اثنتين وعشرين
سنة ( 2 ) عاصره فيها ، ومات في أيام الإمام أبي جعفر الجواد قبل وفاته عليه
الصلاة والسلام بتسع سنين ( 3 ) حشره الله في زمرتهم ، كما أخلص لله عز
وجل في ولايتهم .
54 – عبد الملك بن أعين – أخو زرارة ، وحمران ، وبكير ،
و عبد الرحمن ، وملك ، وموسى ، وضريس ، وأم الأسود بني أعين ،
وكلهم من سلف الشيعة ، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة ،
ولهم ذرية مباركة صالحة ، وهي على مذهبهم ومشربهم ، أما عبد الملك
فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال – عبد الملك بن أعين ع خ م – عن أبي
وائل وغيره ، قال أبو حاتم : صالح ، وقال ابن معين : ليس
بشئ ، وقال آخر . هو صدوق يترفض ، قال ابن عيينة : حدثنا عبد
الملك وكان رافضيا ، وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة صالح الحديث ،
حدث عنه السفيانان ، وأخرجا له مقرونا بغيره في حديث ( 304 ) . ا ه .
قلت : وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ،
فقال : عبد الملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعيا ، سمع أبا وائل
في التوحيد عند البخاري ، وفي الإيمان عند مسلم ( 305 ) ، روى عنه
سفيان بن عيينة عندهما ( 306 ) ا ه . قلت : مات في أيام الصادق ، فدعا
له واجتهد في ذلك ، وترحم علي ، وروى أبو جعفر بن بابويه أن الصادق
عليه السلام زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه ( 307 ) ، فطوبى له وحسن
مآب .
55 – عبيد الله بن موسى – العبسي الكوفي ، شيخ البخاري في
صحيحه ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه المعارف ( 1 ) وصرح
ثمة بتشيعه ، ولما أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه (
( 308 ) ( 1 ) عده منهم أيضا وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على
تشيعه ( 2 ) وأنه يروي أحاديث في التشيع ، فضعف بذلك عند كثير من
الناس ( قال ) وكان صاحب قرآن ( 309 ) وذكر ابن الأثير وفاته في آخر
حوادث سنة 213 من كامله ( 3 ) فقال : وعبيد الله بن موسى العبسي
الفقيه ، وكان شيعيا وهو من مشائخ البخاري في صحيحه ( 310 ) وذكره
الذهبي في ميزانه فقال : عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي شيخ
البخاري ثقة في نفسه ، لكنه شيعي منحرف ، وثقه أبو حاتم وابن معين
( قال ) وقال أبو حاتم : أبو نعيم أتقن منه ، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل ،
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان – عبيد الله بن موسى – عالما بالقرآن
رأسا فيه ، ما رأيته رافعا رأسه وما رئي ضاحكا قط ، وقال أبو داود :
كان – عبيد الله العبسي – شيعيا منحرفا . . . الخ ( 311 ) . وذكره
الذهبي – في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان – أيضا فقال : عبيد الله
ثقة شيعي ، وكان ابن معين يأخذ عن عبيد الله بن موسى ، وعن
عبد الرزاق ، مع علمه بتشيعهما ( 312 ) ، قال أحمد بن أبي خيثمة – كما
في ترجمة عبد الرزاق ، من ميزان الذهبي – سألت ابن معين وقد قيل له :
أن أحمد يقول : أن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن
معين : كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أعلى في ذلك من
عبيد الله مئة ضعف ، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت
من عبيد الله ( 313 ) . قلت : وقد احتج الستة وغيرهم بعبيد الله في
صحاحهم ( 314 ) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن
عبد الرحمن ، أما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الأعمش ،
وهشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأما حديثه في صحيح مسلم
فعن إسرائيل ، والحسن بن صالح ، وأسامة بن زيد ، روى عنه البخاري
بلا واسطة ، وروى عنه بواسطة كل من إسحاق بن إبراهيم ،
وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن إسحاق البخاري ، ومحمود بن غيلان ،
وأحمد بن أبي سريج ، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ، ومحمد بن خالد
الذهلي ، ويوسف بن موسى القطان ، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة
كل من الحجاج بن الشاعر ، والقاسم بن زكريا ، و عبد الله الدارمي ،
وإسحاق بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وإبراهيم بن
دينار ، وابن نمير ، قال الذهبي في الميزان : مات سنة 213 ( قال ) :
وكان ذا زهد وعبادة واتقان ( 315 ) . قلت : كانت وفاته مستهل ذي
القعدة ، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه .
56 – عثمان بن عمير – أبو اليقطان الثقفي الكوفي البجلي ، يقال
له : عثمان بن أبي زرعة ، وعثمان بن قيس ، وعثمان بن أبي حميد ، قال
أبو أحمد الزبيري كان يؤمن بالرجعة . وقال أحمد بن حنبل : أبو اليقطان
خرج في الفتنة مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، وقال ابن عدي :
ردئ المذهب يؤمن بالرجعة ، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه ( 316 ) .
قلت : كانوا إذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا إليه
القول بالرجعة ، وبذلك ضعفوا عثمان بن عمير ، حتى قال ابن معين :
ليس بشئ ومع كل ما تحاملوا به عليه ، لم يمتنع مثل الأعمش ،
وسفيان ، وشعبة ، وشريك ، وأمثالهم من طبقتهم عن الأخذ عنه ، وقد
أخرج له أبو داود والترمذي ( 317 ) وغيرهما في سننهم ، محتجين به ، ودونك
حديثه عندهم عن أنس وغيره . وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من
أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت ووضع على اسمه د ت ق
رمزا إلى من أخرج له أصحاب السنن .
57 – عدي بن ثابت – الكوفي ، ذكره ابن معين فقال : شيعي
مفرط وقال الدارقطني : رافضي غال وهو ثقة ، وقال الجوزجاني : مائل
عن القصد ، وقال المسعودي : ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من
عدي ابن ثابت ، وذكره الذهبي في مزاينه فقال : هو عالم الشيعة ،
وصادقهم ، وقاضيهم ، وإمام مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل
شرهم ( 318 ) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من أقوال العلماء فيه كلما
سمعت ، ونقل توثقه عن الدارقطني ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد العجلي ،
وأحمد النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أصحاب الصحاح الستة
مجمعة على الاخراج عنه ( 319 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم
عن كل من البراء من عازب ، و عبد الله بن يزيد وهو جده لأمه ،
و عبد الله بن أبي أوفى ، وسليمان بن صرد وسعيد بن جبير ، أما حديثه
عن زر بن حبيش ، وابن حازم الأشجعي ، فإنما هو في صحيح مسلم ،
روى عنه الأعمش ، ومسعر ، وسعيد ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري ،
وزيد بن أبي أنيسة ، وفضيل بن غزوان .
58 – عطية بن سعد – بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي
الشهير ، ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية : كان
يتشيع ( 320 ) ، وذكره الإمام ابن قتيبة – في أصحاب الحديث من المعارف
تبعا لحفيده العوفي القاضي – أعني الحسين بن الحسن ابن عطية المذكور –
فقال : وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج وكان يتشيع ، وحيث
أورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف ، عد عطية
العوفي منهم أيضا ( 321 ) وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته ( 1 )
بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع ، وأن أباه سعد بن جنادة كان
من أصحاب علي ، وقد جاءه وهو في الكوفة ، فقال : يا أمير المؤمنين أنه
ولد لي غلام فسمه ، قال عليه السلام : هذا عطية الله ، فسمي عطية .
قال ابن سعد : وخرج عطية مع ابن الأشعث على الحجاج ، فلما انهزم
جيش ابن الأشعث هرب عطية إلى فارس ، فكتب الحجاج إلى محمد بن
القاسم : أن أدع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربع مئة
سوط ، واحلق رأسه ولحيته ، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج ، فأبى عطية أن
يفعل ، فضربه أربع مئة سوط ، وخلق رأسه ولحيته ، فلما ولي قتيبة
خراسان خرج عطية إليه ، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة
العراق ، فكتب إليه عطية يسأله الإذن له في القدوم ، فأذن له ، فقدم
الكوفة ، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة إحدى عشرة ومئة ( قال ) : وكان ثقة
وله أحاديث صالحة ( 322 ) . ا ه . قلت : وله ذرية كلهم من شيعة آل
محمد ( ص ) وفيهم فضلاء نبلاء ، أولو شخصيات بارزة ، كالحسين بن
الحسن ابن عطية ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث ( 1 ) ثم نقل إلى
عسكر المهدي ، وتوفي سنة إحدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن
ابن عطية ولي قضاء بغداد ( 2 ) وكان من المحدثين ، يروي عن أبيه سعد
عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية .
ولنرجع إلى عطية العوفي فنقول : احتج به أبو داود والترمذي ( 323 )
ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس ، وأبي سعيد ، وابن عمر ،
وله عن عبد الله بن الحسن عن أبيه ، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل
الجنة ، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية ، والحجاج بن أرطأة . ومسعر ،
والحسن ابن عدوان وغيرهم .
59 – العلاء بن صالح – التيمي الكوفي ، ذكره أبو حاتم فقال – كما
في ترجمة العلاء من الميزان – ( 324 ) : كان من عتق الشيعة . قلت : ومع ذلك فقد
احتج به أبو داود ، والترمذي ( 325 ) ، ووثقه ابن معين ، وقال أبو
حاتم ، وأبو زرعة ، لا بأس به ، ودونك حديثه عن يزيد بن أبي مريم
والحكم بن عتيبة ، في صحيحي الترمذي وأبي داود ، ومسانيد السنة ،
ويروي عنه أبو نعيم ، ويحيى بن بكير ، وجماعة من تلك الطبقة ، وهو
غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي ، لأن العلاء الشاعر من مشايخ
السفيانين ، وقد روى عن أبي الطفيل ، فهو متقدم على العلاء ابن صالح
على أن ابن صالح كوفي ، والشاعر مكي ، وقد ذكرهما الذهبي في
ميزانه ، ونقل القول : بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه ، ولعلاء الشاعر
مدائح في أمير المؤمنين كحجج قاطعة ، وأدلة على الحق ساطعة ، وله
مراثي في سيد الشهداء ، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون .
60 – علقمة بن قيس – بن عبد الله النخعي أبو شبل ، عم الأسود
وإبراهيم ابني يزيد ، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله ،
وعده الشهرستاني في الملل والنحل ( 326 ) من رجال الشيعة ، وكان من
رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو إسحاق الجوزجاني ، فقال : كان من
أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم – بسبب تشيعهم – هم رؤوس
محدثي الكوفة . . . الخ ( 327 ) ، وكان علقمة ، وأخوه أبي من أصحاب
علي ، وشهدا معه صفين ، فاستشهد أبي وكان يقال له أبي الصلاة لكثرة
صلاته ، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية ، وعرجت
رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله ، ولم يزل عدوا لمعاوية حتى
مات ، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته ،
فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة : أمحني أمحني ، أخرج ذلك كله
ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات ( 328 ) ( 1 ) . أما
عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات ،
وقد احتاج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 329 ) ، ودونك حديثه
في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود ، وأبي الدرداء
وعائشة ، أما حديثه عن عثمان ، وأبي مسعود ، ففي صحيح مسلم ،
روى عنه في الصحيحين ابن أخيه إبراهيم النخعي ، وروى عنه في
صحيح مسلم عبد الرحمن بن زيد ، وإبراهيم بن يزيد ، والشعبي . مات
رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة .
2018-02-07