مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )01
15 أكتوبر,2017
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,113 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
يا من حارت في كبرياء هويته دقائق لطائف الأوهام ، وانحسرت دون إدراك عظمته
خطائف أبصار الأنام ، يا من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لعظمته ، ووجلت
القلوب من خيفته ، رب أنت في الدارين رجائي ، جل قدسك عن ثنائي ، سبحانك لا أبلغ
حمدك ، ولا أحصي ثنائك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، وفوق ما يقول القائلون . أحمدك
على تظافر نعمائك ، وتكاثر آلائك ، وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائك ، وأفضل أصفيائك
محمد وآله المعصومين ، حججك وأمنائك ، ولا سيما المدخر للانتقام من أعدائك ، الذي
بفرجه فرج أوليائك . واللعنة الدائمة المضاعفة على أعدائهم وأعدائك .
أما بعد : فيقول العبد المذنب الضعيف الخاطئ المهجور اللهيف الغريق في بحر الأماني
محمد تقي ابن العالم الرباني والحبر الصمداني مولاي الميرزا عبد الرزاق الموسوي
الأصفهاني عفى الله عن جرائمهما ، وجمع الله تعالى بينهما وبين إمامهما .
إن أحق الأمور وأوجبها عقلا وشرعا أداء حق من له حق عليك ، ومكافأة من أحسن
إليك ، ولا ريب أن أعظم الناس حقا علينا ( 1 ) وأوفرهم إحسانا إلينا ، وأكثرهم مننا ونعما لدينا ،
من جعل الله تعالى معرفته تمام ديننا ، والإذعان له مكمل يقيننا وانتظار فرجه أفضل
أعمالنا ، وزيارته غاية آمالنا ، أعني ” صاحب الزمان ” وحامل راية العدل والإحسان ، وماحي
آثار الكفر والطغيان ، الذي أمرنا بمتابعته ، ونهينا عن تسميته ، ثاني عشر الأئمة المعصومين ،
وخاتم الأوصياء المرضيين ، القائم المنتظر الرضي ابن الزكي الحسن العسكري عجل الله
تعالى فرجه ، وسهل مخرجه ، ولا فرق بيننا وبينه في الدنيا والآخرة .
لمؤلفه :
بنفسي من من هجره أنا ضائل * ومن للواء الفتح والنصر حامل
بنفسي إماما قائما غاب شخصه * وليس له في العالمين مماثل
بنفسي من يحيي شريعة جده * ويقضي بحكم لم يرمه الأوائل
ويجتث أصل الظالمين وفرعهم * ويحيى به رسم العلى والفضائل
فيا رب عجل في ظهور إمامنا * وهذا دعاء للبرية شامل
وحيث إنا لا نقدر على أداء حقوقه على التحقيق ، وشكر وجوده وجوده كما يليق ،
وجب علينا الاستباق إلى الميسور ، فإنه لا يسقط بالمعسور ، وأفضل الأمور في زمان غيبته
انتظار فرجه ، والدعاء له ، والمسابقة إلى ما يسره ، ويزلف لديه ويتقرب به إليه .
وقد ذكرت في الباب الثامن من كتاب أبواب الجنات في آداب الجمعات نيفا وثمانين
فائدة من الفوائد الدنيوية والأخروية المترتبة على الدعاء لفرجه صلوات الله عليه .
سبب تأليف الكتاب : رؤية الإمام ( عليه السلام ) في المنام وأمره
ثم سنح لي أن أفرد لذلك كتابا يشتمل على تلك الفوائد ، وينظم فيه تلك الفرائد ، فعاقني
عن ذلك نوائب الزمان ، وتوارد الأحزان ، حتى تجلى لي في المنام من لا أقدر على وصفه
بالقلم والكلام أعني مولاي وإمامي المنتظر ، وحبيب قلبي المنكسر .
وقال لي ببيان أبهج من وصل الحبيب ، وأهيج من صوت العندليب ، ما لفظه : ” أين كتابرا
بنويس وعربي هم بنويس ونام اورا بگذار مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ” .
فانتبهت كالعطشان ، وأسفت أسف اللهفان ، وعزمت إطاعة أمره الأعلى وقلت كلمة الله
هي العليا ، ثم لم يساعدني التوفيق حتى سافرت في العام الماضي ( 1330 ه ش ) وهي
السنة المتممة للثلاثين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة إلى البيت العتيق ، ولما تآطم هنالك
الوباء ، وتلاطم اللأواء عاهدت الله جل جلاله وعم نواله أن يخلصني من المهالك ، ويسهل
لي إلى وطني المسالك ، أشرع في تصنيف ذلك فمن علي بالسلامة مما كنت أخاف ، وكم له
لدي من المواهب والألطاف ، فشرعت فيه امتثالا لقوله عز من قائل : * ( وأوفوا بعهد الله إذا
عاهدتم ) * وقوله المطاع الأعلى * ( أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ) * .
فدونك كتابا * ( كجنة عالية قطوفها دانية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية ، لها أبواب
ثمانية ، لنجعلها لكم تذكرة ، وتعيها أذن واعية ) * ونختمه بخاتمة فوائدها دائمة * ( لا يصدعون
عنها ولا ينزفون ) * ختامه مسك ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولمثل هذا فليعمل العاملون .
في وجوب معرفته ( عليه السلام ).
https://t.me/wilayahinfo
[email protected]
2017-10-15