مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )03
30 أكتوبر,2017
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,055 زيارة
في وجوب معرفته صلوات الله وسلامه عليه
فإذا انقضت مدة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته ، وجاءت الإرادة من الله
فيه إلى حجته ، وبلغ منتهى مدة والده – صلى الله عليه – فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ،
وقلده دينه ، وجعله الحجة على عباده ، وقيمه في بلاده ، وأيده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه
فضل بيانه ، واستودعه سره ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأنبأه فضل بيان علمه ، ونصبه علما
لخلقه ، وجعله حجة على أهل عالمه ، وضياء لأهل دينه ، والقيم على عباده ، رضي الله به
إماما لهم ، استودعه سره ، واستحفظه علمه ، واستحباه حكمته ، واسترعاه لدينه ، وانتدبه
لعظيم أمره ، وأحيى به مناهج سبيله ، وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحيير أهل
الجهل ، وتحير أهل الجدل ، بالنور الساطع ، والشفاء النافع ، بالحق الأبلج ، والبيان من كل
مخرج ، على طريق المنهج ، الذي مضى عليه الصادقون من آبائه ( عليهم السلام ) فليس يجهل حق هذا
العالم إلا شقي ولا يجحده إلا غوي ، ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا . انتهى
بطوله ( 1 ) .
قوله ( عليه السلام ) : طلاوة إسلامه الطلاوة مثلثة : الحسن والبهجة والقبول ، قوله : أهل مواده
وعالمه .
قال بعض الشراح : العالم وهو الخلق ، عطف على الأهل ، أو على المواد ، ولعل المراد به
العقول التي هي مواد معرفته ، والإضافتان أعني إضافة المواد والعالم إلى ضميره تعالى
بتقدير اللام للاختصاص والملكية ، يعني جعله حجة على أهل العقول وغيرهم إذ هو حجة
على جميع المخلوقات ، وكل شئ يجب أن يرجع في تسبيحه وتقديسه وعبادته وكيفية
خضوعه إليه ويحتمل أن يراد بالمواد عالم الزمانيات والجسمانيات ، وبالعالم عالم
المجردات والروحانيات وأما حمل أهل المواد على أهل المحبة ، وحمل العالم فبعيد
كحمل العطف على التفسير ، فليتأمل .
أقول : الصحيح أنه لا مجرد سوى الله تعالى وما ذكره من إرادة إثبات مجرد سواه فلا
ينهض دليلا ، بل الدليل على خلافه ، وليس هنا مقام بسط الكلام ، فلنحوله إلى محله ، وأما
حمل العطف على التفسير ، فليس ببعيد ، وإن كان مقتضى العطف التغاير فتأمل .
– ومنها بسند كالصحيح أو الصحيح على بعض الوجوه عن أحدهما ( عليهما السلام ) أنه قال
لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة ( عليهم السلام ) كلهم وإمام زمانه ويرد إليه ويسلم
له ثم قال : كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأول ( 1 ) .
– ومنها في الصحيح عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) أخبرني عن معرفة الإمام
منكم واجبة على جميع الخلق فقال : إن الله عز وجل بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى الناس أجمعين
رسولا وحجة لله على جميع خلقه في أرضه ، فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واتبعه
وصدقه ، فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه ، ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتبعه ولم
يصدقه ، ويعرف حقهما ، فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله ورسوله ويعرف
حقهما ( 2 ) .
أقول : يريد أن وجوب معرفة الله ورسوله مقدم رتبة على وجوب معرفة الإمام لا نفي
وجوب معرفة الإمام عمن لا يعرف الله ورسوله .
– ومنها ( 3 ) في الصحيح عن محمد بن مسلم
قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ، ولا إمام له من الله ، فسعيه غير مقبول ، وهو ضال
متحير ، والله شانئ لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها ، فهجمت ذاهبة
وجائية يومها ، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها ، فحنت إليها ، واغترت بها ،
فباتت معها في مربضها ، فلما أن ساق الراعي قطيعه ، أنكرت راعيها وقطيعها ، فهجمت
متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها ، واغترت بها ، فصاح بها
الراعي الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك ، فهجمت ذعرة
متحيرة تائهة لا راعي لها ، يرشدها إلى مرعاها أو يردها ، فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب
ضيعتها فأكلها ،
وكذلك والله يا محمد
من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل
ظاهر عادل أصبح ضالا تائها ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا
محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا ، وأضلوا ، فأعمالهم التي
يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو
الضلال البعيد .
قوله ( عليه السلام ) : طاهر ، إن كان بالمهملة فالمعنى طاهر عن الأرجاس والذنوب ، وهو معنى كونه
معصوما ، وإن كان بالمعجمة ، فالمعنى ظاهر وجوده وحجيته بالدلائل الواضحة ، والعلائم
اللائحة ، وإن كان شخصه غائبا عن الأبصار القاصرة ( 1 ) .
– ومنها ( 2 ) بسند كالصحيح أو الصحيح على بعض الوجوه ،
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت ، ومن لا يعرف الله عز
وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا .
– ومنها ( 3 ) في الصحيح عنه ( عليه السلام ) قال ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى
الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته
إن الله عز وجل يقول * ( من يطع الرسول فقد
أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) *
أما لو أن رجلا قام ليلة ، وصام نهاره وتصدق بجميع ماله ،
وحج جميع دهره ،
ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ،
ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ،
ما كان له على الله حق في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان .
https://t.me/wilayahinfo
[email protected]
2017-10-30