الرئيسية / تقاريـــر / السّعوديّة تخسر لبنانيًّا

السّعوديّة تخسر لبنانيًّا

استطاع أن يحافظ لبنان على كيانه السياسي بعدما رفع مستوى التحديّ الى المستوى الدّولي حيث حشد دعما أوروبيًّا ودوليًّا سيفضي إلى تحرير الحريري من حجزه أو تُدخل السعودية في معركة دوليّة خاسرة.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء: بعد حوالي الأسبوعين من الاعتداء السعودية على لبنان وكرامته ومؤسساته الدستورية، ارتفع مستوى المواجهة بين البلدين ففي حين يواصل لبنان جهوده لاستعادة رئيس وزرائه المحتجز في السعودية، تواصل مملكة الرمال خرقها لكل الأعراف والمواثيق الدولية ضاربة بعرض الحائط الحصانات الدولية التي تضمن حصانة رؤساء الدّول.

رئيس الجمهورية اللبنانيّة ميشال عون قالها بصراحة وبدون “مواربة” أن ما حصل مع الحريري ليس استقالة بل هو اعتداء على لبنان وكرامته وعلى العلاقات التي تربط لبنان والسّعوديّة قبل أن تكون احتجازا لحرية الحريري وعائلته التي تُفتشّ عند خروجها ودخولها من منزلها في الرّياض.

عون وخلال اجتماع مع المجلس الوطني للإعلام وأصحاب المؤسسات المرئية والمسموعة قال كلام أدخله سعوديًّا ضمن خانة التّابع لحزب الله حيث أشار إلى ان لبنان لن يتساهل لحفظ الكرامة الوطنية ورموزها كما لن يقبل أن يكون سعد الحريري وعائلته محتجزا وطنيًّا وشخصيًّا.

وزير الخارجيّة اللبنانيّة جبران باسيل بدأ جولة أوروبيّة لحشد الدّعم الدولي للقضية اللبنانية، حيث كانت التصريحات الأوروبيّة من بريطانيا الى فرنسا واضحة الى ضرورة عودة الحريري الى بيروت مع تشديد على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وعدم العبث به كما أرادت السعودية من قضية الحريري.

أصبح واضح أن لبنان الذي كان مهددا بالويل والثبور وقرع الطبول، ليس خائفا أو مرهوبا من أيّ ردّة فعل سعوديّة وهو يسعى لاستعادة كرامته ويحشد لها دوليًّا ستخسر فيها السّعودية حتما إذا ما وصلت الى مجلس الأمن الدولي. اليوم، ما تفعله السعوديّة هو رمي آخر أوراقها عبر إطالة احتجاز الحريري الّذي لم يُسمح له بتنفيذ أقواله التي كررها منذ أسبوع بأنه سيصل الى بيروت “خلال يومين”.

هذا الثبات السياسي في لبنان رافقته أيضا خطوات أمنيّة، دلّت على أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية ممسكة بالوضع ولا مجال لأي طرف ليعبث بأمن اللبنانيين واستغلال الوضع السياسي من أجل نشر الفوضى، وفي هذا السياق استطاع الجيش اللبناني أن يلقي القبض على المدعو مصطفى الحجيري المعروف بأبو طاقيّة وهو إرهابيّ كان قد سلّم عناصر للجيش ولقوى الأمنية اللبنانية الى التنظيمات الإرهابية أثناء احتلالها لجرود لبنان الشرقية.

نتيجة لما تقدّم، استطاع لبنان أن يبقى نفسه في خانة الأمان الأمني والسياسي والاقتصادي في مواجهة الأزمة التي تواجهه، متحدّيًا بوحدة أبنائه ودفاعه عن رموزه السياسيّة المشكلة التي تواجهه من أجل تجاوزها.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...